أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مكارم المختار - طرفي محبة... حب من قلب وحب من قوة














المزيد.....

طرفي محبة... حب من قلب وحب من قوة


مكارم المختار

الحوار المتمدن-العدد: 7754 - 2023 / 10 / 4 - 04:53
المحور: الادب والفن
    


طَرَفي مَحَبة.... حُبْ مًن القَلب وحٌبٌ مٍن قوة ...
عندما يحضر الأبناء من مشاغلهم ينحنون نحو اليسار إلى الصالة بحثاً عن أبيهم، ولا ينحنون إلى اليمين حيث غرفتي او حتى إلى المطبخ بحثاً عنّي، رغم أن غرفتي مقابل المطبخ تماماً والمطبخ قبالة الصالة والغرفة،
لا أتوقّف كثيراً حول هذا «التطنيش»، حيث اني طيبة الخلق حنونة ولا امييز النيات بسيئاتها، ولا صادف ولو أحياناً ان أسمع أبيهم يقول لهم: « شفتتوا أمكم؟.. روحوا سلموا».. حتى ولو اكراما، ولا أجد بين هذا الطلب وتنفيذه يستغرق الأمر من ربع إلى نصف ساعة، ولا أتوقف كثيراً حول هذا «التطنيش» أيضاً ..
فالدنيا زحمة، والطرق المؤدية من المطبخ إلى الصالة او غرفتي تشهد ازدحاماً مرورياً كبيراً، وقد يستغرق منهم الوصول إليّ وقتاً أطول..
في نهاية المطاف يصلون نحوي فرادى و سلام وتحية باردة
الاسبوع الماضي، وفور وصول أحد أبنائي، خرجت بالصدفة من غرفتي فوجدته يقف في الصالة يهمّ بمناولة «السيد الوالد» شيئاً ما، وعندما رآني تراجع وأخفاه ليس خلف خلف ظهره بل بين يدي أبيه، فأكملت طريقي إلى مطبخي دون انتباه..
وعند العودة ضبطته وهو يضع أمام عينيه قارورة عطر فاخر قد اشتراه له او حصل عليه هدية قد لتفسه لكنه فضل اباه على ذاته، وعندما رآني قد يكون خجل مني ولم يعرف كيف يتدارك الموقف لكنه كان متبسم وأبيه فرحا... فرحا اكثر منه،
وصادف مرة اخرى، وكما يحصل ويحدث فينة وأخرى، أن يخرج من جيب بنطاله «الجينز» او من بين يديه «چكليته» كانت ملتصقة في قعر الجيب بالكاد أخرجها، وعليها بعض قطع الورق الملتصق بها محاولاً إهدائي إياها فشكرته، فهو أبني ومهما هي عطيته، فهي اغلى هدية منه عندي،
و دائما، اجهد نفسي ألا أتوقف كثيراً حول هذا «التمييز العنصري»، الأبنوي صحيح أن قارورة العطر التي اشتراها لأبيه راقية جداً، ونفسي بمثلها إلى هذه اللحظة، لكنني لا أنزعج من ميلهم كل الميل نحو أبيهم، فقط، لأني اراهم يجدون ابيهم بصورة او اخرى اضعف او اطيب مني 《 شخصية 》او انهم يرونه يستحق اكثر مني، و طامتي أننا، وانا شخصيا من بين اخوتي لم أكن مثلهم أبدا مع أيا من والدي، بل كنت أخاف وأخشى واتجنب امي رهبة واحتراما كما يليق بها وأكثر،
هنا، تستوقفني الحياة، أن رغم كدّ الأم وانشغال الأب وتعب الأم وحنان الأم، إلا أن الجنوح قد يكون نحو الأب، وقد تكون هذه طبيعة فطرية لا نتحكّم فيها! لكنني لم ولم المسها في حياتي بين اهلي،
الغريب أن الأبناء لا يكتشفون حبّهم الجارف لآمهاتهم إلا متأخراً، إما بعد الرحيل، وإما بعد المرض وفقدان الشهية للحياة ..!!
وهذا(( حب متأخر)) كثيراً حسب توقيت الأمومة..
الآن كلما تهت في قرار، أو ضاقت عليّ الحياة، أو ترددت في حسم مسألة .. تنهّدت وقلت: « أين أنت يا أمي..
لو أعرف أن العمر قصير إلى هذا الحد، لكنت أكثر قرباً من امي
نحن نعرف قيمة الملح عندما نفقده في الطعام ، وقيمة الأم عندما تموت ويشغر مكان جلوسها في البيت ،،،،
إذ عندما تموت يفتقد الأبناء وجود تلك المجاهدة المثابرة الكادحة الشغولة بعائلتها في حياتها التي كان تقودهم بثبات إلى بر الأمان ،،،،،
مع ذلك فالأسرة كلها مع الأب في رحلة الحياة كراكبي قطار في سفر طويل،،،،
لايعرفون قيمة قائد القطار 《 قد تكون الام 》 إلا عندما يتعطل بهم ، ويبدأ القائد في التفاني لإصلاحه وإعادة تشغيله رغم ضخامته ،،،،،.
الأم وحدها هي التي لا تحسد ابنائها على موهبته وتفوقه، بل بتفوقه تتباهى وتفرح وتتفاخر ،،،،،،،،
والأم وحدها هي التي تتجاهل وتستغفل وتخفي أخطاء إبنائها، وتغفرها ،،،،، وتنساها،،،،،،
والأم وحدها هي التي تتمنى أن يكون ابنائها أفضل منها ومن أبيهم وحتى أهلها في حياتهم ،،،،،،،
قد تأنب الأم ابنها، والتأنيب مؤلم في حينه، لكنه دواء ناجع حلو المذاق بعد التعلم منه والتماثل للشفاء والاستقامة ،،،،
تأنيب الأم يصدر من جوار قلبها، حرصا وتعليما والتفاتة للأفضل لتجنب الضر والشر والأذى، لامن جدار قلبها،،،،، إذ تتألم حين تؤنب ابنائها.
قلب الأم هبة الله الرائعة لأبنائها،،،،،،،
أخيراً أقول:
الأم تحب من كل قلبها ،،،،
والأب يحب بكل قوته،،،،،،
(رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
واصلح لنا ذرياتنا ونياتنا... آمين يارب العالمين



#مكارم_المختار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَمضاتٌ بِلا مأوى ... !
- ألبُن ومقأهي رِضا علوان...
- صَمت الضَجيح....
- أبطأ من رعد ...!
- منتدى الإعلام العربي في دورته ال 21 / 2023
- سَفَر إلنًوافِذ ...
- صفحاااات ...
- الحقوق والقضية .... المرأة تحت آطر المواثيق والتشريعات
- عٍندِ جُع الجٍدار ....
- تواصيف عنها بين الليل والنهار
- الزواج والشراكة الزوجية
- فريق طبي يعيد بنا محجر العين في مستشفى اليرموك التعليمي / بغ ...
- الشبكة العنكبوتية بين إلاستخدام الخاص وحرية الخدمة
- ضِل من الدفء البعيد
- صدى العمر
- إنطلاق منتدى الإعلام العربي في دورته العشرين
- منتدى الإعلام العربي في دورته العشرين
- جائزة الصحافة العربية 2022
- التسامح بين لجم الضمير ... و بوس اللحى
- صدى صوت لأصابع منصتة


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مكارم المختار - طرفي محبة... حب من قلب وحب من قوة