أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - محاضرات في البلاغة مح11 (من أبواب علم المعاني الإطناب).














المزيد.....

محاضرات في البلاغة مح11 (من أبواب علم المعاني الإطناب).


مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 7844 - 2024 / 1 / 2 - 07:32
المحور: الادب والفن
    


الإطناب- من وجهة نظر البلاغيين- هو أداء المعنى بأكثر من عبارة، نحو: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}، وهذه الزيادة إما أن تكون كلمة واحدة أو جملة، أو أكثر،
على أن تكون لتلك الزيادة فائدة، وإن لم يؤدّ فائدة فإنه ليس بإطناب؛ بل حشو أو تطويل.
دواعي الإطناب كثيرة، منها: تثبيت المعنى، وتوضيح المراد، والتوكيد، ودفع الإيهام، وإثارة الحمية.
.............................
أقسام الإطناب هي:
1- ذكر الخاص بعد العام، نحو:
تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}.}
فقد خصّ (الروح) أي جبريل مع أنه داخل في عموم الملائكة تكريماً وتشريفاً له.
{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ}.
خصّ الصلاة الوسطى لأهميتها.
........................
2- ذكر العام بعد الخاص؛ لإفادة العموم مع العناية بشأن الخاص، نحو:
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}.
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
........................
3- الاعتراض، نحو:
(تخرَّجتْ ابنتي- والحمدُ للهِ- من الجامعةِ).
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}.
قال النابغة الجعْدي يهجو: "لَو أنّ الباخلينَ- وأنتِ منهمْ- رَأوكِ تعلَّموا منكِ المِطالاَ".
قال عوف بن محلم الشيباني: "إنَّ الثمانينَ- وبُلغتُها- قد أحوجتْ سمعي إلى ترجمانِ".
........................
4- الرغبة في إطالة الحديث مع المحبوب، نحو:
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى؟ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}.
بسط سيدنا موسى الكلام تلذُّذاً بالحديث مع ربّه؛ مع أنه كان يكفيه أن يقول: {هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عليها}.
......................
5- التعليل، نحو: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
(طالَ صبري عليكِ، وغفرتُ لكِ هفواتِكِ؛ لأنِّي صادقاً أُحبُّكِ).
.......................
6- التوشيع، وهو أن يؤتى في آخر الكلام بمثنّى مفسَّر بمفردَين؛ لزيادة التوضيح، نحو: من وصية الإمام علي ع لمالك الأشتر: "... فإنّهُم صنفانِ: إمّا أخٌ لكَ في الدينِ، أو نظيرٌ لكَ في الخلق".
.......................
الترادف: (كنْ صريحاً ومَن تُحبُّ، ولا تكنْ مُبهماً غامضاً).
الإبهام والغموض كلاهما بمعنى واحد؛ لكن الغرض البلاغي التوكيد.
.......................
8- التكرار، نحو: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}.
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
قال مروان بن أبي حفصة:
"سَقى اللهُ نَجْداً والسَّلامُ على نَجْدٍ... ويا حبَّذا نَجْدٌ على القُربِ والبُعدِ".
.......................
9- التذييل: يأتي بعد تمام المعنى في كلام غالباً أشبه بالحكمة، نحو:
{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون}.َ
في الآية إطناب بالتذييل في: {أفإن متَّ فهُم الخالدونَ} وهذا تذييل لم يجرِ مجرى المثل،
والثاني في: {كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموتِ} وهو جارٍ مَجْرَى المثل.
في قول أبي الطيب المتنبي ما جرى مجرى المثل من إطناب التذييل:
"إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ... وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها... إنَّ الكـرامَ بِحفـظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ".
........................
10- الإيضاح بعد الإيهام؛ لتقرير المعنى في ذهن السامع بذكره مرتين، مرة على سبيل الإيهام والإجمال، ومرة على سبيل التفصيل والإيضاح، نحو:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}.
الإيضاح في: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}.
................
11- التفصيل بعد الإجمال، نحو: (درَّستُ علومَ البلاغةِ؛ علمَ المعاني، وعلمَ والبيانِ، وعلمَ البديعِ).
.................
12- الاحتراس، ويقال له: التكميل، فالاحتراس يوجد حيثما يأتي المتكلم بمعنى يمكن أن يدخل عليه فيه لوم، فيفطن لذلك، ويأتي بما يخلصه، سواء أوقع الاحتراس في وسط الكلام، كقول طرفة بن العبد: "فَسَقى دِيارَكَ غَيرَ مُفْسِدِها... صوبُ الرَّبيعِ وديمَةٌ تَهْمي".
فقوله (غير مفسدها) للاحتراس.
أو وقع الاحتراس في آخره، نحو: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}؛ أي: مع حبّ الطعام، واشتهائهم له، وذلك أبلغ في الكرم، فلفظ (علَى حُبِّه) فضلة للاحتراس ولزيادة التحسين في المعنى.
...................
يُستحسن الإطناب في الصلح، والمدح، والثناء، والذم، والهجاء، والوعظ، والإرشاد، والخطابة في أمر من الأمور العامة، والتهنئة، ومنشورات الحكومة إلى الأمة، وكتب التابعين لقادتهم.
..................
عسى أن نكون قد وفقنا في عرض المادة بأيسر الطرق.
نلتقي وإياكم في المحاضرة 12 القادمة (من أبواب علم المعاني، المساواة).



#مديح_الصادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرات في البلاغة مح 9 (من أبواب علم المعاني، القصر).
- لقاءٌ... نصٌّ شعري.
- محاضرات في البلاغة مح 8 (من أبواب علم المعاني الإنشاء الطلبي ...
- محاضرات في البلاغة مح7 (من أبواب علم المعاني، الإنشاء الطلبي ...
- محاضرات في البلاغة ح6 (من أبواب علم المعاني الإنشاء الطلبي، ...
- محاضرات في البلاغة مح 5 (من أبواب علم المعاني- الإنشاء- النه ...
- محاضرات في البلاغة مح4 (من أبواب علم المعاني الإنشاء- الأمر) ...
- عروس بغديدا... نصٌّ شعري لكارثة الحمدانية.
- محاضرات في البلاغة مح3- الجزء الثاني ( علم المعاني، الخبر).
- محاضرات في البلاغة مح3 (علم المعاني، الخبر). الجزء الأول.
- محاضرات في علوم البلاغة مح 2 (عيوب فصاحة الكلمة وعيوب فصاحة ...
- محاضرات في علوم البلاغة... مح1 (نظرة عامة).
- قلبُها مِن حجَرٍ قُدَّ... نصٌّ شعري.
- حُبٌّ للبيع... قصة قصيرة.
- شيءٌ من اللغة العربية... ح 44 (إعمال اسم الفاعل).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 42 (إعمال المصدر).
- شيءٌ من اللغة العربية ح 41 (المفعول له).
- أكرَهُها...
- بُرجُ العنكبوتِ... نصٌّ شعري
- أنا، وأنتِ، والعيدُ... نصٌّ شعري


المزيد.....




- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مديح الصادق - محاضرات في البلاغة مح11 (من أبواب علم المعاني الإطناب).