أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فايز الخواجا - القصور الذاتي الثقافي














المزيد.....

القصور الذاتي الثقافي


فايز الخواجا

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 14:31
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


مرحبا بالجميع
سوف اتكلم هنا عن ظاهرة القصور الذاتي للثقافة.
القصور الذاتي يعني للاجسام الجامدة والصماء عدم قدرتها على تغيير ذاتها مضمونا وشكلا ..او مكانا وحركة.. فالكتاب على سطح الطاولة سوف يبقى ولن يغير من مكانه الا بقوة خارجية.. والجسم المتحرك بسرعة ثابته وباتجاه معين سوف يستمر بنفس السرعة والاتجاه ما لم تؤثر عليه قوة خارجية..
ولكن كيف يتم تطبيق القانون السابق على الجانب الثقافي والجانب السيسولوجي- الاجتماعي- والسياسي وجانب ردود الافعال والمسلكيات تجاه المؤثرات والتي قد تكون عاصفة وقاتلة وتهدد الانسان في مستويات كثيرة ومتنوعة.
هنا رد فعل الكائن الحي يقسم الى قسمين.. رد فعل غريزي مرتبط بالدوافع الاولية.. والتي تظهر احيانا في الانسان.. ورد فعل انساني عقلاني يقوم على المعرفة اولا والتفكير ثانيا وقراءة مردودات رد الفعل وتصوراته الذهنية على الواقع الذي يعيشه الانسان . هل هو ذو نتائج ارتقائية الى اعلى او هبوطا الى اسفل قياسا للحالة السابقة.
وعندما يقرأ الانسان الفعل بجميع محاوره وقواه وتشعباته وارضيته بتجرد ومعرفة وعقل بارد بعيدا عن العواطف والانفعالات والمسبقات والمعرفة المشوهة والعشوائية والارتجالية مرفقة مع الغوغائية والنرجسية نكون امام عقل يخطط ويدرس ويضع كل توقعات النتائج ويحضر لها كل الاستجابات المناسبة ليس شرطا الارتقاء بل على الاقل الصمود والثبات في تلك المرحلة.
هذا يتوقف على طبيعة الثقافة المسيطرة وطبيعة مدخلاتها للعقول ورسم ادوات التفكير وخريطتها ثم المخرجات على مستوى فهم الواقع وتشكيل خريطته الذهنية بأقل اخطاء ممكنة.
طبعا هنا اتحدث عن الثقافة المسيطرة في مجتمعاتنا وردود افعالها وليس عن ثقافة قبائل السنسكريت حتى اكون واضحا.. فثقافتنا المسيطرة هي ثقافة لغويات ولسانيات وتحريك السنة وليس لها علاقة اطلاقا بالبحث والدراسة وقراءة واقعها الضيق او الواسع حيث تشكل نواتها مجموعات من الافكار والمعتقدات والاتجاهات تم اسقاط القداسة عليها وعليه تم تخزينها في قاع ملفات الدماغ للاجيال منذ الصغر مترحلة في عدة اجيال ولا تزال.. وهنا اضرب بعض الامثلة فقط للتوضيح.. اللفظ يحتل مكان الفعل.. الفاظ كبيرة حول الانتصارات.. يجعلنا نتهيأ اننا منتصرون ونحن في الفاع.. نحن اقوياء جدا والاعداء يهابوننا ونحن في الغرف المغلقة نتسولهم ونقبل ايديهم.. نمارس الدعاء ليل نهار لتحقيق ما نريد في حين اننا نتراجع ونسقط وعندها يبدأ الصراخ والعويل والبكاء.. وهنا تدخل التبريرات والترقيعات والاكاذيب من رواد وقادة هذه المدرسة في هذا الاتجاه الثقافي.. لا احترام للمعرفة ولا للعقل ولا للنقد ولا للتعديل او المراجعة وتزداد احوال شعوبنا سوءا وفقرا وضياعا واندثارا وهزائما..
هذه الحالة ساكنة متحجرة متخثرة شلت حياة مجتمعاتنا وادخلتها في الموت الزؤآم بالحياة.
نعم هذه الحالة هي حالة القصور الذاتي وعليه فهي بحاجة الى قوى خارجية للتغيير... وقد يعتقد البعض ان القوى الخارجية المطلوبة هي قوة عسكرية خارجية او قوة قمع مادية.. وهكذا فهم او تفكير لا استغربه ولا اندهش منه لانه تعبير صادق عن هذه الثقافة ومخرجاتها.
القوة هي من القوى العقلية والمعرفية والفكرية من داخلها التي عاشت وقرأت وراقبت ورصدت وحللت واعطت الحرية لعقولها بدون وجل او خوف.. حيث انها تملك بعدا معرفيا وفلسفيا واطلاعات واسعة على تجارب الشعوب وثقافتها وعلى ثقافتنا وتشكيل هندسة بذورها وما تم من رسم وهندسة للتراث عبر قراءات تقوم على النقد والتحليل من خلال نظرية الانفصال والاتصال في تفاعل خلاق مع الواقع وطبيعة العصر التاريخي وهذا لا يتم الا باعطاء العقول حريتها وللمعرفة انظلاقاتها وهذه هي القوة من خارج الثقافة المسيطرة والا سوف تبقى شعوبنا في قاع المرحلة التاريخية الحالية والآخر يحركها بطريقة مباشرة او غير مباشرة تماماكالريشة في مهب الرياح .



#فايز_الخواجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امية المتعلمين في البلاد العربية
- الافكار لها بذور
- القولبة والقصور الذاتي المعرفي والعقلي والنفسي
- الجهل
- كيفية تشكيل خريطة شاشات الدماغ ومخزناتها
- امة فقدان العقل والمعرفة والتفكير
- كيف تغزو الفكرة العقل ويستدخلها
- العقلية المسيطرة في مجتمعاتنا العربية
- مفهوم الحياة في الايدولوجية السلفية
- المجتمعات العربية والاعاقة العقلية
- ربيع عربي او خريف عربي؟؟
- هل تعيش المجتمعات العربية مرحلة الاندثار والانقراض؟؟
- من اسباب انتشار الاسلام السياسي والحركات التكفيرية
- ثقافة الموت في المجتمعات العربية
- مجتمع الخرافة
- ملاحظات في العقل والتفكير
- الآيات هي قوانين وسنن الكون
- العقل البدائي الميت
- قولبة عقل المسلم
- ثورة فلسفية ثقافية فكرية هي الحل


المزيد.....




- -المرأة التقدمية- في منتدى الاستثمار العالمي لرواد الأعمال - ...
- فرنسا: توجيه تهمة الاغتصاب ضد وزير التضامن السابق داميان أبا ...
- مطالبات شعبية في مصر بوقف “أوبر” و”كريم” احتجاجًا على العنف ...
- anem.dz.. رابط منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 وأهم شروط ا ...
- عداد جرائم النظام الأبوي.. من 9 إلى 17 أيار/ مايو
- “منحة بقيمة 800 دينار جزائري“.. خطوات التقديم على منحة المرأ ...
- البرازيل تستضيف نهائيات كأس العالم لكرة القدم النسائية في 20 ...
- من بين 3 قضايا.. توجيه تهمة الاغتصاب لوزير المعاقين الفرنسي ...
- القضاء الفرنسي يوجه تهمة الاغتصاب إلى وزير سابق من حزب ماكرو ...
- توجيه تهمة الاغتصاب إلى وزير فرنسي سابق


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فايز الخواجا - القصور الذاتي الثقافي