أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - قل الكلمة وإلتزم بها














المزيد.....

قل الكلمة وإلتزم بها


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7767 - 2023 / 10 / 17 - 01:38
المحور: المجتمع المدني
    


وعد الإنسان هو مبدأ أخلاقي والتزام إنساني وهو كذلك موقف يقاس عليه صاحب الوعد نفسه. وقد تكون هذه الكلمة (الوعد) أكثر من مبدأ والتزام وموقف حين تكون مؤشرا لمستقبل علاقة أو ارتباط عمل أو حياة اجتماعية، فأن خرجت من فم الإنسان، فكأنها وثقت أشد المواثيق ويجب أن تكمل بالتصرف المناسب. وقد يعتقد البعض أن أسهل أنواع الوعود هو الالتزام بالحضور وقت اللقاء وأن أصعبها هو أداء ما تم الاتفاق عليه بالكتابة أو القول. الحقيقة أن كل حالات الوعد هي كلمة كبيرة لمن يعرف معنى الالتزام ولا قيمة لها لمن لا يعرف ذاك المعنى.
في بعض مجتمعاتنا الإسلامية والشرقية وقل العربية تحديدا، يحاول البعض ترسيخ ثقافة مغلوطة لمصلحة جنس معين أو لتبرير عدم التزام الجنس الآخر. إذ يتباهى البعض فخرا بأن الرجل كلمة والمرأة هي ظل لكلمة الرجل وأن الرجل يجب أن يلتزم بكلمته والأمر سيان للمرأة إن التزمت بكلمتها ام لم تلتزم. قد نفهم أو نتقبل على مضض أن يحاول بعض المرضى من الرجال تقزيم المرأة من خلال برهنة هذه الثقافة، لكن غير مفهوم لدينا أن تقبل نساء ليس قليلات بهذا التقزيم أو يسعين لإثبات هذه الثقافة أو على الأقل عدم المبالاة بوجودها لاسيما إذا أظهرن عدم التزامهن الفعلي بما يوعدن به. واحدة من الزوجات تطالب زوجها بأن يفي بوعوده كل مرة والسبب أنه رجل عربي ومسلم ويجب أن يلتزم بكلمته، وعندما لا تفي هي بوعد من وعودها تقول له "أنا أمراه" أو "ماذا تترجى من عقل إمراة".
نحن نعرف أنه قد يكون رجل واحد في مجتمعاتنا العربية يعادل الاف الرجال في كلمته وموقفه أو أن إمراة واحدة تعادل عشرات ومئات بل وآلاف الرجال في كلمتها وموقفها وشخصيتها. لهذا فالالتزام بالكلمة/الوعد أمر ليس هينا ومن هنا نفهم أن لكلمة/وعد الإنسان قواعد ومتطلبات، فأن لم تك قدا لكلمتك يا أيها الرجل و يا أيتها المرأة فلم قلتها أو قلتيها أصلا! لماذا لم تلتزم بكلمتك ووعدك؟
يا من وعدت ولم توف بوعدك؛ هل كنت تعرف أو أنك اكتشفت لاحقا" أنك غير قادر على الالتزام بها؟ وأن اكتشفت عدم قدرتك على الوفاء، لماذا لم تخبر شريكك قبل وليس بعد موعد الوفاء وتشرح له وجهة نظرك فيما يتعلق بعدم قدرتك أو تغير ظروفك التي تحول دون التزامك بما الزمت نفسك به؟! هل اكتشفت لاحقا" أن التزامك بكلمتك سيكون معصية لخالقك؟ أم أنك تعرف ومنذ البداية أنك ستعصي الرب أن التزمت بكلمتك؟ عندها نسألك عمن أجبرك على أن تعطي كلمة كنت تراها أو ستراها معصية للرب؟ ام أنك في حقيقتك شخص مراوغ ومخادع تحاول أن ترتب وتغير كلمتك وخطابك ونظرتك للحلال والحرام بحسب تغير مصالحك الشخصية؟!! ام تراك فخورا حينما تشعر بقدرتك على أن تضحك على الآخرين!!
يا من لا وفاء بوعودك؛ لماذا تطلب من الآخرين أن يعذرونك ويسامحونك ويحسنوا الظن بك إن لم تلتزم بكلمتك ولا تعذرهم أن رأوك غير ملتزم. فإن كنت ترى في نظرتهم هذه عيبا، فأنظر لعيبك في عدم الالتزام أولا ثم فكر في وجهة نظرهم!! أشخاص لا يعرفون معنى الالتزام ولا يفقهون الوفاء سيكتشفون يوما" أن ما لم يلتزموا به أظهر حقائق شخصياتهم السلبية أمام الآخرين وأن عدم التزامهم ضيع عليهم أشخاصا وعلاقاتٍ وفرصٍ قد لا تتكرر مستقبلا.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالبتني طالبتي بالحل!!
- الدراسة والتميز في الحياة
- لنتوقف عن الكتابة .. لنوقف الكتابة
- التدريسي في الجامعة ليس موظفا كغيره
- أنانيتنا سبباً للتخلف
- لماذا علينا احترام السيئين والمسيئين؟
- ما الكتابة؟
- مشاكل العشيرة
- دولة بلا تعليم .. دولة بلا مستقبل
- رواتب العاملين في الجامعات الخاصة
- هل نحن شعب يقرأ؟
- امتحانات البكالوريا الوزارية وقطع الأنترنيت
- يا مجلس القضاء: أنقذ الأبرياء من أخطاء القٌضاة
- لماذا الاعتداء على شرطة المرور


المزيد.....




- منظمة الإنقاذ والإغاثة الإيرانية: 3 ساعات تفصلنا عن مكان نتو ...
- اعتقال 19 طالبا بجامعة بنسلفانيا وبايدن يعد بسماع الطلاب
- -الصف التعليمي-.. مبادرة تعيد أطفال غزة النازحين إلى مقاعد ا ...
- المحامي مهدي زقروبة، عودة التعذيب بوجه قبيح وأكثر بشاعة
- السودان والأراضي الفلسطينية بين أكثر الدول بعدد النازحين داخ ...
- المتحدث باسم الحكومة:فرق الإغاثة تواصل عملها ضمن الظروف الجو ...
- شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين ...
- الأردن يطالب بإجراء تحقيق دولي في -جرائم حرب كثيرة- في غزة
- مفوض الأونروا: المساعدات تصل بـ القطارة إلى قطاع غزة
- برنامج الأغذية العالمي: نحتاج وصولا آمنا للمساعدات لمنع المج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - قل الكلمة وإلتزم بها