عبد المجيد السخيري
الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 11:39
المحور:
القضية الفلسطينية
كانت فلسطين وستظل حُرّة بدماء أبناءها وبناتها، نساء ورجالا، أطفالا وشيوخا ورضعا. وحُرّة أيضا بكلمات أدباءها، أصوات فنانيها وأقلام مفكريها، داخل الوطن المحتل، وفي المخيمات والشتات والمنافي. فالمقاومة، بالسلاح والكلمة والصدر العاري، هي فعل حرّ وفعل حرية. لذلك فلسطين خالدة في ذاكرة الشعوب لأنها رمز الحق، ومُخلّدة في انتاجاتها الرمزية لأنها منبع لأروع صور النضال من أجل الحرية والانتصار للحق.
إلى الشهداء، إلى نساء ورجال المقاومة، وإلى أحرار وشرفاء العالم.
فلسطين
للشاعر المصري علي محمود طه (1901- 1949)
أَخِي، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى
فَحَقَّ الجِهَادُ، وَحَقَّ الفِدَا
أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَةَ
مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّؤْدَدَا؟
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُوفِ
يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْدِهِ
فَلَيْسَ لَهُ، بَعْدُ، أَنْ يُغْمَدَا
أَخِي، أَيُّهَا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ
أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَدَا
أَخِي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّةٍ
تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيِي الهُدَى
أَخِي، إِنَّ فِي القُدْسِ أُخْتَاً لَنَا
أَعَدَّ لَهَا الذَّابِحُونَ المُدَى
صَبَرْنَا عَلَى غَدْرِهِمْ قَادِرِينَ
وَكُنَّا لَهُمْ قَدَرَاً مُرْصَدَا
طَلَعْنَا عَلَيْهِمْ طُلُوعَ المَنُونِ
فَطَارُوا هَبَاءً، وَصَارُوا سُدَى
أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْنِ
لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ وَالمَسْجِدَا
يسوع الشهيد على ارضها
يعانق، في جيشه، احمدا
أَخِي، قُمْ إِلَيْهَا نَشُقُّ الغِمَارَ
دَمَاً قَانِيَاً وَلَظَىً مُرْعِدَا
أَخِي، ظَمِئَتْ لِلْقِتَالِ السُّيُوفُ
فَأَوْرِدْ شَبَاهَا الدَّمَ المُصْعَدَا
أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي
وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقدَا
فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَةٍ حُرَّةٍ
أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا العِدَا
وَخُذْ رَايَةَ الحَقِّ مِنْ قَبْضَةٍ
جَلاَهَا الوَغَى، وَنَمَاهَا النَّدَى
وَقَبِّلْ شَهِيدَاً عَلَى أَرْضِهَا
دَعَا بِاسْمِهَا اللهَ وَاسْتَشْهَدَا
فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ
وَجَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَدَى
فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّدُورُ
فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإِمَّا الرَّدَى
#عبد_المجيد_السخيري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟