الافكار لها بذور

فايز الخواجا

الحوار المتمدن-العدد: 7731 - 2023 / 9 / 11 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

@@@فقط للعقول المعرفية والنقدية ممن هي خارج صندوق القطيع
... بعيدا عن التقشير والتسطيحات والثرثرات لما حدث ويحدث في بلادنا..
لكل ثمرة شجرة بذور ولكل ظاهرة بذور تمثل اسباب وسيرورات تكونها.. وهنا سوف اتعرض الى بعض البذور في ارضيتنا الثقافية على جميع مستوياتها التراث المسيطرة والمتمكن وافكاره ومعتقدات ورسوماته وخريطة تكوينه للتركيبة العقلية المسيطرة.. وهنا اسجل
=عدم احترام الحياة الدنيا وعدم الاعتراف فيها مما يترك الانسان عشوائيا هائما على وجهه يمارس غرائزه الطبيعية بعيدا عن العقل والمعرفة والروابط الانسانية وهذا يترك الانسان ويضعه في اطار الاوهام والتمنيات والدعاء لقوى ميتافيزيقية لتحسين احواله واحوال حياته وطرق معيشته. مما يجعل هذا الانسان في مهب الرباح لقوى بشرية عرفت معنى الحياة الدنيا فطورت عقلها ومعارفها وطرق التفاعل مع واقع الحياة وتغيير اتجاه حركته.
=عقلية التنابذ والتخاصم للقبيلة البدوية الصحراوية وترحلها عبر التراث من جهة الى تجريفها للعقلية المدنية المتطورة في المناطق الحضرية. حيث ان هذه العقلية كانت مترسخة من العصر البدائي ثم تم ترحلها واسترسالها عبر العصور الى القرون الوسطى ولغاية الآن مع تشويهات وقشور تحديثية خادعة. حيث انها انتقلت من القبيلة المغلقة والمنغلقة والعدوانية الى تجمعات ما يسمى بالدولة في ضوابط وتوجيهات وسيطرة القبيلة الدينية او المذهبية او الطائفية او العرقية او ما سمى بالاحزاب السياسية بدون اية ارضية فكرية عميقة تؤصل وتزرع بذورا لما تطرح من قشور حداثة وتطوير وتحولات.
=العقلية البدوية الصحراوية وخصوماتها ورفضها للآخر المختلف تسللت الى عقيدة الولاء والبراء وهي ترجمة صادقة تماما لطبيعة العقلية المسيطرة واتخذت اشارات مقدسة لا على مستوى الدائرة الدينية الواسعة والفضفاضة بل على مستوى ابسط انواع الاختلاف والرؤى في القضايا والافكار الدينية وتبلورت مفردات زادت الشرخ والصراعات مثل كافر ومشرك وهرطوقي وزنديق وهنا اصبح الاختلاف خلافا ومن الخلافات صراعات صفرية من خلال الهدم والدم وهذا جميعه في التاريخ العربي الاسلامي ولعل اكثر المظاهر مإساوية نبش القبور ثم امتدت هذه العقيدة الى المستوى السياسي ولعل اوصاف اصحاب عقليات الخصام مشهورة ومعروفة للجميع مثل عميل وخائن وصهيوني وماسوني... الخ مع ان الامر لا يزيد عن اختلاف طريقة التفكير والرؤى والافكار المختلفة في رؤية الواقع وطرق التعامل معه.
=عقلية محاربة العلوم جميعها حيث يسمونها التراثيون بالعلوم الدخيلة وهنا اقصد بالتراثين السلفيين في الاطار الديني الاسلامي حيث ان محاربة العلم والمعرفة وطريقة التفكير كانت طيلة التاريخ الاسلامي على قدم وساق من حرق مكتبة الاسكندرية على يد عمرو بن العاص الى حرق المكتبات في العراق على يد سعد بن ابي وقاص الى حرق الكثير من مكتبات الشام على يد صلاح الدين.. ولقد تمت ترجمة هذا العداء في ادبيات وتراث السلفيين من الغزالي الى الامام الذهبي الى ابن تيمية الى ابن القيم ومن هنا خلو الثقافة المسيطرة من اية شذرات معرفية او علمية من خارج صندوق التراث
حيث لا علم طب ولا فلسفة ولا منطق ولا علم اجتماع ولا علم نفس ولا علم اقتصاد ولا علم سياسة ولا علم تطوير وتنمية قدرات الانسان ولكن علم يجوز ومالا يحوز في نكاح العجوز متوفر ويثرثر به اساتذة القطيع والقطيع!!!!
=نشوء الدولة والوطن والمواطنة لم تعرفها بلادنا بالمعنى الحديث للكلمة والاصطلاح حيث ان الدولة يتم فهمها سيطرة وحكم وغلبة وسيف وقبيلة مهما كان نوعها. ومفهوم الوطن مفهوم تطور تاريخي ومن هنا غياب مفهوم الوطن عن الثقافة المسيطرة وعن الوجدان الشعبي والوعي الجمعي. اما المواطنة فهي غير موجودة كتحصيل حاصل.

#فايز_الخواجا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل