شابا أيوب شابا
الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 00:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقلم الصحفي ليونيل شرايفر (Lionel Shriver) (*)
ترجمة : د. شابا أيوب
تعترف صحيفة
" The spectator" (**)
الصادرة يوم ١٦ ديسمبر أنه لم يعد أحد يهتم بأوكرانيا بعد الآن، وأن الغرب يَقُتلها من خلال الاستمرار في تقديم الأسلحة لها ودعمها بالمال.
"في الوقت الراهن لا نجد موضوعاً يستدعي رفضاً أكثر من أوكرانيا. لقد شعرتُ في توجهنا الجماعي نحو الشرق الأوسط هذا الخريف بنبرة غريبة من الفرح لأننا نستطيع الآن الانغماس في قصة مختلفة. حيثُ بدتْ أوكرانيا فجأة وكأنها خبر يوم أمس ومن الخطة رقم 2.
في البداية كانت القصة مليئة بالأحداث الدرامية المثيرة. ولكن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف الماضي كان ببساطة فاشلاً. لعدة أشهر متتالية، تم تحرير كل سنتيمتر من الأراضي الأوكرانية مقابل خسائر فادحة، ولم تتزحزح خطوط المعركة منذ عدة أشهر تقريباً، والآن تُذكرنا الصورة المرئية للصراع بمَفْرَمة اللحم للجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى.
يبلغ متوسط عمر المُقاتل في الجيش الأوكراني الآن 43 عاماً. الشباب يهربون، ليس لأنهم لا يريدون الخدمة، بل لأن الكثير منهم ماتوا. ويتم إرسال النساء الأوكرانيات إلى الخطوط الأمامية. الجمهور الروسي لم يتمرد على بوتين، وأن الناتج المحلي الإجمالي الروسي نما منذ بداية العام الماضي. الروبل بدأ في الارتفاع مقابل الدولار. لقد فشلت العقوبات الغربية.
بغض النظر عن كمية الذخيرة التي تقدمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لزيلينسكي، نحن لن نزوده بالجنود.
أقول هذا بقلب مُثقل: إذا كانت التسوية التفاوضية تفرض التنازل عن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من قبل بوتين تبدو حتمية، فربما حان الوقت لدعوة حكومة زيلينسكي لبدء المفاوضات لإنهاء هذه الحرب الكئيبة إلى نهايتها المحبطة. إن إطالة أمد الجمود الذي طال أمده لا يؤدي إلّا إلى زيادة في عدد الضحايا وتدمير لا مبرر له للمنازل والبُنية التحتية الأوكرانية.
الجلوس وإعطاء الأسلحة حتى يستمر الأوكرانيون في القتال حتى آخر أوكراني، لمجرّد أن البلاد في نهاية المطاف تنتهي الى حيث كنا نعلم دائماً أنها ستنتهي، ليس فقط أمراً غير أخلاقياً، بل هو جريمة قتل بعينها.
(*) كاتب عمود في المجلة الإسبوعية.
(**) مجلة إسبوعية بريطانية تضم أفضل الصحفيين والمؤلفين والنقاد ورسامي الكاريكاتير البريطانيين، وتصدر منذ عام 1828وهي إخبارية تنشر عن السياسة والثقافة والشؤون الجارية. تم نشرها لأول مرة في يوليو 1828، مما يجعلها أقدم مجلة أسبوعية باقية في العالم.
#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟