أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - عجلة التغير الى اين تقودنا!














المزيد.....

عجلة التغير الى اين تقودنا!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 6962 - 2021 / 7 / 18 - 21:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شؤون الحياة المعاصرة/ 5
ملبورن 16تموز2021

في ثنايا الحياة السريعة ظاهرة خفية القليل يلاحظونها، الا وهي الرغبة في التغير حتى وان كان غير ضروري. هذا المرض اللعين الذي يبدو اصاب الجيل الحاضر او الجديد، لا يترك الانسان اي برهة من الزمن لمراجعة الذات او الخروج من جلده لملاحظة ما يقوم به هو بنفسه ومجتمعه. فيكون كل شخص في حالة الركض مسرعا يوما بعد يوما دون التوقف بسبب انغماسه في تبني عجلة التغير والاستمتاع بها دون ان يدرك انه اصبح تحت نفوذها، اصبحت مخدرا بسبب رغباته ونزعاته البعيدة عن الموضوعية.
حسب قناعتي ان استمرارعجلة التغير في حركتها، اصبحت خطيرة على وجود الانسان والطبيعة، ربما لا يتفق البعض مع هذا القول، لكنني ارى انها حقيقة. يجب الا نملك ادنى شك بان كل تغير يحصل ليس بالضرورة ايجابي النتيجة، وليس كل قديم رديء الكفاءة والمنظر. اذا حصل اي تغير يجب ان يكون بموجب ضرورة موضوعية..

مشكلتنا هنا من يحكم في قضية ما مثل الخيار (أ) افضل من الخيار (ب) ام بالعكس في زمن قضت الفلسفة النسبية على كل البديهيات والقوالب الفكرية!!. نعم فقدت البديهيات مصدقيتها ولم تعد من الامور المسلمة بها اليوم، بسبب اختلاط الوهم والخرافة بالحقيقة.

هل يوجد خرافة اكثر حينما يؤمن مليارات من البشر بنظرية المؤامرة التي تبثها بعض الجهات الاعلامية ضد اخذ اللقاح ضد فايروس كورونا

ان البشرية بحاجة الى الاخلاق بقدرما هي بحاجة الى الماء والغذاء والسلم. بدون اخلاق الانسان اشرس حيوان في الطبيعة، الاديان وبالاخص المسيحية تعطي الاولوية الى هذه القضية بصورة مطلقة حيث يقول معلمها الاول السيد المسيح :" اعملوا للناس ما تحبون ان يعغملوع الاخرون لكم"، و يقول ايضا: " احبوا اعدائكم ودعوا لمضطهديكم".

لعل سائل يسال ما علاقة الاخلاق بالطبيعة؟ لا شك اغلب الناس تعلم من خلال المعرفة العامة، ان المرض الجديد ( هو مرض نفسي) اي الشعور باللذة والنشوة اثناء التغير او من جراء التغير، بسبب الافراط في التغير يتم سحق كل القيم والاخلاق مثلما تسحق البديهيات، كما قلنا سابقا، اما مهمة الاديان بصورة عامة هي الاصلاح او التوازن وتحقيق العدالة المجتمع من خلال تمسك الجماعة بالقيم الدينية وطقوسها، اليوم الانسان يم يعد يلتزم بهذه القيم بل يتظاهر بالايمان كي يحصل على مبتغاه!!.

نود ان نوضح للقاريء ان الذي التغير الذي نقصده ليس في مجال معين او قضية معينة انما التغير اليوم شامل كل شؤون الحياة حتى الاكل او الملبس او البيت او طريقة التعامل مع الاقرباء والاصدقاء، طريقة التعليم كل شيء يستطيع العقل يغيره.

الانسان يحب التغير كمبدأ شمولي في كل شيء، وذلك امر عادي وضروري في كثير من الاحيان، لكن لا تنتبه المؤسسات والجماعات والحكومات على مساويء التغير، مساوىء المنتوجات الجديدة، اذا لم يتخلى الانسان عن طبيعته الانانية، ويوقف عجلة التغير ويفكر بالاثار الجانبية سيكون الانسان معرض الى خطر الزوال اكثر من اي كائن اخر.

ان الدليل مدى تاثر فايروس كورونا الذي هو عبارة عن بروتين غير عاقل ولا كائن حي، مجرد بروتين حينما تتوفر له الظروف الملائمة يبدا بالانقسام والتكاثر ويرترك اثره من غير يدرك ضخامة الرعب الذي تركه على البشرية خلال 18 اشهر الماضية.

لهذا هنا نرى ان التغير غير الضروري ، الذي يسود طبيعة القطيع عادة اصبح خطرا على وجود الانسان، لانه عبر حدود المعقولية واصبح خارجا عن السيطرة، بكلمة اخرى فقد الانسان بوصلة الاولويات، ولا اخفي شكوكي ان الانسان بدا يعلب بمصيره بنفسه، كالطفل الذي يعلب بسلاح محشو لا نعرف متى يضغط على الزناد ويقتل نفسه او من حوله.

يوحناا بيداويد
الموقع الشخصي
https://youhanabidaweed.com



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم النفس في التاريخ
- أهمية المعرفة في التاريخ
- مستقبل العراق وعلاقة رجال الدين بالشيطان
- الفلسفة التحليلة الحديثة كوتلب فريجه ودورد مور مثالا
- فشل الموضوعية في نهاية التاريخ مفارقة غريبة جدا!!.
- نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث وال ...
- مقال يستحق القراءة: زمن الآن، بين دكتاتورية الصور وحرية الفن ...
- التعصب مرض ومن يلتزم به مريضا
- البشرية في قارب واحد!
- الحكومة الوطنية بحسب افلاطون تبدأ من التربية والتعليم الصحيح ...
- صة موت احد شبابنا في الثلوج اثناء محاولته للهروب من الموت في ...
- السخرية من أداة نقد او رسالة عتاب الى سلاح الطعن وأسلوب التج ...
- الفلسفة المادية -الجزء الثاني Materailism Philosophy
- المعجزات في زمن مرض كرونا!
- ايها الثوار لا تقلبوا الا بجمهورية جديدة غير طائفية
- لو قدر لي ان اكون
- الفلسفة المادية / Materialism Philosophy
- أيها الثوار نستحي منكم....... أيها السياسيون هل انتخبتم لاجل ...
- هل فكرة الله منتوج عقلي // الجزء السادس
- الفلسفة المثالية Idealism Philosophy


المزيد.....




- محلل عسكري لـCNN: رئيس الصين -يتلاعب- ببوتين.. وهذه نصيحتي ل ...
- ميكروفون مفتوح يكشف محادثة سرية بين بوتين والرئيس الصيني
- أدلة متزايدة.. تداعيات -الكيماوي- الكارثية في السودان
- خلال أيام.. ترامب يعتزم إجراء محادثات بشأن أوكرانيا
- المغرب - تونس: أزمة دبلوماسية صامتة بعد سلسلة من الحوادث وال ...
- القضاء الأميركي يحكم بعدم قانونية إلغاء ترامب منح جامعة هارف ...
- ماذا تعرف عن القاتل الأعمى الإسرائيلي الموجه لإبادة غزة؟
- نتنياهو: وصلنا إلى مرحلة الحسم في غزة
- ترمب يتعهد وضع حد للجريمة في شيكاغو ويصفها بـ-أخطر مدينة-
- لجنة نيابية أميركية تنشر دفعة أولى من -وثائق إبستين-


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - عجلة التغير الى اين تقودنا!