أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأصوات في قصيدة -أختهم- مأمون حسن السعد














المزيد.....

الأصوات في قصيدة -أختهم- مأمون حسن السعد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7841 - 2023 / 12 / 30 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


الأصوات في قصيدة "أختهم"
مأمون حسن السعد
(( أختهم ))"
صاحتْ بأعلى الصوتِ: يا وجعي!!!!
هل من أحد؟!
فأجاب صمتُ السيفِ في الصحراءْ
وأجاب عجزُ الخنجر العربيّ في ليل الأناشيد الرديئةِ والبكاءْ:
وأجاب لسعُ سياطِهم وسعارُها:
ما من أحد
وأجاب خمّارٌ، ونخّاسٌ، وكلبٌ نائمٌ في الظلّ عند حذاء صاحبهِ:
لا توقظي أحدًا،
دعينا نستريح، فعيشنا شغلٌ وكَد
لا ترفعي صوتَ العويلِ وأمسكي،
ما مِن أحد"
كلنا يعلم حجم الرثاء الذي جاء على لسان الخنساء على أخويها "معاوية وصخر" فهي تمثل ظاهرة فريدة في الأدب العربي والعالمي، من هنا أراد الشاعر "مأمون حسن السعد" من خلال العنوان "أختهم" الإشارة إلى ما كان عليه حال المجتمع العربي وما آل إليه في العصر الحديث.
كما يأخذنا العنوان إلى موقف المعتصم من المرأة التي صرخت "واه معتصماه" مستنجدة به مما لحق بها وأهلها من الرومان، فكان لها المنجد والمنقذ والمخلص والمنتقم، إذن هناك العديد من الشواهد والأمثلة في التراث العربي الإسلامي على الاستجابة لنداء/لصرخة الأخت المستنجدة بأهلها، بأهل المكانة والنفوذ.
لكن في واقعنا المعاصر لا نجد أي تلبه لندائها، ولا حتى من يسمع صوتها، هذا ما وجدناه كفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى الآن، هذا على صعيد فكرة القصيدة ومضمونها المتعلق بأهلنا في غزة وما يلاقونه من قتل وتدمير وتهجير على يد دولة الاحتلال الصهيوني.
ففكرة القصيدة واقعية، ويمكن الوصول إليها من خلال ما جاء في القصيدة، وهذا يحسب لها وللشاعر الذي يؤكد انتمائه الوطني/القومي/الديني/الإنساني تجاه قضايا شعبه وأمته، وهذا يقودنا إلى الوقوف عند الألفاظ واللغة الشكل الأدبي الذي استخدمه الشاعر في القصيدة، فقد استطاع أن يجمع وطنية/إنسانية الفكرة مع جمالية اللغة الأسلوب، بحيث يحصل القارئ على فائدتين، الفكرة النبيلة والإنسانية، والشكل الأدبي الممتع.
بداية نتوقف عند الألفاظ المتعلقة بالصوت: "صاحت، الصوت (مكرر)، فأجاب/وأجاب (مكرر أربع مرات)، صمت، الأناشيد، البكاء، لسع، سعارها، العويل" إذا ما توقفنا عند هذا الألفاظ سنجد غالبيتها جاء بمضمون قاس، وهذا يجعل القصيدة منسجمة في ألفاظها وفي مضمونها، فالمتلقي يصل إلى فكرة الخذلان من خلال السواد الكامن في الأصوات المستخدمة في القصيدة، وأيضا من خلال الحوار الذي جاء على لسان المتحاورين: "يا وجعي/وأجاب ليل الأناشيد الرديئة والبكاء، لسع سياطهم وسعارها، لا توقظي أحدا، لا ترفعي صوت العويل" فعندما كرر الشاعر "وأجاب، فأجاب" أربع مرات أراد بها أن يصل صرخة التي صاحت بأعلى صوتها إلى الجهات الأربعة، الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب، وبما أن القصيدة بدأت ب: "صاحت بأعلى صوتها: يا وجعي" وختمها: "لا ترفعي صوت العويل ما من أحد" فقد أعطنا صورة عن حجم المأساة وحجم الخذلان الذي وجدته الصائحة.
إذن بنية القصيدة تخدم مضمونها، وهذا يقودنا إلى التوقف "صاحت" والألفاظ المتعلقة بها: "الصوت، صمت، الصحراء" فهذه الألفاظ جاء فيها حرف الصاد (المضخم) مكون أساسي، وهو يشير إلى المأساة التي تمر بها الصائحة، لكن، في المقابل نجد الكتمان/"هس" في ألفاظ: "لسع، سياطهم، سعارها، نحاس، نستريح، امسكي" فالفرق بين حرف الصاد (الصاخب) والسين (الساكت) يوصل فكرة التخاذل للمتلقي، وبهذا تكون ألفاظ القصيدة وبنيتها وفكرتها منسجمة فيما بينها.
وهذا يأخذنا إلى طريقة/ظرف كتابة القصيدة، فالشاعر عندما يتوحد مع فكرته، (يتحكم) به العقل الباطن مما يجعله يستخدم ألفاظ بيعنها، تجعله (أسيرا) للفكرة التي يتناولها مما يحدث هذا الانسجام والتلاقي في الفكرة/المضمون وبين بينية القصيدة وهيكلها وبين الألفاظ المستخدمة فيها. القصيدة منشورة على صفحة الشاعر مأمون حسن



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر والوطن في قصيدة -قمر الجليل- منذر يحيى عيسى
- الغربة والاغتراب في -أغنيات لنهار آخر- يونس عطاري
- الأفكار في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي
- البشر وتداخلاتهم في رواية -لست وحدك- يوسف السباعي
- الملحمة والواقع في قصيدة -قالت غزة ، حوارية- عمر أبو الهيجا
- الاغتراب وطريقة تقديمه في كتاب -أرخبيل المسرات الميتة- محمد ...
- الألم وقلب المفاهيم وقت الشدائد: في -في بلادي- عبد السلام عط ...
- الثقافة الدينية والثورة في قصيدة -الطوفان- صلاح أبو لاوي
- طبيعة المجتمع الصهيوني في رواية رجل المرآة يوسف حطيني
- الخليج والموت والمرأة في رواية -الطريق إلى بلحارث- جمال ناجي
- العلاقة بين الكاتبة والساردة في رواية -إلى أن يزهر الصبار- ر ...
- السرعة وتساع الزمن والجغرافيا في -أي صديقي- جميل طرايرة
- فلسطين، دور العقل والخلق في معركة التحرير- وصفي التل
- الغضب في -إلى أصحاب النذالة- جميل حمادة
- التجريب الشعري في كتاب -سرّ الجملة الاسمية-
- الجغرافيا والسياسية والمنطقة العربية
- الواقعية والحرب في رواية -آه يا بيروت- رشاد أبو شاور
- الإيحاء والواقع في قصيدة -رسالة إلى يشجب بن يعرب- محمد سلام ...
- الانكسار الرسمي العربي في ديوان -الخروج من الحمراء- المتوكل ...
- الانكسار الرسمي العربي في ديوان -الخروج إلى الحمراء- المتوكل ...


المزيد.....




- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الأصوات في قصيدة -أختهم- مأمون حسن السعد