أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - نتائج تجاهل الفلسطينيين وإنكار كونهم شعبا














المزيد.....

نتائج تجاهل الفلسطينيين وإنكار كونهم شعبا


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 00:09
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نهاد أبو غوش
في السابع من أوكتوبر 2023 انفجر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على نحو لم يسبق له مثيل على امتداد 75 عاما لهذا الصراع المزمن. فاللطمة التي وجهتها المقاومة وحركة حماس في ذلك اليوم هي الضربة الأعنف التي تتلقاها إسرائيل في تاريخها. كما أن حرب الإبادة والتهجير والتدمير التي ردت بها إسرائيل غير مسبوقة ايضا في مستويات عمليات القتل والتدمير. فقد ألقت القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، هذا الجيب الصغير والمُطوّق والمحاصر، أكثر من 35 ألف طن من المواد المتفجرة أي أكثر من ضعف القدرة التدميرية للقنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. ويتبين أن حصة الفرد الفلسطيني في غزة من المواد الشديدة الانفجار تزيد عن 15 كيلوغراما، بينما حصته من المواد الإغاثية على اختلافها من ماء وطعام وأدوية لا تزيد عن ربع كيلوغرام!
لتبرير حربها لجأت إسرائيل إلى وسيلتين دعاويتين متلازمتين، هما "دعشنة" حركة حماس ونزع الصفة الإنسانية عن الشعب الفلسطيني لتبرير حرب الإبادة ضده، ومن الواضح أن أوساطا نافذة ومقررة في الولايات المتحدة والغرب الأوروبي ترغب في تصديق هذه الادعاءات، ولذلك ترى أن حق إسرائيل المزعوم في الدفاع عن نفسها هو حق مطلق، بينما تغض النظر عن الفظائع اليومية التي ترتكبها إسرائيل والتي وصفتها المنظمات الدولية المحايدة (مثل الاونروا والصحة العالمية واليونيسيف) بأنها جرائم حرب.
لم تأت شيطنة الفلسطينيين ونزع الصفة الإنسانية عنهم من فراغ، فالقادة الإسرائيليون منذ دافيد بن غوريون وغولدا مائير وصولا لبنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش لا يرون أن الفلسطينيين شعب، وفي أحسن الأحوال يطلق عليهم "عرب ارض إسرائيل"، أو "سكان المناطق". المرة الوحيدة التي أُقِرّ فيها بكون الفلسطينيين شعبا وردت على لسان رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين في رسائل الاعتراف المتبادلة التي مهّدت لاتفاق اوسلو عام 1993، والمصطلح المستخدم في اللغة الانجليزية (People) ملتبس في حد ذاته لأنه يمكن أن يعني شعبا أو مجموعة من الناس. لكن الالتباس سرعان ما يتبدد في لغة السياسة والمقاربات التي اعتمدتها الحكومات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، والتي لم تُجاوز التعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم "سكانا" لهم حقوق معيشية واقتصادية وإنسانية، ولكن ليست لهم حقوق سياسية وسيادية على الأرض التي يقيمون عليها والتي لا يُعترف بها ك"وطن" للفلسطينيين، هذه الرؤية مكرّسة في القوانين الإسرائيلية وتحديدا في قانون أساس القومية (قانون له قوة الدستور) الذي أقر في يوليو من العام 2018 والذي ينص حرفيا على أن حق تقرير المصير في أرض إسرائيل هو حق حصري "للشعب اليهودي".
وزير المالية سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية يترجم هذه الأفكار إلى وضع الفلسطينيين أمام خيارات ثلاثة لا رابع لها وهي: أن يقبلوا بوضعية العبيد في خدمة اليهود، أو أن يتم ترحيلهم طوعا أو قسرا، أو أن يموتوا إذا أصروا على ممارسة حقوقهم الجماعية. يترجم نتنياهو ذلك إلى خيارات أكثر تنميقا وحَذَرا من قبيل "السلام الاقتصادي". وفي جميع مبادراته السياسية لم يأت نتنياهو على ذكر اي حقوق سياسية للفلسطينيين، معتبرا أن ذلك مؤجل إلى ما بعد استكمال التطبيع مع العرب، لذلك هو راهن على مقايضة حقوق الفلسطينيين السياسية في الدولة والعودة وتقرير المصير بجملة من التسهيلات المعيشية كتصاريح العمل وكميات الوقود ومساحة الصيد البحري وما شابه ذلك من فُتات.
نتنياهو لم يكن يرى الفلسطينيين، وظنّ أنه قادر على تجاوزهم في مبادراته السياسية الإقليمية، فجاءه الرد صاعقا مزلزلا من هؤلاء الفلسطينيين الذين قلل من شأنهم وقدرهم، والذين على الرغم من كل الخسارات التي تكبدوها في الحرب على غزة، أثبتوا من جديد أنهم الرقم الصعب والعنصر الأهم في معادلة الصراع في الشرق الأوسط.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال المدينة والإنسان والحضارة
- بين الأهداف المعلنة والحقيقية للحرب على غزة
- عن الحرب والأخلاق بين دولة الاحتلال والمقاومة
- حتى بعد الحرب: جولات كثيرة لمعارك مقبلة
- بعض الحقائق التي كشفتها الحرب على غزة
- استهداف المستشفيات وسيلة لتهجير الفلسطينيين
- إسرائيل ليست وحدها في ميدان المعركة
- عن سيناريوهات ما بعد الحرب
- هذا الانحياز المطلق للاحتلال والعدوان!
- أشياء كثيرة تهشمت ويستحيل ترميمها
- الإبادة والكارثة في غزة هدفان للاحتلال وليستا نتيجة جانبية
- الأعياد اليهودية مواسم للعدوان والكراهية
- نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين
- خيارات المقاومة في ظل التطورات الميدانية
- عملية طوفان الأقصى تغير معادلات الصراع
- لماذا يشيطنون غزة ومقاومتها (3 من 3)
- لماذا يشيطنون غزة ومقاومتها (2 من 3)
- لماذا يشيطنون غزة ومقاومتها؟(1 من 3)
- الأولوية لحماية المدنيين ووقف حرب الإبادة والتهجير
- لا أهداف اسرائيلية واقعية سوى القتل والانتقام والدمار


المزيد.....




- مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا
- بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ ...
- تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- بعد تداول فيديو -صراخه على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين-.. رو ...
- لا لاتفاق العار، لا للمس بمكاسبنا في حرية الإضراب والتقاعد و ...
- مئات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى
- ‏ -الفوضويون- ينفذون أعمال شغب في مونتريال والشرطة تتصدى بال ...
- مدججين بمعدات مكافحة الشغب.. الشرطة الأمريكية تواجه وتعتقل م ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-صريخ- روبرت دي نيرو في متظاهرين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - نتائج تجاهل الفلسطينيين وإنكار كونهم شعبا