أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرتضى العبيدي - 29 نوفمبر بين الرياء الرسمي والتضامن الشعبي















المزيد.....

29 نوفمبر بين الرياء الرسمي والتضامن الشعبي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7816 - 2023 / 12 / 5 - 17:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


تم إقرار هذا اليوم كيوم عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 ديسمبر 1977 وشُرع في "الاحتفال" به في السنة الموالية. وهو احتفال رسمي في ذكرى صدور قرار الجمعية العامة رقم 181 (د-2)، في 29 نوفمبر 1947، الذي ينص على تقسيم فلسطين. والمعلوم أن إقرار هذا اليوم جاء في سياقات متعددة لعل أهمّها تبعات حرب أكتوبر 1973، وانتفاضة يوم الأرض المجيدة (30 مارس 1976)، وآخرها زيارة السادات الى القدس وبداية التطبيع مع العدو الصهيوني (1 نوفمبر 1977). وهي معطيات ساهمت في حلحلة القضية الفلسطينية وأعادت طرحها مجدّدا على جدول أعمال منظمة الأمم المتحدة التي ظلت طوال ثلاثين سنة عاجزة على تفعيل أي من القرارات التي اتخذتها منذ قرار التقسيم الجائر (30 نوفمبر1947). لذلك تم الاختيار على هذا التاريخ بالذات لتجعل منه الأمم المتحدة يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
شيء من التاريخ
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة وريثة عُصبة الأمم قد تبنت في جلستها العامة رقم 128، والمنعقدة في 29 نوفمبر 1947 قرارا يقضي بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي:
1. دولة عربية: تبلغ مساحتها حوالي (11,000 كـم2) ما يمثل 42.3% من فلسطين وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
2. دولة يهودية: تبلغ مساحتها حوالي (15,000 كـم2) ما يمثل 57.7% من فلسطين وتقع على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حالياً.
3. القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.

وكانت نتيجة التصويت كالآتي:
مع القرار: أستراليا، بلجيكا، بوليفيا، البرازيل، بيالوروسيا (روسيا البيضاء)، كندا، كوستاريكا، تشيكوسلوفاكيا، الدانمارك، جمهورية الدومينيكان، إكوادور، فرنسا، غواتيمالا، هاييتي، إيسلندا، ليبيريا، لوكسمبورغ، هولندا، نيوزيلندا، نيكاراغوا، النرويج، بنما، باراغواي، بيرو، الفلبين، بولندا، السويد، أوكرانيا، جنوب أفريقيا، الاتحاد السوفياتي، الولايات المتحدة الأميركية، أوروغواي، فنزويلا
ضد القرار: أفغانستان، كوبا، مصر، اليونان، الهند، إيران، العراق، لبنان، باكستان، المملكة العربية السعودية، سوريا، تركيا، اليمن.
امتناع: الأرجنتين، الشيلي، الصين (المقصود بها تايوان التي كانت تحتل مقعد الصين في الأمم المتحدة حتى سنة 1971)، كولومبيا، السلفادور، الحبشة، هندوراس، المكسيك، المملكة المتحدة، يوغسلافيا.
غياب: تايلاندا
وكما هو ملاحظ، فإن الدول العربية عارضت هذا القرار، سواء من داخل هيئة الأمم بالنسبة للدول الأعضاء آنذاك (مصر، العراق، لبنان، السعودية واليمن) أو بالنسبة لغيرها التي كانت ترزح في ذلك الوقت تحت نير الاستعمار.
وشكّل هذا القرار اعتداء صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني لأنه سلبهم قسما كبيرا من أراضيهم وانتزعها من أصحابها الأصليين ومنحها لغرباء صهاينة جاءوا من شتى بقاع العالم.
ولم تتوقف أطماع إسرائيل عند الحدود التي حددها قرار التقسيم، بل امتدت إلى البقية الباقية من أرض فلسطين، فمع اندلاع الحرب عام 1948 بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، توسعت الدولة اليهودية واستولت على77 في المئة من أراضي فلسطين، بما في ذلك الجزء الأكبر من القدس. وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي ضمتها إليها لاحقا، كما احتلت سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية، وقد أسفرت هذه الحرب عن هجرة ثانية للفلسطينيين شملت أكثر من نصف مليون فلسطيني.
لذلك تضمّن الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أقرّته منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1968، في مادته 19 ما يلي:
"تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير."
وفي المادة 21: "الشعب العربي الفلسطيني، معبراً عن ذاته بالثورة الفلسطينية المسلحة يرفض كل الحلول البديلة عن تحرير فلسطين تحريراً كاملاً، ويرفض كل المشاريع الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، أو تدويلها."
لكن التطورات العديدة التي عرفتها القضية الفلسطينية أدت الى تنازل بعض قياداتها عن هذه الثوابت والقبول بقرار التقسيم والدخول في سلسلة من المفاوضات احتضنتها مدريد وجنيف وأوسلو وواشنطن وكامب ديفيد وغيرها الكثير، وأظهرت حقيقة واحدة هي أن كل ما تريده وتخطط له إسرائيل هو المفاوضات من أجل المفاوضات، وكسب الوقت لتهويد المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وزرعها بالمستوطنات، وفرض أمر واقع فيها يقطع الطريق على ما يعرف بحل الدولتين، ويجعل من المستحيل قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
29 نوفمبر 2023: تغيّر السياقات
فإذا كان إحياء هذه الذكرى في السابق يتوزع بين الطابع الرسمي البروتوكولي الذي تسهر عليه منظمة الأمم المتحدة من باب تبرئة الذمة ورفع الحرج والطابع الشعبي الاحتجاجي الذي يتخذ أشكالا متنوعة (أنشطة تضامنية، دعائية، ثقافية...)، فإنه يأخذ هذه السنة أبعادا مختلفة إذ هو يحلّ في خضم الطوفان، طوفان الأقصى وما عناه ويعنيه ليس للشعب الفلسطيني فحسب بل لشعوب العالم المُحبّة للسلام التي هبّت لنصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بعدما تيقّنت من زيف سردية المظلومية الصهيونية، وتبيّن لها الدور الحقيقي لهذا الكيان المغروس قسرا في قلب الوطن العربي من أجل إجهاض سيرورة تحرّره الوطني وتركه فريسه للنهب ولاستغلال الثروات التي يزخر بها. لذلك، فإن هذه الشعوب لا تنتظر في هذا اليوم شيئا ما قد يأتي من مقرات الأمم المتحدة في واشنطن أو جينيف أو فيينّا، بل ستكون كل الأعناق مشرئبة الى عواصم الدنيا حيث تنتظم التظاهرات التضامنية الحقة والتي تسعى جميعها الى تطوير أشكال الدعم وعدم الاقتصار على الدعم المعنوي على أهميته، أو على تطوير مقاطعة البضائع التي تنتجها الشركات المساندة للكيان الصهيوني والممولة لأنشطته العدوانية على الشعب الفلسطيني. بل إنها بصدد تطوير أشكال ومطالب أخرى للتضامن مثل مطالبة حكوماتها بقطع علاقاتها مع الكيان المحتل وسحب سفرائها لديه، ومقاطعة شحن الأسلحة للكيان الصهيوني في عديد الموانئ العالمية، بل واحتلال مصانع الأسلحة من قبل العمّال كما حصل في المكسيك، وخاصة المطالبات المتعددة بإحالة قادة الكيان الصهيوني أمام محكمة الجنايات الدولية والمحاكم المختصة من أجل محاكمتها على ما اقترفت أيديها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون بالمكسيك يحشدون الجماهير لنصرة فلسطين
- الحركة الماركسية اللينينية والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسطي ...
- الحركة الماركسية اللينينيّة والدعم اللامشروط للمقاومة الفلسط ...
- مع الشعب الفلسطيني، ضد الصهيونية والإمبريالية
- خيانات الحكام العرب للقضية الفلسطينية تاريخ لا ينتهي...
- هل أن وهم الدولتين مازال قائما؟
- لا للحصار الإجرامي على غزة / الحزب الشيوعي في بينين
- فلسطين وحقيقة نضالها / بقلم البروفيسور ستالين فارغاس م.*
- ماذا يعني أن تكون شيوعيًا اليوم؟
- مراكمة القوى من أجل الثورة (الجزء الثاني)
- مراكمة القوى من أجل الثورة
- من أجل بناء حزب شيوعي كبير
- ثلاثة نصوص للينين تعتبر دراستها ضرورية
- تعزيز النضال في المجال الأيديولوجي
- كسب تأييد الجماهير الكادحة للحزب
- تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية
- النهوض النضالي للطبقة العاملة والشعوب واحتداد الصراع بين الق ...
- إفلاس النظام الاستعماري الجديد وتصاعد الاحتجاج ضد الإمبريالي ...
- من أجل دعاية وسياسة اتصالية ثورية / أليخاندرو ريوس
- المناضل الشيوعي: الصفات والدور والقيم / خوان باجانا ج


المزيد.....




- -قمع الدولة ساهم في تحوّل مظاهرة صغيرة إلى حركة احتجاجية انت ...
- هل تحمي الملاجئ الإسرائيلية من إصابات الصواريخ المباشرة؟
- كوريا الجنوبية تدرس إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في ...
- أقارب الرهائن المحتجين يلتقون بلينكن خارج الفندق الذي يقيم ف ...
- حاسب لوحي مميز من اليابان لمحبي التصميم والرسم الإلكتروني
- تحرك عاجل من السياحة المصرية بعد رصد مواطنين متجهين للسعودية ...
- -حزب الله- ينعى أحد مقاتليه
- افتتاح معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي من أسلحة -الناتو- ( ...
- شهادات إسرائيليين من سكان المناطق الحدودية مع لبنان: بيوتنا ...
- إيران تكشف عدد مواقعها النووية المشكوك فيها من المنظمة الدول ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرتضى العبيدي - 29 نوفمبر بين الرياء الرسمي والتضامن الشعبي