أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - يوحنا بيداويد - خطر انتشار مرض التوحد عند الأطفال














المزيد.....

خطر انتشار مرض التوحد عند الأطفال


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 7781 - 2023 / 10 / 31 - 07:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    




من الأمراض العصرية التي ازداد انتشارها عند الأطفال في الآونة الاخيرة هو مرض التوحد “Autism Spectrum Disorders – ASD”، انه مرض الاضطراب النفسي، يحدث نتيجة تأثيرات خارجية على نمو دماغ الطفل. وقد ازداد اهتمام المؤسسات الطبية والاجتماعية به في جميع الدول المتقدمة، ووصل الحد إلى ان عينت حكومة جنوب أستراليا وزيرة خاصة (إميلي بورك) للاهتمام بهذا المرض وللحد من تأثيره على المجتمع.
يعجز الأطفال المتوحدون عن إقامة علاقات طبيعية مع البيئة المحيطة بهم، حيث يكون لديهم صعوبة في التواصل الاجتماعي، فلا يستطيعون اكتساب الخبرات من الحياة اليومية، ويتصرفون كإنما هم شبه معزولين عن الناس حولهم، بسبب عدم امتلاكهم الرغبة (المتعة) أو القدرة في أغلب الأحيان للتحسس بأهمية الترابط الاجتماعي معهم.

حسب آراء العلماء ان هذا المرض ليس بجديد، وانما زادت نسبته بين الأطفال في العقود الاخيرة لأسباب كثيرة ولكن قد يكون أهمها الشد النفسي نتيجة مستلزمات الحياة العصرية وتغيير البيئة أو العامل الوراثي. النسبة المقدرة للمصابين بهذا المرض في أستراليا هي 1-150 طفل وفي أمريكا هي 1-68، وأن نسبة الإصابة عند الذكور هي 3-1 مقارنة بالإناث. تشير تقارير معهد ابحاث التوحد، ان كل 10 ألاف طفل في العالم يصاب 60 طفل في عمر 5-11 عاماً حالياً به، بينما في السابق كان يصاب 5 أطفال بين كل 10 ألاف طفل لنفس الفترة العمرية. من الجدير بالذكر بأنه عبر التاريخ خرج عباقرة وعظماء بينهم مثل البيرت اينشتاين ونيوتن والرسام الكبير فان كوخ، وتوماس اديسون بسبب امتلاكهم نسبة ذكاء غير طبيعية مقارنة مع أقرانهم، حيث كانوا مصابين بمستوى معين من حالات التوحد.

اسباب انتشار المرض في هذا العصر

أما أسباب انتشار التوحد فلحد الآن لم يستطع العلماء تحديد العامل الرئيس لهذا المرض ولكنهم يرجحون عدة عوامل التي تسبب الإصابة به، وتختلف نسبة التأثر من طفل إلى آخر حسب بيئته وهي كالتالي:
1. عوامل وراثية، أي وجود جين عند أحد الوالدين مضمور أو أصيب أحدهما بهذا المرض ولكن بدرجة خفيفة (زيح) ثم اختفى تأثيره.
2. الأبوة المتأخرة للوالدين.
3. النمو والتطور العقلي بسبب التأثيرات الخارجية. هذا العامل يعتمد على التأثيرات المباشرة على النمو العقلي عند الطفل.
4. هناك آراء أخرى غير مبرهنة مثل إصابة اللوزتين المزمن عند الطفل، إصابة الأم بأمراض جسدية أو الشعور بالكآبة في مرحلة الحمل، إصابة الطفل بفايروس ما، أو ضعف الجهاز المناعي عند الطفل.

اعراص المرض
اما عن أعراض المرض فهناك اختلاف بين تأثير مرض التوحد من طفل إلى آخر ولكن أهم ميزة هي الانفصال عن العالم المحيط به وعدم قدرته على إقامة العلاقات مع مكونات البيئة المحيطة به وهذه بعض أهم لأعراض التي قد تجدها عند المتوحدين بصورة عامة وهي:
1. عدم الانتباه أو استجابة الطفل المتوحد عند مناداته.
2. لا ينظر الطفل المتوحد إلى المنادي (صعوبة التواصل)، كأنما الأخير غير موجود، بل ربما لا يفهم صوت المنادي!
3. لا يرغب الطفل المتوحد ان يعانقه الأخرين كثيراً، بل ينكمش على ذاته.
4. يفضل الطفل المتوحد ان يستمر باللعب لوحده دائماً (الانعزال عن الأخرين).
5. يصعب على الطفل المتوحد التحدث مع الأخرين ولفظ المفردات اللغوية، ويتأخر في النطق مقارنة مع اقرانه من الأطفال بسبب ميله إلى العزلة.
6. الطفل المتوحد يطلق أصوات غير مفهومة حينما يريد ان يتحدث أو يكون في حالة النشوة أو الغضب.
7. يتفادى الطفل المتوحد المشاركة في اللعب مع أقرانه من الأطفال، ويصعب عليه فهم اللعبة أو حل المشاكل البسيطة أحياناً بسبب قلة الخبرة المكتسبة عنده.

الخلاصة.
أن هذا المرض هو عصري، وان عدد المتوحدين في زيادة سنة بعد سنة، أسبابه عديدة لكن ربما أهمها هي العامل الوراثي وتغير البيئة التي تعرض لها الإنسان خلال 200 سنة الاخيرة حيث تغير اسلوب الحياة والتفكير بعد انتقال الإنسان من الريف إلى المدينة. حصول تغيرات على الطعام وجودته؛ ظهور الأطعمة المعلبة، والمصنعة، وأكل الفواكه المهجنة.

تأثير الادوية؛ حيث زادت المركبات الكيمائية في الجسم عن السابق، التواصل الاجتماعي؛ ابتعاد الوالدين من الاحتكاك مع الطفل بسبب مشاغلهم والتزاماتهم، كلها مجتمعة أثرت على نمو الدماغ الذي بدوره يخلق اضطراب نفسي عند المتوحد.

المطلوب ان نقلل الأدوية والحقن، الاهتمام بجودة طعام الطفل خاصة الألبان، تقليل من تغير نمط الحياة عن الوضع السابق (الاستقرار على عادات وطقوس يومية في العائلة)، زيادة العناية بالطفل لا سيما من فترة الولادة لحد الخامسة من عمره، تقليل عدد ساعات اللعب بالألعاب الالكترونية، والرجوع إلى تعليم الأطفال بالأسلوب القديم سرد قصص، بأسلوب قال الراوي، حيث يتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره من خلال الشعور بمشاعر الأخرين ومن خلال الإيحاءات التي يظهرها الراوي له حسب أحداث ومجريات القصة.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية تفسير مفهوم العدد بين هوسرل وفريجه
- محاولة علم النفس التجريبي لإيجاد أساس مشترك بين العلوم
- ديالكتيكية هيجل وجدلية كارل ماركس/ 2
- هل عادت الروح الى جسد الوطن بعد كاس الخليج 25؟!
- ديالكتيكية هيجل وجدلية كارل ماركس/ الجزء الاول
- تعقيب على اراء د عبد الله رابي في مقابلته الاخيرة بخصوص الرا ...
- علم النفس التحليلي/سيجموند فرويد
- لنزاعات النفسية الرئيسية وتاثيرها على القرارات الشخصية / الج ...
- العولمة في محك في هذه المرحلة من التاريخ
- علم النفس التجريبي- الفيزيقي/ الجزء الثاني
- عجلة التغير الى اين تقودنا!
- علم النفس في التاريخ
- أهمية المعرفة في التاريخ
- مستقبل العراق وعلاقة رجال الدين بالشيطان
- الفلسفة التحليلة الحديثة كوتلب فريجه ودورد مور مثالا
- فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.
- نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث وال ...
- مقال يستحق القراءة: زمن الآن، بين دكتاتورية الصور وحرية الفن ...
- التعصب مرض ومن يلتزم به مريضا
- البشرية في قارب واحد!


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - يوحنا بيداويد - خطر انتشار مرض التوحد عند الأطفال