أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي عبد الواحد محمد - الإعتقال والإضراب عن الطعام - أيام ليس كمثلها أيام الجزء 1















المزيد.....

الإعتقال والإضراب عن الطعام - أيام ليس كمثلها أيام الجزء 1


علي عبد الواحد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 22:16
المحور: سيرة ذاتية
    



أيام ليس كمثلها أيام

علي عبد الواحد محمد


الجزء 1


الإعتقال والإضراب عن الطعام

حينما أقبل عام 1978م ، اعلن حزب البعث العربي الإشتراكي ، الذي كان حاكما في العراق أنذاك، شعار 10 سنوات والعراق يتقدم ، ورافق ذلك شعار محو ألأمية، رافقهما حملة مسعورة ضد الحزب الشيوعي العراقي وتنظيماته، بحجة إكتشاف تنظيمات حزبية شيوعية في القوات المسلحة، التي يحرم فيها التنظيم الحزبي لغير حزب البعث وعند ذاك جرت حملة إعدامات لمجموعة من العسكريين الشيوعيين المجمد نشاطهم الفعلي في القوات المسلحة، وطالت حملة الإعتقالات الشيوعيين من غير العسكريين من الطلاب والمعلمين وأساتذة الجامعات ومن الأطباء والمحامين والمثقفين من كتاب وشعراء ومسرحييين وموسيقيين وعمال وفلاحين نساء ورجالا

إعتقالي.

كنت عائد من العشار ( مركز مدينة البصرة ) الى بيت إختي في محلة الجمهورية، وكنت أستقل باص مصلحة نقل الركاب، وعند نزولي منه توقفت سيارة كانت تسير خلف الباص نزل منها مجموعة رجال على وجه السرعة يتبعهم آخرون على دراجتين ناريتين وارادوا تكتيفي و دفعي الى السيارة فقاومت حركتهم هذه وتصايحت معهم معرفا بنفسي ومهنتي وكان عليهم إستدعائي عن طريق وظيفتي، لم يزدهم كلامي الا إصرارا وسحب مسدساتهم علي ، وتم إعتقالي ونقلي الى بناية في داخل سياج شركة نفط البصرة ، وثم نقلت الى مديرية أمن البصرة

التحقيق معي


هناك وجدتهم مستعدين للتحقيق معي وكان في بداية الأمر عبارة عن نقاشات تتخللها عبارات المديح لحزب البعث وعبارات الذم للأحزاب الأخرى وبعض الإتهامات للحزب الشيوعي العراقي بعدم الإلتزام بقواعد العمل للجبهة وخرقها من خلال عمل الحزب الشيوعي في القوات المسلحة، ولما وجدني رئيسهم أحمد الخفاجي أفند إدعاتهم، وأوضح حرص الحزب الشيوعي العراقي على ديمومة الجبهة، وعلى دعم الخطوات الجيدة وتعزيزها. إنتقلوا الى الإسلوب العنفي في التحقيق، والذي أسفر عن وجهه القبيح في عصر نفس اليوم ، نزلوني درج يمتد الى الطابق التحت أرضي للبناية ( سرداب البناية )، فوجدت هناك باحة تحيط بها اربعة غرف أستخدمت كزنازين مكتضة ، فأدخلوني الى الزنزانة رقم 4وجدت فيها أناس من جنسيات مختلفة فكان معهم رفاقنا ومن ضمن رفاقنا كان الرفيق عبد الباقي شنان ( ابو وفاء ) الذي يعمل في مقر حزبنافي البصرة هو وزوجته سألني الرفيق ابو وفاء عن إذا ما كانوا قد حققوا معي أجبته أنا قادم من التحقيق فرح كثيرا لأن التجربة علمته إن الذي يرسل للزنازين او يربط خارجها لاغبار عليه، بعد الظهر جاء أحد ضباط الأمن ومعه مجموعة من الحرس فأخذ يختار عدد من رفاقنا من كل زنزانة ، فإصطحبوهم الى اعلى السلم وعلقوهم من معاصمهم وأشتغل الضرب بالصوندات والكاويات والهراوات الكهربائية التي تمرر بالجسم شحنة كهربائية عند ملامسته، وعند إنتهاء حفلة التعذيب كما يروق لهم تسميتها تركوا المعذبين معلقين من يد واحدة على ذلك السلم وبعد فترة أنزلوهم على إثر هذه الحملة الهمجية أعلنا الإضراب عن الطعام.الذي إستمر بالنسبة لي 58 يوما وبالنسبة لأبي وفاء 51يوم وللرفيق محمد وهو رفيق شاب هادئ وديع من أهل التنومة استمر إضرابه 50 يوما أو يزيد ، وعندما اعلنا إضرابنا عن الطعام جن جنون الأمن وضباطه وإستخدموا الترهيب والتهديد بتركنا نتعفن في حالة إستمرارنا ثم إستخدموا التشكيك بعملنا، والإستهزاء به ،من تقاليد المعتقل إنه ، يسمح للمعتقلين مرة واحدة في اليوم في الخروج من الزنازين أثناء الصباح للذهاب الى المرحاض وحنفية الماء للإغتسال وملئ الماء للشرب ، في هذه الفترة يشاهد الموقوفين بعضهم البعض، ويتبادلون النظرات ، إذ كنا تحت المراقبة الشديدة ، ويمنع علينا تبادل الكلام والسلام على بعضنا تسنى لي في هذا الوقت رؤية رفاق أعرفهم فرأيت الرفيق علي عزيز وهو رفيق من السماوة، كان طالبا في جامعة البصرة قسم الكيمياء وكان رئيس الإتحاد العام لطلبة العراق ، ولما تخرج تم تعيينه في شركة النفط الوطنية كمهندس كيمياوي وأثناء عمله توصل الى إختراع طريقة جديدة لمادة طين الحفر من مواد أولية محلية تكاليفها رخيصة ولما قدم إكتشافهه للشركة الوطنية تم إعتقاله وتعذيبه بتهمة تسريب الأختراع الى الإتحاد السوفيتي ، والتقيت بعبد النبي كريم وهو كادر شيوعي في عمالية البصرة ، والتقيت بالرفيق ناصر محمود الثعالبي ( ابو هدى ) الذي كان هو الآخر مضربا عن الطعام ، والتقيت برفاق آخرين.

وكان معنا في الزنزانة فريق كرة قدم من شباب معظمهم من حزب الدعوة، ومعهم آخرين مثل العزيز ابو مروة عامر وهو محسوب على الدعوة أنذاك التقيته لاحقا في الدنمارك وأخبرني عن إعدام كل فريق كرة القدم ومن ضمنهم أخو عامر.

ولما وجد الأمن إن سياستهم في التهديد والوعيد لم تجد نفعا التجأوا الى أسلوب وجدناه اسلوبا رخيصا، وهذا الإسلوب يتمثل بتحسين نوع الأكل ، فقدم في وجبة الغداء الكباب المشوي مع الطرشي ذو الرائحة النفاذة والزلاطات والخضروات ، عسى أن تدني أنفسنا ونكسر الإضراب

ولما طالت فترة الإضراب عن الطعام ووصلت الى أكثر من خمسين يوما أغمي علي ونقلوني الى المستشفى ، وأفقت من الإغماء في سيارة الأمن التي نقلتني الى المنستشفى وهناك رفضت أن أخذ المغذي أو أي دواء فرفض مدير الردهه إدخالي إياها الا في حالة قبولي أخذ المغذي فرفضت أخذ المغذي، وتم إرجاعي الى مديرية الأمن وتم إيقاف السيارة وكانت لاند روفر مغلقة وانا نائم فيها وكان الوقت هو وقت تبديل وجبة بمكان وجبة ، وكان كل من الخارجين من مديرية الأمن ومن الداخلين اليها يمرعلى السيارة وقسم منهم كان يبصق علي وقسم يسب ويشتم وآخر يستهزأ،ويقول إشراح إتحصل، بعدها تحركت السيارة بإتجاه المستشفي مع تعليماتها بضرورة فبولي بالمستشفى. كان الشرطي المرافق لي يختلف قليلا عن الشرطة الآخرين فسمح لي بمقابلة أخي أحمد الذي كان يعمل في مختبر المستشفى لما رآني إستغرب ، ونقل خبر وجودي في المستشفى الى البيت وعلمت أمي بذلك، وكل ذلك وأنا رافض العلاج والمغذي( السلاين ) ، ولما جاء الناس للمواجهه وقفت على السرير وفضحت عملية إعتقال الشيوعيين وتعذيبهم وعن إضرابي عن الطعام، وكانت الرفيقة العزيزة أم باسل قد قدمت لزيارتي والقت خطابا رائعا عن الإعتقالات وعن المعتقلين واوضحت للناس من أنا ووظيفتي، وكانت امي موجودة فإستغل الأمن والبعثيون وجودها كي يضغطون علي من خلالها ، فقالوا إنهي الأضراب عن الطعام ونحن نطلق سراحك هنا قالت أمي كلمتها التي أفحمتهم بها فقالت ( هو ليش أضرب وليش هسه يفك الإضراب، ، انتم طلعوه من الحبس وآنا أعرف شأطبخ له ، ثم إلتفت الي وقالت إبني أبق مضرب عن الطعام هو العمر واحد)

كان في الردهه معي رجل أعمى كنت أساعده بالرغم من إنني مقيد الى السرير، وأخبر ولده بتعاملي الحسن مع الرجل فشكرني إبنه وقال لي سمعنا بأن هناك برقية عن إطلاق سراحكم أستمر على موقفك ، فعرفني بنفسه بأنه ضابط أمن.



#علي_عبد_الواحد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نتائج توقف التعيينات المباشرة في العراق
- المقدس
- نك لا تنزل النهر مرتين
- المحتوى التاريخي لمفهوم منظمات اليسار، وتطوره
- الحراك الجماهيري في العراق والشعبوية
- في البحث عن المشكلة
- موقفان متباينان( نظرية سلوك الجموع مثلا )
- التوازن...... أنواعه وتأثيراته
- المشكلة والحل
- الحركة والمادة المتحركة
- من رأى الموت أرتضى بالحمى
- البطل كما يفهمه المواطن العراقي وكما تراه نظريات علماء الإجت ...
- بعض المفاهيم عن الدولة والدولة المدنية في العراق
- الدولة المدنية الديمقراطية وقضية العدالة الإجتماعية
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي 1 & 2
- تسالي من الرياضيات
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الثاني
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الأول
- من لبنات البشرية الأولى
- إشكاليات عمل الأحزاب والقوى السياسية في المنظمات غير الحكومي ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - علي عبد الواحد محمد - الإعتقال والإضراب عن الطعام - أيام ليس كمثلها أيام الجزء 1