أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي عبد الواحد محمد - أيام ليس كمثلها أيام لجزء 3 مفارقات السكن















المزيد.....

أيام ليس كمثلها أيام لجزء 3 مفارقات السكن


علي عبد الواحد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 09:09
المحور: سيرة ذاتية
    




أيام ليس كمثلها أيام

الجزء 3

مفارقات السكن

فشكرني الرجل وشكر الشرطي الذي قال " إشحلاتج ياالعدلة عمن هذا من جماعتهم عرف لغوتهم" فأسرعت بالعودة الى البيت وعاد الي الإطمئنان بل اسنتجت إستنتاجا مهما مفاده إن الشرطة في حراسة معامل الشالجيةتعتقد بأن العمال الذين يقمومون بأعمال مشابهه لعملنا ، هم عمال مصريون هذا يعني إننا ولحد الآن غير مكشوفين. بيتنا الذي كنا نسكن فيه ضم مجموعة رفاق منهم الفنان المعروف طالب غالي( ابو لنا)،والشهيد المهندس عباس، والشهيد عبد الله ،والشهيدابو يوسف(ابو عايدة)الذي لم ينتقل الى البيت بعد ويتم له ذلك عن طريقي،بعد يومين والرفيق ودود وهو شاب من سكنة البصرة الكبيرة، وكانت هناك غرف كثيرة في طابقي البيت، كنت معروفا بين السكان على إنني أمي لا اعرف القراءة والكتابة ولكني اعرف فقط الأرقام الإنكليزية تعلمتها من أبي الذي تعلمها من الإنكليز في الشعيبة في البصرة وفي الحبانية في الرمادي، وانا احتاج هذه الأرقام في عملي الذي هو بناء،ووضعني هذا الإدعاء أمام إمتحانين ألأول هو حاجة البيت لحوض ماء للحنفية العارية الموجودة في منتصف البيت، فقمت ببناء هذا الحوض من إسمنت وطابوق كانا متوفرين في البيت، والإمتحان الثاني هو محاولة أحد سكان البيت تعليمي القراءة والكتابة،وهي قصة لا تخلو من طرافة : كان هذا الساكن طالبا في معهد القضاء العالي، وكان طوال الوقت يحفظ النصوص القانونية بصوت عال، على طريقة حفظ

رجال الدين النصوص،وكنا هو وأنا قد التقينا في ساحة البيت وأثناء بناء الحوض في البيت ، فتوطدت علاقتي به، وكنت راغبا في هذه العلاقة ، ودعاني لزيارته في غرفته فوجدتها عبارة عن مكتبة عامرةبكتب القانون والتاريخ ، فأظهرت تعجبي من المنظر، وهو اوضح بأن هذه هي التي نسميها كتب وهي مفيدة للحياة، وقال عن نفسه بأنه قد قرأها كلها، وقال لي وانت أيضا يمكنك أن تقرأها أو غيرها ، إن تعلمت القراءة والكتابة ، وقال إنه مستعد لتعليمي اذلك وامسك قلم رصاص وكتب حرف الألف وطلب مني رسم الحرف فناولني القلم ومسكته كما يمسك البناء فأس البناء فعدل مسكة القلم في يدي وقال باسما إرسم حرف الألف فرسمت حية" افعى" طويلة لأني تظاهرت بعدم السيطرة على يدي وكلما حاول تعليمي كلما زادت يدي إرتجافا،فيئس من تعليمي ، وقال لافائدة ،هكذا تخلصت من هذه الورطة وبقيت محافظا على صداقتي وكان هو دائما يقول لو متعلم القراءة أحسن وكنت أردد على مسمعه ما ترهم.

في البيت حدث شيئان مفاجئان لنا

في الصباح كعادتي أذهب الى العمل في الشالجية واقضي يومي هناك في العمل ، وارجع للبيت بعد نهاية الدوام ، في يوم وأثناء عودتي للبيت رأيت البيت مقلوبا وسكان إحدى الغرف كانوا جالسين امام غرفتهم قرب باب البيت وكان منظرهم مريب فلما دخلت البيت سلمت عليهم فكان ردهم للسلام غريبا، فأسرعت للغرفة وقلت لأبي لنا " الوضع ما مريح يمكن هذوله أمن " فضحك ابو لنا وقال " لا هذوله ربعنه" فسألته من أين عرفت؟ قال " أحدهم صديقي وقد أخبرني بذلك" وكانت الواقعة أن المرحوم عبد الأميرالركابيوهو محامي الحزب في ديالى التقى مع ابي لنا فأحدهما سأل الآخر" هاي إشجابك هنا….. نفس اللي جابك" فعرف كل منهما إن كل الموجودين في غرفتينا وفي غرفتهم من الرفاق الشيوعيين الهاربين من محافظتاهما)

{فلا نحذر منهم ولا هم يحذرون منا )


ا دى هذا التعارف الى زعل مسؤولنا الحزبي الرفيق إدريس) ابو سلام( الذي إمتعض من عدم حذرنا ومن العلاقات المفتوحة التي تكونت وقال لي بالحرف الواحد إنكم أصبحتم الآن أكثر عرضة للخطر

، ثم أوضح بأن الحزب يعرف إنهم رفاق شيوعيون مختفون مثلكم ولم يخبركم لكي تتطبعوا على الحذروعدم كشف أنفسكم

المفاجأة الثانية هي إعتقال الرفيق أبو عائدة في مكان عمله في إحدى الورش في الشيخ معروف، حيث يعمل لحام ولدن وكان سابقا يعمل فيها قبل إنتقاله الى البصرة، حيث تفاجأ البعثيون ورجال الأمن الذين يعرفونه من السابق بوجوده في الورشة فعملوا على إعتقاله

فكان من جراء ذلك كان علي أن أ ترك البيت والسكن في مكان آخر فوجدنا حل مفاده ترك السكن لفترة إسبوع أو أكثر فكان المكان الآخر هو الخالص في ديالى وتم ترتيب ذلك عبر رفاق الديوانية الذين معنا في البيت،

ا حيث كان من ضمنهم

الرفيق " ابو مهى " وهو رفيق معلم يسكن واهله في الخالص ولديه بيت جديد تحت البناء في تيلتاوة فتم الإتقاق معي على الإنتقال للسكن مع عائلته والقيام ببعض الأعمال التكميلية في البناء جرى ترتيب

ذهابي الى هناك .حيث تعاون معي رفاقي البصاروة من أجل توصيلي، فقد .

كان هناك شاب من اهل البصرة يتردد على أحد رفاقنا في البيت وهو شاب مؤتمن ويقوم بتنفيذ مهام في البصرة لااعرفها ولكني أعرف أمانته وحكمته، هذا الشاب يعمل

سائقا على سيارة تابعةلأحد معامل صناعة الجزء الذيي يلامس الأرض " الدبان والكعب " مصنوع من مادة البوليتان يقوم بتوزيعه على صناع الأحذية في كل العراق ، تعهد هذا الشاب بتوصيلي الى بيت اهل الرفيق ابو مهى، وان يصحبنا شقيق الرفيق الذي سيأتي من الخالص ، وهكذا تم الموضوع فكانت عائلة الرفيق اابومهى غاية في حسن الإستقبال وفي الكرم والأخلاق العالية ، لقد كانت فرحتهم بي وكأنني ابو مهى قد عاد اليهم ، ولابد هنا من التوقف عند شخصية والدة الرفيق التي تشعرك للوهلة الأولى بكرم وطيبة الأم العراقية الحريصة على سلامة ولدها ورفاقه ، رأيت أم الرفيق ابو مهى بنفس صورة أمي. وتذكرت موقفها البطولي في المستشفى عند زيارتها لي، أم الرفيق ابو مهى تتصف بقوة الشخصية وبالحكمة والتضحية بنفسها لبقاء ولدها ورفاقه سالمين ،وكذلك كانت بقية العائلة، التي قضيت عندهم تسعة أيام انجزت فيها بناء الممشى في الصالة، وبعد أن عرفت إن ابو عائدة قد أطلق سراحه عدت بنفس السيارة الى بغداد، بعد أن ودعت العائلة الكريمة

وفي بغداد كلفني الحزب باللقاء بالرفيق ابو عائدة الذي اوضح مجريات إعتقاله، وكيف إن الأمن كان يريد معرفة مكان سكنه في بغداد حيث أخبرهم إنه لم يكن له سكن سوى المبيت في المراقد المقدسة المنتشرة في العاصمة ، وبعض الأحيان في الورشة التي يعمل بها ورأى الحزب أن يعود الرفيق أبو عائدة الى البصرة،



#علي_عبد_الواحد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام ليس كمثلها أيام الجزء2
- الإعتقال والإضراب عن الطعام - أيام ليس كمثلها أيام الجزء 1
- من نتائج توقف التعيينات المباشرة في العراق
- المقدس
- نك لا تنزل النهر مرتين
- المحتوى التاريخي لمفهوم منظمات اليسار، وتطوره
- الحراك الجماهيري في العراق والشعبوية
- في البحث عن المشكلة
- موقفان متباينان( نظرية سلوك الجموع مثلا )
- التوازن...... أنواعه وتأثيراته
- المشكلة والحل
- الحركة والمادة المتحركة
- من رأى الموت أرتضى بالحمى
- البطل كما يفهمه المواطن العراقي وكما تراه نظريات علماء الإجت ...
- بعض المفاهيم عن الدولة والدولة المدنية في العراق
- الدولة المدنية الديمقراطية وقضية العدالة الإجتماعية
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي 1 & 2
- تسالي من الرياضيات
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الثاني
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الأول


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي عبد الواحد محمد - أيام ليس كمثلها أيام لجزء 3 مفارقات السكن