أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تجديد السلطة بين شروطهم ومصالحنا














المزيد.....

تجديد السلطة بين شروطهم ومصالحنا


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
تقترب حرب الإبادة والتهجير والتدمير الإسرائيلية على قطاع غزة من نهاية شهرها الثالث، وما زالت غزة وشعبها ومقاومتها في مركز اهتمام العالم، من مداولات القادة والسياسيين وتصريحاتهم، إلى هتافات المظاهرات العارمة في الشوارع، إلى الشاشات ووسائل الإعلام المختلفة التي تنقل إلى كل فرد على سطح الكوكب، وقائع جريمة العصر وتفاصيلها أولا باول وبالصوت والصورة. وسط حالة من العجز التام الإقليمي والدولي عن لجم الوحش المنفلت من كل القيود والضوابط والقوانين، مدعوما من قبل القوة الأولى في العالم، ومندفعا بثقة مفرطة بأنه سوف يفلت، كما أفلت دائما، من أي حساب أو عقاب.
وسط هذه المقتلة المُركّبة، والتي تظهر غزة فيها بوجهين متناقضين ولكنهما متكاملان، الأبرز هي صورة الكارثة الإنسانية المروّعة التي لا سابق لها في العصور الحديثة، القتل المفتوح وتدمير كل معالم الحياة والإعدامات الميدانية ومحاولات إذلال الناس للحصول على صور للذكرى عن تفوّق المعتدين، إلى مخاطر الموت جوعا وعطشا وبردا ومن عدوى انتشار الأمراض والأوبئة. العالم يتفرج ويندد ويبدي أسفه على ما يجري، أو يبرر لإسرائيل ما تفعل على اعتبار أن قتل أكثر من خمسة عشر ألف طفل هو من متطلبات حق الدفاع عن النفس. وثمة من يلوم المقاومة التي تقدم الصورة المقابلة، صورة الإرادة العنيدة المجبولة بالإيمان بالحق وبالحرية مهما اختلت موازين القوى، صورة الدم في مواجهة السيف، وهي ما زالت صامدة وقادرة على الفعل والتصدي وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة في أفراده ومعنوياته ومعدّاته، بل وتثبت يوما بعد يوم أنها كانت وما زالت العنصر الأهم في صراع الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله.
وعلى الرغم من كل ما في المشهد من قسوة وفظاعة، فإن الفصول القادمة للحرب على غزة ليست أقل أهمية وتعقيدا أو وعورة من تفاصيل الحرب، سواء بالنسبة للشعب الفلسطيني أو لدولة الاحتلال وللأطراف الإقليمية والمجتمع الدولي عموما، فإسرائيل لا تخفي أهدافها أبدا، وهي تريد للمراحل التي تلي وقف إطلاق النار أن تكون حصادا من قبلها لنتائج الحرب، بأن تعيد تصميم مستقبل قطاع غزة بما يتناسب مع أطماعها التوسعية، وأولوياتها الأمنية، ومساعيها لحسم الصراع مع الفلسطينيين على نحو يختزل حقوقهم الوطنية والسياسية إلى مجرد فُتات من التسهيلات المزعومة. ولا يستبعد أن تواصل إسرائيل محاولاتها لتهجير الفلسطينيين إلى خارج مساحة القطاع وهو المسعى الذي توقف مؤقتا بسبب المعارضة المصرية والأردنية والدولية الحازمة، فأعيد تكييفه ليتحول إلى تهجير داخلي لعل الأيام والسنوات المقبلة تتيح فرصا افضل لتنفيذ مخططات الترانسفير وتنعش الآمال القديمة الجديدة بالسيطرة على حقول الغاز البحرية وإعادة إحياء فكرة قناة بن غوريون.
الموقف الأميركي الذي رسمه الرئيس جو بايدن في مقاله الشهير في صحيفة "واشنطن بوست" في 18 نوفمبر الماضي بات يمثل إطارا ناظما لتفاعلات محلية وإقليمية دولية. على الرغم من وجود صيغ فضفاضة وحمّالة أوجه في المقال المشار إليه، فهو ذكر أن قطاع غزة والضفة يجب أن يكونا في نهاية المطاف تحت حكم سلطة فلسطينية متجددة (يمكن أن تعني العبارة إعادة إحيائها أو تنشيطها)، لذلك فإن عبارة "نهاية المطاف" يمكن أن تعني فترة قصيرة مؤقتة، أو فترة طويلة وقابلة للتجديد كما تريد إسرائيل واعتادت أن تفعل مثلما حوّلت اتفاق أوسلو من اتفاق لمرحلة انتقالية مؤقتة إلى وضع دائم.
المشكلة الأخرى هي في نمط التجديد المقصود، وهل هو تجديد يُراد به تلبية الشروط الإسرائيلية الأمنية وإعادة صياغة دور السلطة ووظائفها بما يخدم أهداف الاحتلال، أم التجديد الذي ينسجم ومطالب أوسع قطاعات الشعب الفلسطيني التي طالما دعت إلى إجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني. ومن المؤسف أن كل قرارات المجلس الوطني واجتماعات المركزي وعشرات جلسات الحوار الوطني، وآلاف الفعاليات والنشاطات والبيانات التي طالبت بالإصلاح وتجديد شرعية نظامنا السياسي ومؤسساتنا لم تفلح أبدا في إقناع أهل السلطة بالتجديد، ثم يأتي الطلب الأميركي وكأنه القدر المحتوم، بدل أن تنبثق مشاريع التغيير والتجديد من إرادتنا الوطنية الحرة، ومصالح الشعب الفلسطيني.
مسألة أخرى إشكالية وردت في المقال وما زالت تمثل أحد عناصر الموقف الأميركي هي القول أن لا مكان لحركة حماس، وهو شرط يدرك الأميركيون ومعهم الإسرائيليون استحالته في ضوء تنامي شعبية الحركة فضلا عن مشاركة معظم الفصائل الفلسطينية في عمليات المقاومة سواء في غزة أو الضفة. لو كان الحديث عن البنى السلطوية والعسكرية للحركة لكان ذلك مفهوما، لأن ذلك كان محلّ نقاش وطني وتناولته جلسات الحوار الكثيرة، كما أن الحركة أبدت استعدادها في وقت ما لتسليم قطاع غزة إلى عهدة هيئة وطنية من شتى الفصائل. لكن الحديث الأميركي والإسرائيلي يقصد الحركة والتيار السياسي الذي يتعذر القضاء عليه وإقصاؤه إلا بالقضاء على الشعب الفلسطيني وإبادته.
الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره ومستقبله بإرادته الحرة وعبر عملية ديمقراطية شاملة، وإن تأخرت هذه العملية أو تعثرت يمكن اللجوء إلى صيغ توافق وطني تساعد على اجتياز هذه المرحلة بأمان.
حماس المستهدفة منشغلة بإدارة المعركة وفصولها الجانبية، أما قيادة السلطة فتبدو في موقف انتظاري أكثر من كونه موقفا مبادرا لالتقاط اللحظة والانتقال إلى دور نشط وفاعل يمكن له أن يقلّص الأضرار، ويرتقي إلى مستوى المخاطر والتحديات التي تواجهنا، وكلما تلكأت السلطة أكثر وترددت، كلما ضعفت قدرتها على التأثير في معادلات الأيام المقبلة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التباينات الأميركية الإسرائيلية
- كل هذا القتل والدمار والحقد على غزة!
- نتائج تجاهل الفلسطينيين وإنكار كونهم شعبا
- اغتيال المدينة والإنسان والحضارة
- بين الأهداف المعلنة والحقيقية للحرب على غزة
- عن الحرب والأخلاق بين دولة الاحتلال والمقاومة
- حتى بعد الحرب: جولات كثيرة لمعارك مقبلة
- بعض الحقائق التي كشفتها الحرب على غزة
- استهداف المستشفيات وسيلة لتهجير الفلسطينيين
- إسرائيل ليست وحدها في ميدان المعركة
- عن سيناريوهات ما بعد الحرب
- هذا الانحياز المطلق للاحتلال والعدوان!
- أشياء كثيرة تهشمت ويستحيل ترميمها
- الإبادة والكارثة في غزة هدفان للاحتلال وليستا نتيجة جانبية
- الأعياد اليهودية مواسم للعدوان والكراهية
- نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين
- خيارات المقاومة في ظل التطورات الميدانية
- عملية طوفان الأقصى تغير معادلات الصراع
- لماذا يشيطنون غزة ومقاومتها (3 من 3)
- لماذا يشيطنون غزة ومقاومتها (2 من 3)


المزيد.....




- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية للطلاب المطرودين من جامعات ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- هدنة مع حماس أو اجتياح رفح.. خيارات إسرائيل بشروط أمريكية
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- زيلينسكي يقيل رئيس قسم الأمن السيبراني في هيئة الأمن الأوكرا ...
- برلماني أوكراني سابق يكشف مخططا غربيا يخص زيلينسكي سيكتسح ال ...
- -استهداف مبان وموقع عسكري جنود-..ملخص عمليات -حزب الله- ضد ا ...
- طقس العرب: صورة فضائية تاريخية لاتساع غير معهود لسحب رعدية ف ...
- خبير عسكري: حزب الله نجح في قصف مواقع القبة الحديدية بأساليب ...
- مقتل عنصر من كتيبة طولكرم برصاص أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تجديد السلطة بين شروطهم ومصالحنا