أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرتضى العبيدي - خيانات الحكام العرب للقضية الفلسطينية تاريخ لا ينتهي...















المزيد.....

خيانات الحكام العرب للقضية الفلسطينية تاريخ لا ينتهي...


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7786 - 2023 / 11 / 5 - 20:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


طرحت الحرب العدوانية الجديدة التي يشنها الكيان الصهيوني العنصري على الشعب الفلسطيني مجددا قضية البعد العربي للقضية الفلسطينية. إذ أن اتفاقيات سايكس ـ بيكو (1916) الاستعمارية وبعدها وعد بلفور (1917)، لم تكن تستهدف فلسطين وحدها بل كافة المنطقة العربية، أرضا وشعوبا. لذلك كانت الشعوب العربية، مع كل محنة، تعبّر تلقائيا عن تمسكها بالقضية، فتهب لنصرة فلسطين متحدية كل العراقيل وأوّلها أنظمتها التي كانت تقف حائلا دونها. ولم يقتصر الأمر على شعوب الجوار بل تعدّاها الى عامة الشعوب العربية مشرقا ومغربا.
وفي المقابل من ذلك، كان موقف الأنظمة في مختلف مراحل الثورة الفلسطينية مناقضا تماما، متواطئا حد الخيانة:
ـ ففي ثورة 1936، وفي خضمّ خوض الشعب الفلسطيني للإضراب العام ضد السياسات البريطانية والذي تجاوز الستة أشهر، بادرت الحكومات العربية بإرسال برقيات إلى اللجنة العربية العليا التي كانت تدير الثورة الفلسطينية الكبرى لتطلب منها إنهاء الإضراب وترك المجال للتفاوض. ولما استجاب الفلسطينيون لهذه البرقيات، وأنهوا الإضراب الأطول في التاريخ الحديث، أرسلت بريطانيا "لجنة بيل الملكية" التي أصدرت توصياتها بتقسيم فلسطين، ولم يكف رفض هذه التوصيات بل وحتى اندلاع الثورة من جديد لإيقاف النزيف الذي سيعمّق الجرح ويخلق أمرا واقعا جديدا، كان لخيانات حكام العرب دورا في تكريسه رغم تمسكهم قولا بمهمة حماية فلسطين من الغزو الصهيوني الزاحف.
فكان تأسيس جامعة الدول العربية سنة 1945 بسبب قضية فلسطين، فلم تدخر هذه الأخيرة جهدا في إصدار بيانات الشجب والتنديد حتى أنها وصلت الى درجة لم يعد بإمكانها إصدار حتى مثل هذه البيانات. فمنذ القمة الأولى التي عُقدت بزهراء أنشاص بمصر سنة 1946 بدعوة من الملك فاروق، والتي حضرتها البلدان السبعة المؤسسة للجامعة (مصر، الأردن، السعودية، اليمن، العراق، سوريا ولبنان)، لم يصدر عن القمة بيانا ختاميا، بل اكتفت بمجموعة من القرارات أهمها مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها واعتبار القضية الفلسطينية "قلب القضايا القومية"، ويقتضي ذلك الوقوف في وجه الصهيونية باعتبارها خطرا لا يهدد فلسطين فحسب وإنما جميع البلدان العربية والإسلامية.
لم تمنع هذه النوايا الغرب الاستعماري من تكريس جريمته، فوافقت هيئاته المحدثة غداة الحرب العالمية الثانية على سلسلة من القرارات الجائرة في حق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها قرار التقسيم (181) وتوابعه مثل قرار العودة (194) الصادر بتاريخ 11/12/ 1948 والذي ينص على إنشاء لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة وتقرير وضع القدس في نظام دولي دائم وتقرير حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم في سبيل تعديل الأوضاع بحيث تؤدي إلى تحقيق السلام في فلسطين في المستقبل.
فكانت حرب 1948 التي وضعت هذه الأنظمة على المحك، فرفعت عنها قناع الزيف وكشفت المستور، إذ أن الخيانات جاءت متعددة ومتنوعة: فهذا الملك عبد الله يسلّم مدينتي "اللد" و"الرملة" للصهاينة دون قتال لنيل ثقة الصهاينة بعد أن أمر القوات العربية التي وصلت إلى أبواب تل أبيب بالتراجع إلى الوراء والعودة إلى مراكزها متيحا الفرصة للصهاينة لتنظيم صفوفهم وجلب الأسلحة والمعدات للتصدي للقوات العربية. وهذا النظام المصري الحاكم آنذاك وعلى رأسه الملك فاروق يرسل جيش مصر إلى الحرب بسلاح فاسد وبلا ذخيرة ومعدات لكي يلقى الهزيمة على يد الصهاينة. بل إن الجيوش العربية عندما دخلت إلى فلسطين، قامت بسحب الأسلحة من الفلسطينيين، في الوقت الذي كان يُنتظر منها أن تسلحهم من أجل الدفاع عن وطنهم، وهكذا بدأ ضياع فلسطين وانتهى أمر شعبها إلى الشتات والتيه في أصقاع الأرض، لتبدأ مأساته في مخيمات اللاجئين التي ما زال فيها إلى يومنا هذا. فكانت النكبة وكان التهجير الذي شمل ما لا يقل عن 940 ألف فلسطيني أرسلوا بلا رجعة الى المخيمات والمنافي.
وتتالت بعد ذلك القمم العربية متشابهة، معلومة النتائج مسبقا حتى أنها لم تعد تشكل حدثا ذا قيمة، تُعقد وتنتهي ولا تعيرها الشعوب العربية أي اهتمام، إلا فيما ندر مثل قمة الخرطوم أوت 1967 والمعروفة بقمة "اللاءات الثلاثة" (لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض) والتي انعقدت غداة حرب الأيام الستة التي أدت الى احتلال الكيان الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء وهضبة الجولان. أو قمة الرباط سنة 1971 والتي تحولت خلالها فلسطين من "قلب القضايا القومية" الى قضية الفلسطينيين، باعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.
وحتى النصر الذي أحرزه الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 لم يؤدّ الى المطلوب بل سرعان ما التفت عليه القوى العظمى لتحويله الى هزيمة للشعوب العربية عندما تمّ اعتماده لإبرام اتفاقية صلح منفصلة بين مصر والكيان الصهيوني الذي ستفتح الباب أمام مسار جديد: مسار التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني والتنازل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وعن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وهو مسار انطلق في كامب ديفيد ذات 17 سبتمبر 1978 ولم يتوقف الى يوم الناس هذا، وقد تمخضت عنه معاهدة أوسلو سيئة الصيت (1993) بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني، ومعاهدة وادي عربة التي تعلن نهاية حالة الحرب بين الأردن والكيان والتطبيع الشامل بينهما.
ونحن نعيش اليوم فصلا جديدا من هذه الخيانات تحت مسمى "صفقة القرن" التي تدبّرها الإدارة الأمريكية والتي تساعدها في تنفيذها العديد من الحكومات العربية، التي بدأت بوادرها بإعلان أميركا القدس عاصمة لإسرائيل، وتسعى أمريكا من خلالها لجر الأنظمة العربية الواحد تلو الآخر للاعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة علاقات معه بما يعني الإقرار بشرعية الاحتلال والتنازل عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وهي الخطوة الحاسمة لقبر القضية الفلسطينية نهائيا. ولا شك أن التنازلات تهدد مستقبل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، وتمنح الصهاينة حقا في أرض ليست لهم، وتشطب عنهم تهم الاغتصاب والإرهاب. فهي تعني فيما تعني التنازل عن حوالي 78% من مساحة فلسطين الانتدابية، وعن حق اللاجئين في العودة.
يقول ماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
"وصلنا لمرحلة خطيرة للغاية تتطلب من القيادة الفلسطينية الرسمية الإنهاء الكامل لمرحلة ما سمي بأوسلو وفعليا الإلغاء التام لهذه الاتفاقيات وسحب الاعتراف بالكيان بالصهيوني وبناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية وإنهاء الانقسام على قاعدة عمل استراتيجي فلسطيني جديد".



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أن وهم الدولتين مازال قائما؟
- لا للحصار الإجرامي على غزة / الحزب الشيوعي في بينين
- فلسطين وحقيقة نضالها / بقلم البروفيسور ستالين فارغاس م.*
- ماذا يعني أن تكون شيوعيًا اليوم؟
- مراكمة القوى من أجل الثورة (الجزء الثاني)
- مراكمة القوى من أجل الثورة
- من أجل بناء حزب شيوعي كبير
- ثلاثة نصوص للينين تعتبر دراستها ضرورية
- تعزيز النضال في المجال الأيديولوجي
- كسب تأييد الجماهير الكادحة للحزب
- تحرير الجماهير من السيطرة الإيديولوجية للبرجوازية
- النهوض النضالي للطبقة العاملة والشعوب واحتداد الصراع بين الق ...
- إفلاس النظام الاستعماري الجديد وتصاعد الاحتجاج ضد الإمبريالي ...
- من أجل دعاية وسياسة اتصالية ثورية / أليخاندرو ريوس
- المناضل الشيوعي: الصفات والدور والقيم / خوان باجانا ج
- الشباب والنضال الثوري / ي. روميرو
- الكتل الامبريالية والواقع / الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني ...
- الإعلان الختامي لاجتماع دعم شعب النيجر المنعقد في كوتونو في ...
- -الأزمة في النيجر مرتبطة بالصراع من أجل إعادة تقسيم العالم-
- السعي الى السلطة وأشكال النضال / ترجمة مرتضى العبيدي


المزيد.....




- استطلاع للرأي: بايدن سيتفوق على ترامب بنقطة واحدة فقط لو جرت ...
- -داعش- يتبنّى الاعتداء الإرهابي على مسجد غربي أفغانستان
- بي بي سي تعاين الدمار الذي خلفته الغارات الجوية الإسرائيلية ...
- قاض في نيويورك يغرّم ترامب ويهدد بحبسه
- فيديو: تصميم وصناعة صينية.. بكين تكشف عن حاملة الطائرات -فوج ...
- قانون -العملاء الأجانب- يشعل العراك واللجوء إلى القوة البدني ...
- السيسي وعقيلته يوجهان رسالة للمصريين
- استخباراتي أمريكي: شعبية بوتين أعلى من شعبية ماكرون وبايدن و ...
- اشتباكات في جامعة كاليفورنيا بعد ساعات على فض اعتصام -كولومب ...
- بلينكن يريد اتفاق هدنة -الآن- وإسرائيل تنتظر رد حماس قبل إرس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مرتضى العبيدي - خيانات الحكام العرب للقضية الفلسطينية تاريخ لا ينتهي...