أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - العولمة في محك في هذه المرحلة من التاريخ















المزيد.....

العولمة في محك في هذه المرحلة من التاريخ


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 13:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شؤون الحياة المعاصرة/ج6



العولمة هو مصطلح حديث لغويا، لكن فكرته قديمة جدا ربما يشير الى اول بازار ظهر بين القبائل البدوية الرحل . يعبر هذا المصطلح عن النشاط الحضاري للانسان الحالي، الذي جعل العالم صغيرا بحجم القرية لسرعة ولكثرة وسائل التواصل بين البشرية من خلال الطفرة العلمية التي احدثتها تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، في النصف الثاني من القرن العشرين لحد اليوم.
اذا العولمة هي الظاهرة التي جعلت اسواق العالم اكثر قربا عن طريق التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تم تقليص الفترة الزمنية لسد احتياجات السوق للمنتوجات، ومراقبة التغيير الذي يحصل عليها، وخلق صراع لتقليل قيمة السلعة من خلال وجود ايادي العاملة الرخيصة، وتحسين المنتوج، واخيرا تنتقل الخبرة بين الامم والشعوب العالم كأنها هي قرية صغيرة.
لكن في نفس الوقت هناك مساويء جانبية كبيرة للعولمة، بدأ النقاد وعلماء الاجتماع ملاحظتها وهنا نقوم بذكر اهمها وكما يلي:
1- في زمن العلومة هناك خطر فقدان الثقة او المصداقية في المعرفة، بسبب كثرة مصادرها ادت الى امتزاح الحقيقة بالخرافة، هذا ما يمكن ملاحظته من التقارير الاعلامية (العلمية) المتضاربة حول تاثير فايروس "كورونا" على جهاز المناعة لدى الانسان وكيفية انتشاره؟ ومصدر صنعه؟ وكيفية معالجة او اخذ اللقاح؟ وما الهدف من صناعته، وعلاقاته بالشركات العالمية الكبرى وارباحها؟

2- في زمن العولمة هناك احتمالية كبيرة ان المجرمين يمكن ان يتفادوا العقوبة او يتمكنوا الانفلات من العقوبات التي يستحقونها بسبب النظام العالمي الضعيف غير المترابط بسبب القوانين الدولية الضعيفة، او تغير هويته و شكله عن طريق التجميل، او العيش في مناطق نائية وهناك امثلة كثيرة حصلت في التاريخ.

3- في زمن العولمة هناك زيادة مضطربة في التعصب القومي و الديني والخوف من المستقبل المجهول الذي تمر فيه الاثنيات او مجتمع الاقليات الضعيفة في الدول ذات الطابع الديني المتعصب مثل تركيا وايران ومعظم الدول العربية والاسلامية والهند والصين.



4- في زمن العولمة هناك تاثير كبير في القيم لا سيما عند الساكنين في المدن الكبيرة، فالمباديء والقيم الاجتماعية بين افراد العائلة او الزوج والزوجة بسبب طبيعة الحياة المزدحمة والمتأثر بالحالة الاقتصادية، حيث يتم استبدالها بقيم وقوانين مدنية مبنية على حرية الذات والانفلات من المسؤولية (مباديء الفلسفة الوجودية).

5- في زمن العولمة هناك شعور لدى رؤساء المؤسسات الكبيرة القديمة سواء كانت سياسية او اجتماعية او رياضية او فكرية بفقدان السيطرة على كيانها كمؤسسة، بسبب حصول انقسام وتصدع وصراعات داخلية بين اعضائها، بسبب ميل الفرد الى المصلحة الذاتية اكثر من التزامه بمبادئ مؤسسته، بكلمة اخرى انتشار "مباديء الفلسفة البراغماتية".


6- في زمن العولمة ظهر مفهوم "التشيء" اي تشيء القيم وبالاخص قيمة حياة الانسان، حيث اصبح الانسان مجرد رقم او سلعة يتم تعييرها بالمقياس المادي.هذه الظاهرة قد تبدوغير ملحوظة كثيرا، لكنها بدات في المجتمعات المادية البحتة، وان الدليل على انتشارها هو بدا ضمور الشعور الوجداني من سلوك الانسان، فقدان العواطف والعلاقات الاجتماعية المتاثرة بها .

7- في زمن العلومة اصبح النظام الاقتصادي العالمي غير مستقر، بل يعيش الانسان في قلق متزايد من المستقبل المجهول، في اي لحظة يمكن ان تتهاوى اسواق العملات في البورصات، وتشهر الشركات الكبيرة افلاسها، او تعلن الدول الكبيرة دخول اقتصادها في الكساد ، الامر الذي يؤثر على الامكانية المادية للمواطين بسبب زيادة البطالة مثلا.


8- في زمن العلومة ظهرت وستظهر امراضا فتاكة اكثر من جائحة "كورونا" بسبب الثورة الصناعية والتلاعب الذي تمارسه شركات الادوية او الشركات المختصة في الابحاث الطبية على الجينات الوراثية للمنتوجات النباتية او الحيوانية او صناعة الاغذية او الادوية ، التي بلا شك لها تاثيرات على صحة الانسان، ان لم تظهر مباشرة، ستظهر بعد زمن طويل من استخدامها.

9- في زمن العولمة هناك مؤسسات اعلامية كبيرة لها القدرة على تشويه الحقيقة واستبدالها، فتقوم بغسل دماغ الشعوب او الطبقات الفقيرة، فيتم توجيه انظارها عن طريق زرع مفاهيم التعصب الديني او القومي او خلق صراعات جانبية يعيدة عن المشكلة الرئيسية التي تواجه تلك الدول او المجتمع .

10- اخيرا نرى في زمن العلومة ان الصراعات الدولية من اجل السيطرة على الموارد الطبيعية او الممرات المائية او السيادة على البحار، او سرقة حقوق براعة الاختراع، الامر التي يجعل من الانسان مكتوف الايادي امام مصيره، حينما يسمع تقارير الاخبارية حول لغة الحوار المتشنجة بين قادة الدول الكبيرة مثل امريكا والصين وروسيا والدول العربية واوروبا وتركيا، والوضع التي تعيشه دول مثل العراق، وسوريا، ولبنان، وايران وتركيا وغيرها، يشعر بخطر اندلاع الحرب العالمية الثالثة.

في الختام لم نتطرق على الايجابيات الكثيرة للعولمة التي لم تعد البشرية تستطيع التخلي عنها، لكن نرى ان النظام العالمي بحاجة الى تعاون دولي اكثر فاكثر وباخلاص وبامانة، كي تبقى مسيرة العولمة تحت الرقابة العلمية، كي لا يتسرب اليها الفساد عن طريق اصحاب النفوس الضعيفة، فتنتشر ظاهرة الخداع والتزوير والسرقة، او تشيء حياة الانسان في النهاية.

في هذا العصر كثير من النخب الثقافية والمجتمعات المدنية الملحدة استسلمت الى الماكنة الاعلامية التي تسحبها العولمة، فتخلت عن القيم الروحية المتسامية التي حافظت على الروح الانسانية لحد الان والتي تعلمها المسؤولية الاخلاقية اتجاه الاخرين في مجتمعاتها، وتخلت عن التقاليد الايجابية خاصة "التقاليد العائلية"، وتخلت عن التراث واللغة التي تربط الاجيال الحاضرة بماضيها وهويتها.

املنا ان تبقى مسيرة العولمة سالمة ومستمرة في خدمة البشرية بصورة شمولية وان ترفع الكنيسة صوتها دائما ضد اي انحراف او خطر يعيق هذا التقدم، الذي يجب ان يكون هدفه الاسامي والدائمي هو تحقيق العدالة والمساواة بين البشر وتقديس حياة الانسان فوق كل الاعتبارات.



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم النفس التجريبي- الفيزيقي/ الجزء الثاني
- عجلة التغير الى اين تقودنا!
- علم النفس في التاريخ
- أهمية المعرفة في التاريخ
- مستقبل العراق وعلاقة رجال الدين بالشيطان
- الفلسفة التحليلة الحديثة كوتلب فريجه ودورد مور مثالا
- فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.
- نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث وال ...
- مقال يستحق القراءة: زمن الآن، بين دكتاتورية الصور وحرية الفن ...
- التعصب مرض ومن يلتزم به مريضا
- البشرية في قارب واحد!
- الحكومة الوطنية بحسب افلاطون تبدأ من التربية والتعليم الصحيح ...
- صة موت احد شبابنا في الثلوج اثناء محاولته للهروب من الموت في ...
- السخرية من أداة نقد او رسالة عتاب الى سلاح الطعن وأسلوب التج ...
- الفلسفة المادية -الجزء الثاني Materailism Philosophy
- المعجزات في زمن مرض كرونا!
- ايها الثوار لا تقلبوا الا بجمهورية جديدة غير طائفية
- لو قدر لي ان اكون
- الفلسفة المادية / Materialism Philosophy
- أيها الثوار نستحي منكم....... أيها السياسيون هل انتخبتم لاجل ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - العولمة في محك في هذه المرحلة من التاريخ