أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي - في موضوعة حل الحزب السياسي















المزيد.....

في موضوعة حل الحزب السياسي


علي مهدي
باحث

(Ali Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 7823 - 2023 / 12 / 12 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أُثيرت قبل فترة ردود أفعال متعددة ومتباينة على قرار الهيئة القضائية الانتخابية برد طلب دعوى حل حزب التقدم الذي يترأسه السيد محمد الحلبوسي، بناءً على دعوى لعدد من أصحاب المصلحة عبر دائرة الأحزاب في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وتزامن الطلب بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا بإنهاء عضوية السيد الحلبوسي من مجلس النواب.

إن قرار حل الحزب السياسي حساس وخطير وتداعياته أحيانا أصعب من قرار تشكيله، ولهذا يتم إيكال مهمة اتخاذ قرار الحل إلى السلطة القضائية حصرا، لكيلا تخضع طريقة إصداره إلى التدخلات السياسية من خلال الأجهزة التنفيذية، ولهذا أُوكل المشرع العراقي اتخاذ قرار حل الحزب السياسي إلى النظام الداخلي للحزب نفسه أو بقرار قضائي قطعي وفقا لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية.

وقد نص الدستور العراقي لسنة 2005 على حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل وعلى حرية تأسيس الجمعيات والأحزاب السياسية، والانضمام اليها، مكفولة، وقد صدر قانون الأحزاب السياسية رقم 36 لسنة 2015، لتنظيم عمل هذه الأحزاب من حيث المبادئ العامة وأحكام التأسيس وإجراءاته والحقوق والواجبات والتحالف والاندماج وتوقف نشاط الحزب والأحكام الجزائية.

ماذا يقصد بحل الحزب؟
إن حل الحزب يعني إنهاء الوجود القانوني للحزب وانقضاء شخصيته الاعتبارية وزوالها، بناءً على قرار قضائي لمخالفته للشروط والأحكام القانونية الواردة في قانون الأحزاب.

الجهات المختصة بحل الحزب
إن الجهة المختصة بحل الحزب تكون من خلال طلب لدائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي ترتبط بمجلس المفوضين، وبناءً على حكم قضائي صادر من محكمة الموضوع والتي هي (الهيئة القضائية للانتخابات) المشكلة من قضاة في محكمة التمييز الاتحادية، وللحزب السياسي الصادر بحقه الحل من قبل الهيئة القضائية الانتخابية التمييز أمام المحكمة الاتحادية العليا ويكون قرارها باتا ملزما وغير قابل للطعن او التمييز.

الأسباب الموجبة لحل الحزب
وفق المادة 32 من قانون الأحزاب تم تحديد الأسباب الموجبة للحل القيام بالأفعال والممارسات التالية:

أ‌- فقدان شرط من شروط التأسيس المنصوص عليها في المادتين (7) و (8) من هذا القانون. وبالعودة إلى المادة (7) فهي تنص على: يكون لكل حزب اسمه الخاص به وشعاره المميز له وينبغي ان يكون الاسم الكامل لكل حزب واسمه المختصر وكذلك الشعار المميز له مختلف عن تلك العائدة لأحزاب سياسية سابقة ومسجلة وفق هذا القانون.

اما المادة (8) فهي تنص على: يشترط لتأسيس أي حزب ما يأتي:

أولاً: عدم تعارض مبادئ الحزب او أهدافه او برامجه مع الدستور.

ثانيا: يكون للحزب برنامجه الخاص لغرض تحقيق أهدافه.

ثالثا: أن لا يكون تأسيس الحزب وعمله متخذاً شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، كما لا يجوز الارتباط بأية قوة مسلحة.

رابعا: أن لا يكون من بين مؤسسي الحزب وقياداته او أعضائه من ثبت بحكم بات قيامه بالدعوة او المشاركة للترويج بأية طريقة من طرق العلانية لأفكار لا تتعارض مع أحكام الدستور.

ب‌- قيامه بنشاط يخالف الدستور.

ج- قيامه بنشاط ذي طابع عسكري او شبه عسكري.

د- استخدام العنف في ممارسة نشاطه السياسي.

ه‌- امتلاك او حيازة او خزن الأسلحة الحربية او النارية أو المواد القابلة للانفجار أو المفرقعة في مقره الرئيسي أو أحد مقار فروعه او أي محل آخر خلافا للقانون.

و‌- قيامه بأي نشاط يهدد أمن الدولة، أو وحدة أراضيها أو سيادتها أو استقلالها.

هذه الأفعال والممارسات التي على أساسها يتم اتخاذ قرار بحل الحزب.

الشروط الشكلية والموضوعية للحل
حدد القانون للشروط الشكلية بخصوص حل الحزب بوجود طريقتين:

الأولى: أن لكل ذي مصلحة تقديم شكوى إلى دائرة الأحزاب ضد أي حزب خالف أحكام هذا القانون.

الثانية: ان تتحرك دائرة الأحزاب من تلقاء نفسها ضد أي حزب.

تتمثل هذه الشروط في تقديم طلب تحريري من صاحب مصلحة او دائرة الأحزاب إلى عنوان محكمة الموضوع وهي الهيئة القضائية الانتخابية، متضمنا الطلب سبب الحل من الناحية الواقعية والقانونية التي تم الاستناد لها، ذاكرين الأسباب القانونية التي تم الاستناد إليها. أما الشروط الموضوعية:

تتمثل هذه الشروط عند طلب الحل، في تحقق الحالات التي وردت في المادة (32) والمذكورة أعلاه، ومن الجدير بالذكر ان المشرع العراقي قد حصر الحالات التي بموجبها يتم الحل لغرض عدم الاجتهاد والتمدد والأخذ بحالات أخرى.

تبنى المشرع العراقي عند حل الحزب، الحل القضائي، وليس الحل الإداري، أي زوال الحزب وشخصيته القانونية من خلال السلطة القضائية تحديدا، وليس من اختصاص الأجهزة الإدارية ، وبهذا سلب من دائرة الأحزاب صلاحية حل الحزب، وان دور الدائرة يكمن في استلام الطلب من صاحب مصلحة متضرر أكان ذلك شخص او حزب او مؤسسة، أو تقوم الدائرة بتقديم الطلب من تلقاء نفسها بشرط القيام بتسبيب طلبها من خلال ذكر الوقائع والفقرات القانونية التي تؤدي إلى حل الحزب و المذكورة في الحالات المنصوص عليها في المادة(38) من قانون الأحزاب السياسية، وإذا لم تقم بالتسبيب، سترد الهيئة القضائية الطلب، وعدم الأخذ به، وللهيئة القضائية الانتخابية، السلطة التقديرية باتخاذ القرار الموجب، على ضوء الأسباب والوقائع والأدلة المتوفرة لديها، بحل الحزب او رفض طلب الحل. ولم يكتف المشرع العراقي بقرار هذه الهيئة القضائية، إنما منح للحزب الذي أُتخذ القرار بحله من قبل الهيئة القضائية الانتخابية، الحق بالطعن أمام المحكمة الاتحادية العليا. وبهذا أتاح المشرع العراقي للحزب السياسي العديد من الضمانات التي تتعلق بقرار حله والتي يمكن اختصارها بالتالي:

1- يجب أن يُسبب طلب حل الحزب من قبل دائرة الأحزاب.

2- إصدار قرار الحل من قبل الهيئة قضائية للانتخابات وهي تتشكل من قضاة في محكمة التمييز.

3- للحزب الصادر بحقه الحل من قبل الهيئة القضائية الانتخابية، التمييز أمام المحكمة الاتحادية العليا.

إن توفر هذه الضمانات تُحسب للمشرع العراقي وهي متفوقة على ما هو موجود في العديد من قوانين الأحزاب السياسية في الدول الأخرى، كقانون الأحزاب السياسية المصري رقم (40) لسنة 1977. وقانون الأحزاب السياسية الأردني رقم (39) لسنة 2015، وبهذا أصبحت الأحزاب السياسية في العراق بمنأى عن التأثيرات السياسية على الجهاز الإداري، وان البت في طلب الحل يخضع للسلطة القضائية التي هي صاحبة الاختصاص الأصيل في طلب حل الحزب.

ومن كل ذلك ان المتصدي لحل أي حزب سياسي، عليه التمعن جيدا قبل اقدامه على هذه الخطوة، حيث قرار الحل ليس بيد الأجهزة الإدارية ودائرة الأحزاب السياسية تحديدا، انما من خلال هيئتين قضائيتين من السلطة القضائية، ومنها المحكمة الاتحادية العليا وهي أرفع هيئة قضائية في الدولة.



#علي_مهدي (هاشتاغ)       Ali_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون المجلس الاتحادي استحاق دستوري ومطلب للتوازن التشريعي
- في إقالة الوزير من قبل رئيس مجلس الوزراء في النظم البرلمانية
- عام على انعقاد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي
- الاطار الدستوري والقانوني لالغاء الاوامر الديوانية
- النظام الانتخابي المختلط فرصة لتوسيع المشاركة في الانتخابات
- بيان التيار الديمقراطي حول منح الثقة للوزارة الجديدة
- عن المسؤوليات في سرقة صندوق الامانات
- اتفاق القوى المتنازعة لتشكيل الحكومة الكفيل على بقاء المسار ...
- في انتخاب رئيس الجمهورية
- تشكيل الحكومة والاجراءات المترتبة على مجلس النواب المعطِل
- صعوبات تشكيل الحكومة العراقية
- قراءة دستورية في العفو الخاص في العراق
- بيان المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي بمناسبة عيد المراة ال ...
- حول انتهاء مدة ولاية رئيس الجمهورية
- المسار الدستوري والقانوني لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية
- المحددات القانونية لتكليف المرشح بتشكيل الوزارة
- الانتخابات البرلمانية في العراق بين مطالب الانتفاضة والحاجة ...
- قراءة دستورية لتدابير الرئيس التونسي في يوم إعلان الجمهورية
- الاستفتاء العام يعزز من الديمقراطية
- من اجل نجاح انعقاد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي


المزيد.....




- تُعتَبَر هذه البحيرة الضخمة في إسبانيا إنسانًا وفقًا للقانون ...
- -لا نريد أن نعيش نكبة أخرى-.. شاهد ما قاله رياض منصور عن إخر ...
- هل تؤدي عمليات تجميل الوجه إلى الإصابة بالإيدز؟
- منحته 3 آلاف جنيه إسترليني.. بريطانيا ترحل طالب لجوء إلى روا ...
- شرطة نيويورك تداهم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب
- تقارير: إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة من أجل اتفاق غزة ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- طريقة علمية لتجنب الكآبة
- -كلاشينكوف- تكشف عن درونات جديدة بمواصفات مميزة
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي مهدي - في موضوعة حل الحزب السياسي