|
الله والعباد
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7766 - 2023 / 10 / 16 - 11:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
* هناك بشر لله يتعبدون ، وهناك أخرين عن الله مبتعدون - ومنهم اللاأدرية والربوبية والملحدين واللاكتراثية .. ، وهناك من يتبعون أنبياءا ورسلا ، وهناك من يتبعون تعاليم بوذا و كونفوشيوس وأخرين .. ، وهناك من يقدسون كتبا معينة ، كالتوراة والأنجيل والقرآن و .. ، وهناك من يقدسون ما نصه ونهجه فلاسفة ومعلمين في مدرسة فلسفة الحياة . * مما سبق يمكن أن نؤسس ، على أن كل مجتمع يتبع سيرة وأحاديث الأنبياء والرسل الذين يؤمنون بهم ، وكذلك ينهج من نصوص الكتب المقدسة التي بين أيديهم ، هكذا تجري سبل الحياة في المجتمعات عامة ، وفق معتقداتهم وأيمانهم . ولأجله نرى مجتمعات مغلقة ، لا يمكنها أن تعترف بالأخر ، ونرى مجتمعات أخرى تقبل الأخر ، وتتعايش معه.
* ولا بد لنا في هذا المقام أن نستعرض بعضا من النصوص التي تتبعها هذه المجاميع من البشر ، كل حسب معتقده . فمثلا : من التوراة ( وَبَعْدَ ذَلِكَ ذَهَبَ مُوسَى وَهَرُونُ وَقَالا لِفِرْعَوْنَ : هَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ : أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَحْتَفِلَ لِي فِي الْبَرِّيَّةِ / سفر ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ 5 :1 ) . ومن الأنجيل ، قال المسيح ( " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ ./ أنجيل يوحنا " ) . ومن أقوال بوذا ( لا توقف الكراهية الكراهية ، بل يوقفها الحب فقط ، هذه هي القاعدة الخالدة ) . أما كونفوشيوس ، فيقول ( قبل أن تبدأ في رحلة انتقام احفر قبرين أولًا ) . ومن القرآن أنقل التالي ( فإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا المشركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم / سورة التوبة:5 ) ، ومن أحاديث محمد ، أورد التالي ( منقول من موقع أبن باز - وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ / مُتفقٌ عليه ) .
* لو أجرينا أستقراءا سريعا للنصوص والأقوال السابقة / الواردة في أعلاه ، سنلاحظ بالعموم ، أنها تصب على التوجيه و التبليغ والأحتفال والمحبة ونبذ الكراهية والأبتعاد عن الأنتقام .. أما حقبة محمد ، فالثقافة الأجتماعية الحياتية ، تناقض كل ما سبق ، لأنها تنتقل من المحبة والتسامح و .. الى : القتل والأنتقام والتوعد وألغاء الأخر ، لأنها ثقافة سيف .
* أن الله / وفق رأي الشخصي ، لا يريد عبادا يقتلون ويذبحون الأخرين حتى يتحولوا لمسلمين .. و يعترفوا بمحمد ، ويقيموا الصلاة ، ويدفعوا الزكاة ! .. أن الله لايريد صلاة مغموسة بالدم ، كما أن التحول من معتقد لمعتقد أخر ، لا يأتي بالسيف ، أنما يأتي بالأيمان .
* المسلمين الذين ، شغلوا الدنيا بمعتقدهم ، ويذكرون بكل قدسية فترة الدعوة المحمدية ، وبأنهم يرومون الى عودة الخلافة الأسلامية ، ويدعون العالم للتحول للأسلام ، والجهاد في سبيل ذلك الأمر .. لنطلع على رأي د . علي الوردي / في هذا الجزئية ( قد يعتقد المسلمون اليوم أنّهم لو كانوا يعيشون في زمان الدعوة لدخلوا فيها حالما يسمعون بها . ولست أرى مغالطة أسخف من هذه المغالطة . يجب على المسلمين اليوم أن يحمدوا ربهم ألف مرة لأنّه لم يخلقهم في تلك الفترة العصيبة . ولو أنّ الله خلقهم حينذاك لكانوا من طراز أبي جهل أو أبي سفيان أو أبي لهب أو لكانوا من أتباعهم على أقل تقدير ، ولرموا صاحب الدعوة بالحجارة وضحكوا عليه واستهزأوا بقرآنه ومعراجه. / من كتاب مهزلة العقل البشري ) . أضاءة : 1 . من أعتقد أن التحول للأسلام هو أرضاءا لله ، وتطبيقا للنص القرآني ( أنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران )! ، بذات الوقت ، الذي يؤمن بأن محمدا هو خاتم المرسلين ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا / 40 سورة الأحزاب ) .. يجب أن يسأل نفسه لم أرسل الله أنبياءا ورسلا قبل محمد ، أما كان حريا برب العزة أن يبعث محمدا قبل موسى ويوحنا والمسيح / وليس من حاجة لأي رسول من بعده ! - و دون أي لزوم لأنزال الآيتين أعلاه .. ومن جانب أخر ، تنص الآية التالية على حرية العقيدة ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ.. / 256 سورة البقرة ) !! . فكيف يكون الدين عند الله هو الأسلام ، وهناك آية تنص على " لا أكراه في الدين " ! . 2 . خلاصة الأمر : ليس من المنطق أن يكون الله قد أنزل نصوصا تقاطع أحداها الأخر / هذا في حالة كون القرآن ألهي ! . أما المشكلة الأعظم ، فهي تتعلق بالعبد / المسلم ، فأي النصوص يجب عليه أن يعتمد ، وأيهما لزاما عليه أن يهمل ! .. هذه كلها تساؤلات تحتاج لأجابة ؟ .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في حديث الرسول - لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَه
...
-
أضاءة في العقل البشري
-
أضاءة .. للآية 18 من سورة الحج
-
أضاءة .. للتاريخ المفترى عليه
-
أضاءة ل - حديث النبي موسى وملك الموت -
-
قراءة للآية 3 من سورة المائدة ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
...
-
وكالة CNN الأخبارية و التسويق للأسلام
-
أضاءة .. لقول السيد المسيح - أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ
...
-
بين دعوة محمد و رسالة المسيح
-
المخفي والمعلن عن زواج المتعة .. قراءة حداثوية
-
الدين والعلم بين الثابت والمتغير
-
قراءة .. للآية 72 من سورة المائدة
-
قراءة لآية ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأ
...
-
قراءة للآية 15 من سورة محمد ( أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ .. ولَّب
...
-
الفتاوى .. الحكم على البشر بأسم رب البشر
-
بين القنبلة النووية و القنبلة الأسلامية .. أضاءة
-
أضاءة في بنية النص القرآني
-
قراءة لحديث ( والَّذي نفسي بيدِه ليوشِكنَّ أن ينزلَ فيكم ابن
...
-
الخلاف والأختلاف في الصلاة والسلام على - محمد -
-
لقاء سري جدا مع السيد X
المزيد.....
-
هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
-
“ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج
...
-
قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص
...
-
-أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ
...
-
“بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر
...
-
“وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور
...
-
“أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال
...
-
المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|