فايز الخواجا
الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 18:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صباح النور والخير والسعادة للاخلاق العالية والعقول المتفتحة والمتقدة..
@@@ الجهل المقدس المركب وتداعيات السلوك العدواني....!!!
في الواقع سوف اعطي تعريف الجهل في ثلاثة محاور او تعاريف...
المحور الاول : ان الجهل بالشيء يعني عدم وجود اي صور ذهنية تتعلق به تماما...
المحور الثاني : وجود صور ذهنية غير صادقة وغير مطابقة للشيء في واقعه كما يظهر ويتجلى..
المحور الثالث: جهل ربط العلاقات وتأثيراتها وحركاتها وصيرورتها..
هذا الجهل هو وليد عملية موقف لفلسفة التربية في فهمها للحياة وعلومها وقواعدها وللوجود وقوانينه ودور الانسان في التفاعل والتعامل مع كل هذه المنظومات سلبا او ايجابا حيث هنا مربط الفرس وبيت القصيد. هذه التربية هي التي تصيغ العقول وتصمم التركيبة العقلية وخرائطها المعرفية واتجاهاتها وتوجهاتها....
هذا الجهل على اختلاف محاوره اذا ارتبط بالمقدس واشاراته غيبياته يعني انه دخل دائرة المجهول وما يفرضه هذا المجهول من خوف وقلق شديدين من جهة واضطرابات وتصدعات وتشققات عقلية وسيكولوجية وتكوينة.
وهذا يخلق حالة مضطربة تتبلور في التعصب حيث ان المتعصب يفترض انه يملك الحقيقة المقدسة المطلقة في حين ان غيره لا يملكها وهو على نقيض منها. والمتعصب تعصب المقدس يخشى على ما يهيأ له من الحقيقة المطلقة من الضياع منه لانه يشعر انه يفقد هويته ووجوده وحضوره. ومن هنا تكون افضل طريقة له هي الهجوم على ما يختلف معه في فهم اشارات المقدس وصوره ومعانيه..
هذا الجهل المقدس هو يبنى عليه فهم خاطيء وبالتالي يبني عليه مواقف وتصرفات وسلوكيات وادبيات وخطابات مؤدلجة ومن هنا يصبح جهلا مركبا يزرع في محيطه مزيدا من طبقات الجهل المتراكمة..
وعليه اسميته الجهل المقدس والمركب...
والمتعصب يقوم على جوهر تعصب جماعة يشعر المتعصب انها تحميه وهو جزء منها وهذا يعطيه ايمانا زائفا بالاطمئنان الخادع من خلالها من جهة وتشكل غذاءه الروحي والعقلي والمعرفي من جهة اخرى..
وخطورة المتعصب ليس فقط فيما يطرحه من لاعقليات وتزييفات ولا منطقيات باسم المقدس ولكن الخطورة في تهيؤآته واوهامه في حقه المطلق في فرض معارفه المشوهة واللامنطقية واللاعقلانية والتي هي منافية ومتناقضة مع العلوم والمعرفة والعقل على العقل والوعي الجمعيان للسيطرة والتحكم على الجماعة او المجتمع بكل السبل والطرق وصولا الى القتل والتخريب والتدمير عبر توظيف واكرر توظيف نصوص تراثية لتسهيل مهمته ولخداع البسطاء والعوام والعامة.
توهم الجماعة المتعصبة المتعصب ان خلاصه معها وعقلها هو عقله ومصيرها هو مصيرة وخيرها هو خيره ومن هنا يتم استلاب عقله ويحدث التغييب لعقله ويجد نفسه في موقف اصبح يسكنه وهو ايضا يسكن هذا الموقف وهذه الحالة.
#فايز_الخواجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
