أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - النون و الحوت المكنون














المزيد.....

النون و الحوت المكنون


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7805 - 2023 / 11 / 24 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعتبر الحروف المقطعة في مصحف عثمان (و هذا توصيف علمي و تاريخي للقرآن) من الأسرار اللغوية العظيمة التي يستعصي فهمها على المسلم العامي البسيط و أيضا على جهابذة المفسرين المسلمين على مرّ التاريخ الموثق. فمنهم من أدخلها في إطار "المتشابه" و رد علمها إلى الله، و منهم من حاول تفسيرها بناءا على إجتهادات شخصية أحيانا، و أحيانا أخرى إستنادا للمرويات و الأخبار المتوارثة.

من عادة المسلمين قراءة القرآن، و تلاوته، و تجويده، و حفظه في الصدور، و ذلك للثواب و الأجر العظيمين المرتبطين بهذا الكتاب السماوي الأزلي. فذكر الله يهدئ من روع النفس و يثبت القلب و العقل، و يزيد الإيمان رسوخا و مكانة و إقتدارا. قراءة القرآن أيضا مقرونة بالتدبر و التأمل في معاني الكلمات و الآيات، و هي السبيل لفهم الشخصية الإلهية و الوصول إلى "حق الحقيقة" كما يقول الحلاج. فالقرآن هو دليل و سبيل، هو يهدي للحق و ينير الطريق. القرآن إما حجة لك أو حجة عليك.

فكما أسلفنا الذكر آنفا، تشكل الحروف المقطعة جدارا قويا يحيل بين عقل القارئ و الفهم السليم و اليسير لمعاني النص القرآني. فمصحف عثمان يتميز بأسلوب باطني و بلغة كهنوتية غامضة تُعذَرعلى كلا القارئ و الباحث الفهم، و الإدراك، و الإستيعاب. من أمثلة ذلك نذكر أول آية من سورة القلم:

ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)

تفسير ابن كثير:

"وقيل : المراد بقوله : ( ن ) حوت عظيم على تيار الماء العظيم المحيط ، وهو حامل للأرضين السبع ، كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير :
حدثنا ابن بشار ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان - هو الثوري - حدثنا سليمان - هو الأعمش - عن أبي ظبيان ، عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم قال : اكتب . قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب القدر . فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى يوم قيام الساعة . ثم خلق " النون " ورفع بخار الماء ، ففتقت منه السماء ، وبسطت الأرض على ظهر النون ، فاضطرب النون فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، فإنها لتفخر على الأرض .
وكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أحمد بن سنان ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش به . وهكذا رواه شعبة ، ومحمد بن فضيل ، ووكيع ، عن الأعمش ، به . وزاد شعبة في روايته : ثم قرأ : ( ن والقلم وما يسطرون ) وقد رواه شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان - أو مجاهد ، - عن ابن عباس فذكر نحوه . ورواه معمر ، عن الأعمش : أن ابن عباس قال . . . فذكره ، ثم قرأ : ( ن والقلم وما يسطرون ) ثم قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس قال : إن أول شيء خلق ربي عز وجل القلم ، ثم قال له : اكتب . فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة . ثم خلق " النون " فوق الماء ، ثم كبس الأرض عليه ."

يقول ابن كثير إذن أن حرف النون يقصد به حوت يحمل الأرضين السبع، و هذا بالمناسبة قول واحد من بين ثلاثة أقوال تفسر النون أيضا بلوح من نور و دواة. غرضي في هذا المبحث المقتضب ليس النقد العلمي، لكن الأمر بات يقتضي منطقا عقلانيا و أرضية نقاش مشتركة تمكننا على الأقل من طرح التساؤلات التالية بكل حرية و جرأة:

أليس من المعلوم بالضرورة أن مصحف عثمان مكتوب بلسان عربي مبين؟
أليس من المعلوم بالضرورة أن الرسالة المحمدية تخص جميع البشر، عربها و عجمها؟
أليس من المنطقي الوضوح، و التيسير، و البيان في كتاب سيكون حجة للناس و حجة أيضا عليهم؟
أليس من المفترض أن مصحف عثمان يخاطب العقل الإنساني دون وساطة بشرية و دون عوائق لغوية أو كهنوتية؟
أليس من المنطقي أن نتسائل حول عقلانية و مصداقية كتب التفسير الإسلامية؟
أليس من المنطقي أن نتسائل حول ماهية النص الديني، و أسلوبه، و مفاده؟



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة الجوع
- الفلسفة الحديثة (13): شوبنهاور
- أين أنت يا قدير
- أجمل إمرأة في الحياة
- الفلسفة الحديثة (12): هيجل
- البدوية أو كيف تحطم المرأة العربية حب الرجل
- إلى حبيبتي الجنية
- الفلسفة الحديثة (11): إيمانويل كانط
- عزاء الظالم
- الله كما أراه
- الفلسفة الحديثة (10): ديفيد هيوم
- المرأة العربية: الدين، الحجاب، و تخطيب الجنس
- الكتاب المجهول
- صريع يعقوب
- عن القومية العربية
- الحرباء
- أسطورة أدبا أو أدم عليه السلام
- الفلسفة الحديثة (9): جورج باركلي
- الفلسفة الحديثة (8): جون لوك
- النهضة الفلسطينية بين الرقابة و البطالة


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - النون و الحوت المكنون