أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الواحد محمد - هل يتكيف الفاسدون مع فسادهم














المزيد.....

هل يتكيف الفاسدون مع فسادهم


علي عبد الواحد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7756 - 2023 / 10 / 6 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يتكيف الفاسدون ماليا واداريا
مع فسادهم


الناس وعلى مختلف مشاربهم، يملكون قيما خاصة بهم أو توارثوها
*** فيما بينهم، وكونت جزءا من شخصياتهم
تحتم على حاملها نوعا معينا من السلوك الذي يتوائم مع هذه
القيم
وتدل بحوث ودراسات علماء الإجتماع، ومنهم علماء النفس الإجتماعي على وجه الخصوص الى إن التخلي عن هذه القيم أو الإبتعاد عنها يسبب للإنسان المعني ألما داخليا وحالة من التوتر النفسي أو من الإجهاد العقلي وعدم الراحة فإذا كان يحمل قيما إيجابيةعن الأمانة والصدق والإخلاص ، وقام بممارسة أفعالا أو سلوكا يتنافى مع هذه القيم، فهو من جهه يحمل قيما نبيلة ومن جهه أخرى يمارس سلوكا يتقاطع مع هذه القيم فيصل الى حالة
conitive dissone التنافر المعرفي وبالإنجليزية
فما هو التنافر المعرفي ؟
النظرية في علم النفس الإجتماعي صاغها عالم
(Leon Festinger )النفس الإجتماعي ليون فستنغر بالإنكليزيبة
المولود في8مايو 1919 والمتوفي في11 شباط فبراير 1989
والتي أطلق عليها إسم التنافر المعرفي توضح أن البشر ميالون الى خلق حالة من الإتساق الداخلي أي التوافق مابين سلوكهم
وبين القيم التي يؤمنون بها ، وعندما يحدث التناقض بين هذه القيم والسلوك الذي يمارسه الشخص ، ينتابه حالة من التنافر وعدم الإرتياح النفسي، فيلجأ الى خلق الحافز الذي يزيل هذا التنافر

يمكن للقارئ الكريم الإطلاع على تفاصيل شرح هذه النظرية عبر)
( اليكوبيديا
كيفية خلق هذا الحافز الذي يعالج التنافر
إن المطلوب هو قيمة جديدة، يخلقها المرء لنفسه، وهي أما
أن يقوم برفض السلوك المسبب لحالة التنافر

واما أن
يقوم بتبريرر فعلته ويقنع نفسه بأن ما قام به من سلوك يتطابق مع مصلحته وإن القيم السابقة لم تكن لتحقق مصالحه

ففي الحالة الأولى عندما يكون الحافز هو رفض السلوك المتنافي مع القيم المعتادة، والتمسك بهذه القيم ، فينتابه شعور بالراحة النفسية نتيجة عودته للتوازن والإتساق بين القيم والسلوك، فيسير على هذا المنوال رغم بعض حالات التحسر على فقدانه فرصة قد تبدو ثمينة ظاهريا للإستفادة الذاتية غير المقبولة إجتماعيا ، والتي رفضها أصلا

أما صاحبنا في الحالة الثانية، الذي يكون حافزه، التكيف مع السلوك الجديدعن طريق تعديل قيمه حيث يقيم ملائمة لهذا السلوك الجديد،مع القيم و مع السعي لخلق وإيجاد المبررات التي تزين له سلوكه هذا وتلمعه له

الفاسدون في بلادنا
يمثل الفاسدون في بلادنا وغيرها من البلدان الحالة الثانية المذكورة اعلاه فكيف تم لهم ذلك؟
في هذه الحالة يتم للفاسدين من التلاعب في قيمهم ، وخلق قيم جديدة تعيد لهم الإتساق والإنسجام مع السلوك الفاسد ولا يتواننون عن خلق المبررات والتفسيرات التي تتوائم مع وضعهم الجديد ، فكل ما مارسوه من السحت الحرام والتلاعب بالقوانين والتعليمات والتجاوز على حرمة المال العام ، وطبيعة واجباتهم الوظيقية تجد تفسيراتها عندهم بما يتلائم مع مصالحهم وسعيهم الى الإثراء على حساب المواطن والدولة ، ولم تسلم حتى التفسيرات الدينية وغيرها من تخريجاتهم ، وكل ذلك يفسر على أساس الإستحقاق الطبيعي لهم لاسيما إذا كان مقرونا بتشريعات قانونية فيصل بهم منطقهم الى أحقيتهم في الإستحواذ على كل شئ دون الشعور بالذنب إذا في هذه الحالة تسنى للفاسدين ومن خلال التخلص من التنافر المعرفي ومن الضيق المرافق له ، حينما مارسوا سلوكهم المشين في السرقة العلنية للمال العام ، لأنهم
أولا وقبل كل شئ فكروا بتحقيق مصلحتهم الطاغية في الإثراء من هذا المال من خلال وظيفتهم الإجتماعية ، حيثى طغى هذا التفكير واصبحت قيمته هي القيمة الطاغية، التي دفعتهم الى سلوك الأفعال الشائنة والى خلق التفسيرات والمبررات الملائمة لها ، فتفننوا في تحقيق الخيانة والسرقة،للمال العام تحت مختلف الذرائع والحجج وبذلك تخلصوا حتى لو ظاهريا من القلق والضيق الذي تسببه الآفكار والمدارك المتناقضة
---------------------------------------------------------------------------------الهوامش
الحصول على الحاجات الضرورية التي هي حاجات موضوعية ليس للوعي دخل في حدوثها مثل الحاجة للأكل والحاجة للشرب والحاجة للتنفس والحاجة للعيش ، وينعكس عن هذه الحاجات المصالح أو المصلحة ولتحقيق المصلحة يلعب الوعي دور في تحقيقها فعندما يراد الى تحقيق الحاجة للأكل يختار الأنسان وجبته المفضلة والتي يشتهيها بين مجموعة من الوجبات ، في هذه الحالة لعب الأختيار الدور المهم في تحقيق المصلحة، اي إنها خضعت لتحقيقها الى الوعي وينعكس عن هذه المصلحة ما ندعوه
القيم ، التي هي تعطي التعليل الإدراكي للمصلحة ولماذا كانت بهذا الشكل وليس بغيره ، وهذه القيم تتأصل في إدراك ومعرفة الإنسان وعند تعارضها مع سلوك الفرد تسبب له الألم والضيق وما نسميه التنافر المعرفي او التنافر الإدراكي





#علي_عبد_الواحد_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنترنت ألأشياء
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء 11
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء10
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء9
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء 8
- أهمية العلاقات الدولية المتعددة القطبية لدولة مثل العراق
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء 7
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء 6
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء 5
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء 4
- أيام ليس كمثلها أيام لجزء 3 مفارقات السكن
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء2
- الإعتقال والإضراب عن الطعام - أيام ليس كمثلها أيام الجزء 1
- من نتائج توقف التعيينات المباشرة في العراق
- المقدس
- نك لا تنزل النهر مرتين
- المحتوى التاريخي لمفهوم منظمات اليسار، وتطوره
- الحراك الجماهيري في العراق والشعبوية
- في البحث عن المشكلة
- موقفان متباينان( نظرية سلوك الجموع مثلا )


المزيد.....




- إسرائيل تكثف ضرباتها ضد إيران وطهران ترد بوابل صاروخي على حي ...
- الحرس الثوري يعلن تنفيذ موجة جديدة من الهجمات ضد إسرائيل أقو ...
- -واينت-: مقتل 3 إسرائيليين جراء إصابة مباشرة بصاروخ إيراني ف ...
- الجيش الإسرائيلي يمنع نشر معلومات أو لقطات للقصف الإيراني وس ...
- لقطات لحرائق ودمار واسع في تل أبيب جراء القصف الإيراني غير ا ...
- لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟
- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الواحد محمد - هل يتكيف الفاسدون مع فسادهم