أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثامر عباس - نرجسية أنا (الأوحد) لدى المثقف العراقي !














المزيد.....

نرجسية أنا (الأوحد) لدى المثقف العراقي !


ثامر عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 09:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إذا ما تحدثنا عن مثالب وعيوب الشخصية العراقية التقليدية (الاعتيادية) فهي عديدة ومتنوعة ، للحد الذي حدا ببعض المؤرخين العراقيين ممن يتحلون بواقعية الطرح وعمق التحليل ، تخصيص دراسة لافتة استعرض من خلالها تلك الأنماط العجيبة والغريبة من المثالب والعيوب التي يصعب إيجاد ما يناظرها كما"ونوعا"لدى شعوب المعمورة الأخرى . ومع ذلك فان المفارقة بهذا الشأن لا تكمن في هذا الجانب الذي ربما يكون مفهوما"ومتوقعا"لدى البعض من الكتاب والباحثين ، بقدر ما يكمن في تفوق شخصية (المثقف) العراقي المعقدة في مضمار إضافة رذيلة (النرجسية) الى بقية العيوب والمثالب التي يتشاطرها مع بقية أقرانه من عامة العراقيين .
ولعل ما يعطي للمثقف العراقي مسوغ (نرجسية) الأنا الأوحد والشعور بتضخيم الذات وتفوقها ، كونه يعيش في بيئة اجتماعية متخلفة بنيويا"وفاسدة سوسيولوجيا"، قلما كانت (طبيعية) في مسارات تطورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري ، للحد الذي وسمت الغالبية العظمى من مكونات الشعب العراقي بميسم الركود والعطالة واللاأبالية . وهو ما يغذي لدى (مثقفنا) المعاصر دوافع (الترفع) و(التعالي) الرابضة في الأعماق السيكولوجية لشخصية (الأفندي) التي ينحدر من سلالتها ، حيث يتباهى بعدته المعرفية الصدئة وحصيلته اللغوية المهجنة أمام غالبية جماهيرية جاهلة ، طالما كانت ضحية سهلة الانقياد لنوازع (نخبها) المتعالمة التي لا تجيد سوى ترويج الأيديولوجيات السياسية المتطرفة وتسويق الطوباويات الدينية المتعصبة .
وهكذا ، فبمقدار ما يزداد التخلف الاجتماعي ويتعمق أفقيا"وعموديا"، بقدر ما يمعن (المثقف) العراقي في إظهار عقده النفسية المقموعة واستعراض (نرجسيته) المكبوتة على نحو سافر ، الأمر الذي يفسّر لنا أسباب استشراء هذه الظاهرة الشاذة داخل أوساط (النخبة) الثقافية بشكل خاص ، بعدما ساهمت ظروف الحرب القاسية والمدمرة على العراق عام 2003 وما تمخض عنها وترتب عليها من انهيارات وانحرافات ، في مضاعفة معدلات التقهقر الحضاري والتصحر الثقافي والتبربر الإنساني من جهة ، وساعدت ، من جهة أخرى ، على انفلات تلك النوازع المقموعة والدوافع المكبوتة من عقالها دون خشية من رادع اجتماعي أو تأنيب من وازع أخلاقي .
ولعل من جملة مظاهر (نرجسية) الأنا الأوحد لدى المثقف العراقي ، ليس فقط كونه يحب ان يحاط بمظاهر الهيبة وبهارج الأبهة من لدن الشرائح الاجتماعية قليلة التعليم شحيحة الثقافة فحسب ، بل ويتطلع أن ينظر إليه - من قبل أقرانه من (المثقفين) كذلك - نظرة ملئها الإعجاب بشخصيته ، والإطناب بثقافته ، والانجذاب لكارزميته . ولهذا فهو وان يبدي الامتعاض من عامة الناس الذين يجهلون اسمه (المشهور) ويعزفون عن أعماله (الفريدة) ، إلاّ أنه لا يلبث أن يتحول (وحش) كاسر سريع الغضب وشديد الانفعال ، إزاء الناشطين في مجالات الإنتاج الفكري والثقافي ممن يعتقد أنهم (يتخطونه) في مضمار ثراء معارفهم الإنسانية ، وعمق تحليلاتهم الاجتماعية ، ورصانة منهجياتهم النقدية .
وإذا ما وقع المحظور وبرز من ينافسه على (عرشه) الكارتوني ويتحداه في (عرينه) المتهالك ، حينذاك لا تشفع عنده قيمة للثقافة التي يرطن بها ، أو يثنيه اعتبار للفكر الذي يتبجح بامتلاكه ، حيث يشرع هذا (النرجسي) المتغطرس بخلع أقنعته المزركشة ، والتخلي عن وقاره المصطنع ؛ موجها"سهام نقده ومصوب حراب هجومه نحو كل من يستشعر أنه تجاسر على تخطي (مناطق الحرام) التي تمترس خلف حواجزها وتخندق وراء سواترها . للحد الذي يبلغ به الأمر الى الانحدار لأسفل مدارك الإسفاف في النقد والإجحاف في التقييم ، ومعريا"بذات الوقت خواء عدته المعرفية وتهافت فكرياته الدونكيشوتية ! .



#ثامر_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض موجز لكتاب ( أثريات الانتلجنسيا : الموروث التقليدي لدى ا ...
- أسباب انتكاسة التيار (المدني) في الانتخابات المحلية
- العرب وسيكولوجيا الأزمات !
- الفساد الأكاديمي ومأسسة الجهل المعرفي !
- الجامعات الأهلية وانحطاط المستوى العلمي
- هل نجحت (البوتقة) العراقية في صهر مكوناتها ؟
- معوقات تعافي المجتمع العراقي
- القبيلة والقبلية .. في التخادم البنيوي والمؤسسي
- تفتيت الذاكرة العراقية .. من وعي الذات الى غربتها !
- الحسّ المشترك .. ادراك ما قبل الوعي
- الديموقراطية وشرط الوعي السياسي
- الانثروبولوجيا والخاصية الفسيفسائية للمجتمع العراقي
- خطاب المثقف واستقطاب المجتمع
- انتعاش السرد التاريخي في المجتمعات المتصدعة : دليل أزمة أم م ...
- مصائر بلاد الرافدين : ماذا لو جفّت أنهار العراق ؟!
- الاستحالة الحضارية : من الكنية الى الكينونة
- كبوة الوعي بين النسقية الثقافية والنسقية الايديولوجية
- ظاهرة الأريفة وتآكل المدماك الحضري
- حيرة الدراما العراقية في مسلسل حيرة !
- مشاكسات المطمور في اللاوعي الجماعاتي


المزيد.....




- عندما راجع كاميرا المراقبة كانت الصدمة.. شاهد كيف كشف رجل سر ...
- محمد بن زايد والسيسي يشهدان إعلان مخطط -رأس الحكمة-.. وهذا م ...
- -وُلدت خلال الحرب وقُتلت بعد أشهر-.. جدة تنعى حفيدتها بعد غا ...
- من بدائية إلى -مدينة صواريخ-.. هل تحولت أنفاق وملاجئ حزب الل ...
- خامنئي: الهجوم الصاروخي على إسرائيل مشروع تماماً، وإسرائيل ت ...
- نازحون يعبرون الحدود سيرًا على الأقدام بعد غارة إسرائيلية قط ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عسكريين وإصابة 23 آخرين جراء هجوم ...
- لافروف: الغرب يمنع تنمية أفغانستان
- مصر توجه رسالة جديدة للبنان بعد الاعتداءات الإسرائيلية
- مراسل RT: انفجارات عنيفة تهز العاصمة اليمنية صنعاء (صور)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ثامر عباس - نرجسية أنا (الأوحد) لدى المثقف العراقي !