إلى أفيخاي أدرعي: و أنتم، بالنّووي، العاجزون!

كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 16:46
المحور: القضية الفلسطينية
    

السيد أفيخاي أدرعي:
السّلام عليك يا ابن العم،
كيف الحال؟
قُلْ:
هل قرأتَ رسالتي البارحة؟
لا يَهُم!
المهم هو أن أكتب الآن، فمُهمّتي هي الكتابة فقط... أمّا القراءة فمُهمّة المُهتمّين المَهديين!
ربّما تقرأها يوما ما إذا ما اهتديتَ إلى سبيل الحق قبل الموت و، يا حبّذا، قبل الفوْت! أتمنّى لك ذلك.
في الحقيقة، يا ابن العم، قد طالت عليّ هذه الرسالة كثيرا و كنت أظن قلمي يُنهيها في ليلة أو بعض يوم!
تصوّر أنّني صرت عاجزة أن أُنهيها!
كلّما أردتُ أن أُنهيها وجدتها، رغما عنّي، تطولْ!
لماذا يا ترى؟؟؟
أفِدني بالله عليك!
ألِأنّنا لم نتحدّث معًا منذ عقود، حديث أهل الحكمة و العقول؟
أم لأنّنا نسينا العطف و الرّحمة و طفقنا نستقطب المرتزقة و الجواسيس و على مدى سبعين عاما نحرق البخور و ندق للحرب طبول!!
على ما نتصارع اليوم بالضبط، يا ابن العم؟؟؟
أليس الأمر بمحسوم!
على ما هذه الحرب سجالا تدور، و ربّنا الرّحيم واحد و جدّنا و جدّكم المُسلم الحنيف واحد؟
ألسنا من ذريّة النبي إسماعيل عليه السّلام و أنتم من ذريّة العم إسحاق عليه السلام؟
على ما نتحارب، إذن، و الدّين واحد و الحق واحد و المعبود واحد ؟!
أَ عَلَى الأرض المباركة؟
أوَ لستَ على علم؟
أحقّا لا تعلم بالأمر؟
عجبا؟؟!
أوَ لم تقرأ ما كتبَ خَاصَّةُ الله من عُلماء بني إسرائيل!
يا للأسف! حسبتك، و الله، قارئا.
اسمع إذن...
سليلةُ العرب هنا لِتقرأ و تقول لكَ:
هذه الأرض صارت لنا: أمانة في الأعناق نحملها و قُدسا لكلّ الأديان نفتحها و من كلّ المُفسدين في الأرض نحميها.
كأنّك تسأل هنا...
و أنتم إلى أين تذهبون؟؟؟
أُجيبك:
أرض الله واسعة يا ابن العم، فسِيحوا فيها و عُودوا كما كنتم، من قبل النّكبة اللّعينة، أهل ذمّة ببيننا مَحميين...أو... ألاّ تعلوا علينا و تأتونا مسلمين!
هذا قدَركم من زمن سليمان ابن داوود عليهما السّلام...أَوَتُنكرونْ!!
هذا هو المكتوب يا ابن العم، فارضوا بحكم الله لعلّكم تُرحمون.
انظر حولك...
ها قد بدأ اليوم خروجكم، من أرض الأقصى، من بعد طوفان الأقصى المبارك. أَوَلَسْتُمْ تلحَظون؟
مصادر موثوقة تتحدّث عن هروب الآلاف منكم إلى الخارج خوفا من ضربات المقاومة العربية الباسلة، فهل لك من تفسير غير أن يكون حقدٌ أعمى و عَمَى بصيرة عند نتنياهو و الشرذمة التي معه و هم الذين اليوم، عن غير هُدى،في بني اسرائيل يحكمون و بوجودهم يتلاعبون.
انظر ماذا قالوا لكم:
قالوا لكم سنُخرّب غزّة و نُهجّر السّكان منها لتخلو لنا... فهاجر اليوم المستوطنون منكم إلى خارج فلسطين من غير قول و من غير تهجير!!
كيف لا يهرب المستوطنون و و أنتم، بالنّووي، عن حمايتهم عاجزون.
كيف يقعدون و لا يطيرون؟!
أَرْعَبَتْهُم أسُود المقاومة فما استطاعوا جَلَدًا و طاروا سريعا و بعيدا عن الجنّة التي وعدتموهم و أنتم تبنون لهم ديارا بعِظام و دموع أصحابها: أهلنا المنكوبين في فلسطين.
عمِّروها الآن تلك الدّيار الملعونة إن كنتم تقدرون! و مَن هو الشجاع فيكم لِيُعَمِّرْها و هي المسكونة في كلّ ركن بوجوه و أشلاء المُستشهدين.
كفّوا عن الكذب.
حبل الكذب قصير...
لن يُصدّقكم أولادكم بعد اليوم!
كذبتم عليهم طويلا!
ألم تقولوا لهم، من بعد الطوفان، نفس ما قال لكم و للعرب، نُخَبُ و جُبناء العرب، عن المقاومة السّاطعة كنور الحق:ʺ مقاومة ضعيفة و لن تقتل ذبابة...اطمئنّوا، أسلحتها بدائية و صمودها لن يطول!!ʺ.
لا بأس...استمرّوا...
اكذبوا على أنفسكم فيما بقي لكم أنتم و نُخَبُ العرب الوضيعة الخسيسة.
و لكنّ الشعب العربي المسلم يعرف...! و هذا يكفي.
قد عرفناكم جيّدا من خلال هذه الشِدّة الغَزيّة كما صرنا نعرف تماما من هو العدو الآن و من هو الصّديق سواء كان من بني قومنا أو كان من أقوام آخرين.
و لكن هل أنت مثلا تعرف ، يا سيد أفيخاي أدرعي، كيف مات النّمرود؟؟؟
اقرأ يا هذا، في تاريخ سفّاحي بني آدم كما نقرأ نحن الأحرار في أمّة اقرأ و يقرأ مثلنا كلّ الأحرار في العالم.
اقرأ جيّدا وتدبّر و لا تنسى أبدا أن ترفع فورا تلخيصا سريعا عن موت النمرود لحُكّامك الجاهلين لعلّهم يفهمون و لعلّكم ، من حكاية الذّبابة بالذّات، تعتبرون.

#كريمة_مكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات