أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الفلسفة كتمرين روحي وطريقة في الحياة من منظور بيير هادو ومارك فيرنون















المزيد.....

الفلسفة كتمرين روحي وطريقة في الحياة من منظور بيير هادو ومارك فيرنون


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 00:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دأب التعليم المدرسالأكاديمي المعاصر على أن يرسخ في أذهاننا أن الفلسفة ممارسة خطابية محضة، بينما هي كانت في الاصل تمرين روحي وطريقة في الحياة. نجد هذه الأطروحة حاضرة عند كل من بيير هادو Pierre Hadot ومارك فرنان Marc Vernon. قبل عرض وجهتي نظرهما، يجدر بنا التعريف بهما في عجالة.
ولد بيير هادو في باريس يوم 21 فبراير 1922 وتوفي في أورساي في 25 أبريل. كاهن فرنسي تحول إلى الحالة العلمانية، فيلسوف، مؤرخ وفقيه فرنسي في اللغة، متخصص في العصور القديمة والفترة الهلنستية وملم على الخصوص بالأفلاطونية الحديثة وأفلوطين. وبيير هادو هو مؤلف عمل تم تطويره بشكل خاص حول مفهوم التمرين الروحي والفلسفة كطريقة في الحياة.
أما مارك فيرنون فهو كاتب وفيلسوف ومعالج نفسي وصحفي إنجليزي، له العديد من المؤلفات التي تتطرق لمواضيع متعددة كالفلسفة القديمة والصداقة والحب وغيرها، كما ألف كتاباً بعنوان "30 خطوة لإتقان فن العيش"، وفي مقالته هذه تطرق لأهمية الفلسفة في حياة الإنسان، وقد أنجزه ضمن سلسلة من المقالات حول فن العيش.
1) وجهة نظر بيير هادو*
يرى بيير هادو (1922-2010)، المتخصص في الفلسفة القديمة، أن الفلسفة لا يمكن فصلها عن النهج الوجودي. طور هادو هذه الأطروحة من خلال تحليل ميلاد الفلسفة في العصور القديمة. يعتقد أنه وجد فيها الطبيعة الحقيقية للفلسفة: لا يمكن فهمها على أنها نشاط خطابي في المقام الأول، بل على أنها طريقة في الحياة. وهذا هو المنظور الفلسفي الذي ينبغي لنا أن ندرجه في قراراتنا وسلوكاتنا.
بالنسبة إلى هادو، ضاع شيء ما في ممارسة الفلسفة في العالم المعاصر. ويتجلى ذلك عندما نقارنها بالطريقة التي كانت تمارس بها في العالم القديم. أصبحت الفلسفة اليوم نشاطا نظريا في المقام الأول: فنحن ندرس أفكار الفلاسفة، نوضح الأسئلة الفلسفية ونحللها، ونبرهن عليها. وهذا ليس مفاجئا، لأن الفلسفة اليوم تُمارس بشكل أساسي في المؤسسات الجامعية والثانوية، أي في المؤسسات التعليمية التي تشكلها والتي تملي عليها أهدافا معينة.
أطروحة هادو هي على وجه التحديد أن هذا لم يكن الحال في العصور القديمة: لا يمكن فصل الخطاب الفلسفي عن طريقة معينة في الحياة.
من المثير للاهتمام أن هادو توصل إلى هذه الفكرة وهو يواجه إشكالية في تأويل النصوص القديمة: كيف نفسر تناقضاتها؟ تختفي هذه التناقضات إذا قبلنا أن هذه النصوص لم تكن تهدف إلى تقديم الفكر النظري للمؤلفين، ولكنها تهدف إلى "إنتاج تأثير تكويني: أراد الفيلسوف أن يجعل عقول قرائه أو مستمعيه تعمل، بحيث" يضعون أنفسهم في وضع محدد" (La philosophie comme manière de vivre, 2003).
- سقراط، الشخصية المؤسسة للفيلسوف
تظهر فكرة أن الفلسفة طريقة في الحياة بشكل أوضح في شخصية سقراط الأسطورية: «هل يمكننا فصل خطاب سقراط عن حياة سقراط وموته؟" (Qu’est-ce que la philosophie antique ?, 1995)
نحن نتحدث عن شخصية سقراط، لأننا لا نعرفه إلا من خلال تعليقات الآخرين، وخاصة من خلال تعليقات أفلاطون. كما أنه أسطوري لأنه مارس تأثيرا كبير على تاريخ الفلسفة.
ليس لدى سقراط ما يعلمه من هذا القبيل. علاوة على ذلك، فهو يدعي أنه لا يعرف شيئا، وأن هذه ميزته على الآخرين الذين يعتقدون أنهم يعرفون عندما يجهلون. لقد أعطى لنفسه مهمة: كان يتجول بلا كلل في جميع أنحاء المدينة من أجل إيقاظ مواطنيه. تعاليمه حوارية بحتة. لا يمكن للمعرفة أن تصب في رأس شخص آخر، إذا جاز التعبير: فمن خلال التساؤل يقود سقراط محاوريه إلى اكتشاف أنهم لا يعرفون ما يعتقدون أنهم يعرفونه. التعلم والبحث عن الحقيقة والحكمة لا يمكن أن يبدأ إلا عندما يدرك المرء جهله.
وبهذا المعنى، فإن لقاء سقراط يعد تجربة تحويلية: حيث ينتهي الأمر بمحاوره إلى مساءلة نفسه. وهكذا، "في الحوار "السقراطي"، فإن السؤال الحقيقي الذي على المحك ليس "ما الذي نتحدث عنه؟"، بل "من الذي يتحدث؟". من خلال أسئلته، لا يقود سقراط محاوريه إلى الاعتراف بجهلهم فحسب، بل يحثهم أيضا على الالتزام بحياة أفضل. «مثل الذبابة ، يضايق سقراط محاوريه بأسئلة تتحداهم، وتجبرهم على الاهتمام والاعتناء بأنفسهم. » يجسد سقراط هذا البحث عن الحياة الطيبة، ليس من خلال خطاباته، ولكن من خلال نوع الوجود الذي يعيشه، كما يظهر هذا الاقتباس من محاورة "الدفاع":
"ليس لدي أي اهتمام بما يهتم به معظم الناس: المسائل المالية، إدارة الممتلكات، المناصب الاستراتيجية، نجاحات التحدث أمام الجمهور، القضاء، الائتلافات، الوظائف السياسية. لم أتبع هذه الطريق […]، بل هذه الطريق التي سأحقق بها، لكل واحد منكم على وجه الخصوص، أعظم فائدة من خلال محاولة إقناعه بأن يهتم أقل بما له مما يكونه، حتى يجعل من نفسه متميزا ومعقولا قدر الإمكان."
لا يمكن فصل البحث عن الحقيقة عن الاشتغال على الذات، في اتخاذ قرار عيش الحياة الطيبة، وقيادة الذات بالقيم الصالحة.
يبين لنا سقراط أن هذا البحث عن الحقيقة والحكمة ليس توجها، بل طريق. إنه ليس حكيماً، لأن الحكيم لا يحتاج إلى طلب الحكمة، فهو يمتلكها بالفعل. لذلك فإن سقراط ليس حكيما ولا غير حكيم، فهو يبحث عن الحكمة. يؤكد هادو على هذه النقطة في تحليله لمحاورة "المأدبة":
“مع المأدبة ، أصبح أصل كلمة فلسفة، “الحب، الرغبة في الحكمة”، برنامج الفلسفة ذاتها. يمكننا أن نقول أنه مع سقراط المأدبة ، اتخذت الفلسفة بالتأكيد في التاريخ نبرة اتسمت بالسخرية والمأساوية في نفس الوقت. ومن المثير للسخرية أن الفيلسوف الحقيقي سيكون دائما الشخص الذي يعرف أنه لا يعرف، والذي يعرف أنه ليس حكيما، فهو إذن ليس حكيما ولا غير حكيم، وهو ليس في مكانه لا في عالم الحمقى ولا في عالم الحكماء […]، وبالتالي لا يمكن تصنيفه […]. مأساوي أيضا، لأن هذا الكائن الغريب يتعذب ويمزق بسبب الرغبة في الوصول إلى الحكمة التي تراوغه والتي يحبها. »
وهكذا فإن الفيلسوف لا يتميز بامتلاك الحكمة، بل برغبته في الحصول عليها، وميله إلى طلبها، وبأسلوب حياة يتوافق مع هذا البحث. إنه يدرك استحالة الوصول إليه، وطبيعة سعيه الأبدية. إنه، على حد تعبير هادو، "برنامج" الفلسفة الذي سيؤثر على المدارس الفلسفية التي ستظهر بعد وفاة سقراط.
- المدارس والتمارين الروحية
ستظهر مدارس فلسفية مختلفة بعد وفاة سقراط. في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، وجدت المدارس الرئيسية في أثينا: الأكاديمية (التي أسسها أفلاطون)، والليسيوم (التي أسسها أرسطو)، والحديقة (التي أسسها أبيقور)، والستووا (التي أسسها زينون). اتخذ أعضاء هذه المدارس خيارا وجوديا محددا، وتبنوا أسلوبًا معينا في الحياة. لم ينفصل الخطاب الفلسفي أبدا عن الحياة الفلسفية. ومن خصائص هذه المدارس أيضا وجود التمارين التي تسنى لهادو تحديدها ك"تمارين روحية"، "أي ممارسة شخصية طوعية، تهدف إلى إحداث تحول في الفرد، تحول في الذات". . بعض هذه التمارين مألوفة لدينا أكثر، مثل قراءة النصوص أو ممارسة الحوار، لكن البعض الآخر غريب بما فيه الكفاية عما نفهمه من الفلسفة اليوم: مثل حفظ العقائد، الزهد في الرغبات، وفحص الوعي، أو حتى التوسع في الكون
وبالتالي، فإن القرار العام لممارسة الفلسفة في عام 2021 يمكن أن يكون أكثر دقة وفعالية من خلال إعطاء أنفسنا تمارين تسمح لنا بتغيير أنفسنا. مثلما تسمح لنا التمارين البدنية المنتظمة بتطوير مهارات معينة شيئًا فشيئًا، تسمح لنا التمارين الروحية بالتغيير شيئًا فشيئًا. يمكننا بالتالي أن ندرج في ممارستنا اليومية قراءة النصوص أو الحوار أو التأمل أو الاهتمام باللحظة الحالية. ومع ذلك، يجب علينا أن نضع هذه التمارين في المنظور العام الذي طوره هادو فيما يتعلق بطبيعة الفلسفة. يجب أن نتذكر أولاً أن هذه ليست تمارين نظرية بحتة، ولكنها تتعلق بمن نحن، وبالوجود الذي نريد أن نعيشه، وبالحياة التي تستحق أن نعيشها. وهكذا نضع أنفسنا في التجربة الأولى للفلسفة، في "اللدغة" التي تدعونا إلى التساؤل عن هويتنا، والعالم الذي نعيش فيه، والآراء التي توجهنا. هذا الوعي والتساؤل، مثل البحث عن الحقيقة المرتبطة به، لا يتحقق أبدًا، ولكن يجب ألا يتم التخلي عنه أبدا. حتى نتمكن من اتخاذ قرار يقضي بالقيام بتمرين روحي وفلسفي كل يوم.
أحب هادو أن يقتبس هذه العبارة من جورج فريدمان: " ابدأ رحلتك كل يوم! لحظة واحدة على الأقل يمكن أن تكون قصيرة، طالما أنها مكثفة. كل يوم تمرين روحي - بمفردك أو بصحبة رجل يريد أيضا التحسن."
2) وجهة نظر مارك فيرنون**
الفلسفة تمرين روحي:
يقول فيرنون في مقال له بعنوان "الفلسفة كفن للعيش" منشور سنة 2008 على إحدى صفحات موقع "Philosophy Now" إن طاليس الفيلسوف اليوناني، الذي يلقب بالفيلسوف الأول، كان يسير في الطريق، محدقاً في السماء، فسقط في حفرة فصرخ طلباً للنجدة، فرددت امرأة عابرة: "أنتم الفلاسفة، لا تستطيعون رؤية ما تحت أقدامكم"، ولكنّ هناك رأياً آخر مخالفاً للرأي الأول، وهذه المرة حول سقراط، وهذا الرأي لشيشرون، وهو أحد المعجبين بسقراط، ويتلخص في أن هذا الأخير أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، وقد فعل ذلك من خلال التحدث مع الناس في الشوارع حول الأشياء التي تهمهم كالحياة والحب والأحذية والتسوق؛ لأنه بهذه الطريقة ساعدهم على التعمق في معرفة ما اعتقدوا أنهم يعرفونه.
ويوضح هذان الرأيان، الاختلاف بين طريقتين في ممارسة الفلسفة، وربما يكون الرأي الأول قريباً مما يعتقده معظم الناس عندما يسمعون اليوم، كلمة "فلسفة"، أي، أنها جافة وغامضة ومنفصلة عن الواقع.. ويمكن القول بأن الفلسفة الأكاديمية نفسها مسؤولة عن هذه اللامبالاة بالفلسفة، حيث يشعر العديد من المختصين أو يتصرفون كما لو أن وقت الفلسفة قد انتهى، بمعنى أن التقدم الفكري الحقيقي هو الآن من اختصاص العلم الذي سلمته الفلسفة المسؤولية عن الموضوعات التي كانت تقع ضمن اختصاصها، مثل الفيزياء وعلم النفس، وكل ما تبقى للفلاسفة أن يفعلوه الآن هو توفير القليل من الدعامات الفكرية لدعم الصرح التجريبي العظيم، حسب الحاجة، ويقوم الفلاسفة بذلك وهم سعداء، وقد أشار برنارد ويليامز إلى أن الفلسفة أصبحت علمية، بمعنى أنها استعارت صورتها من العلم.
لكنّ هناك أيضاً نوعاً من الفلسفة، وهو النوع السقراطي، إنها فلسفة يمكن اعتبارها أسلوب حياة، حيث يمكن لأي شخص من حيث المبدأ، القيام بممارسة الفلسفة، وبصورة أدق، يمكن للجميع القيام بذلك، حتى الأطفال، وقد افترض الفيلسوف كارل ياسبرز أن الطريقة الجيدة لتأليف كتاب فلسفي ممتاز تتلخص ببساطة في الاستماع إلى أسئلة الأطفال الصغار الفضوليين، مثلاً: أبي، ما الذي كان قبل وجود الكون؟ وكما تظهر الدراسات، وكما يعلم الآباء، فقد طور الأطفال شعوراً بالرحمة - أي أساساً أخلاقياً - منذ سن مبكرة. وكما قال الشاعر ذو الميول الفلسفية صمويل تايلور كوليريد: لقد كان من المدهش أن تبدأ الفلسفة"، واستطرد قائلاً: "إنه لأمر مدهش أن ينتهي هذا للأسئلة الرائعة التي ينشغل بها الإنسان طوال حياته وهذا بلا شك ما يجعلنا بشراً، فتتطور الفلسفة مع التعمق في معرفة الحياة".
والفلسفة ليست مجرد سلسلة من المناقشات التقنية، أو تجارب فكرية مثيرة للاهتمام، أو حتى طريقة للتعامل مع المشكلات الأخلاقية، على الرغم من أنها تتعلق جزئياً بهذه الأشياء، إنها في الأساس رغبة في الرؤية بشكل أكثر وضوحاً، وبالتالي العيش بشكل أكمل، وعندما يقترن هذا بالسعي وراء الخير والمتعالي.. يمكن أن يُطلَق على الفلسفة وصف "تمرين روحي".. إنها دعوة للتغير والتطور، وبهذا المعنى، فإن الفلسفة فن.
- الفلسفة اسلوب حياة
وبتابع فرنون قائلا إن ما يمكن تأكيده، أن الإغريق القدماء، هم مصدر إلهام، حيث اعتبروا الفلسفة أسلوب حياة، وقالوا إن الفكر علاج.. وقد اعتبر الإبيقوريون أن الهدف من الفلسفة هو تنمية التمتع بالحياة بدلاً من القلق بشأنها، إنهم يسعون إلى الهدوء الناشئ عن معرفة ما يجعلك سعيداً حقاً، وبالنسبة للرواقيين، فالفلسفة هي التركيز والانتباه، أي أن تكون على دراية بما يحدث حولك.. فتركز على الحاضر وعلى أفكارك الحالية ومحيطك المباشر.
لكن سبب صعوبة الفلسفة في الوقت الراهن، أنها أصبحت تقنية ومجردة، وأصبح يتم صرف الانتباه عن أهدافها الرئيسة، أو بعبارة أخرى، فالفلاسفة الجيدون ليسوا مجرد أشخاص يعرفون كيف يجادلون جيداً، بل هم الأفراد النادرون الذين يفكرون جيداً ويرون بوضوح، وبالتالي هم جيدون بالفعل، وقد كان سقراط بالنسبة لليونانيين القدماء، ليس فقط شخصية فكرية عظيمة، وإنما اعتبروه حكيماً، أو قديساً أو راهباً، أكثر من كونه معلماً.
الفلسفة وليس المساعدة الذاتية:
إن تغير النظرة إلى الفلسفة قد يكون مصدر قلق آخر، لأنه طمَس الخطوط بينها وبين المساعدة الذاتية -وهو قلق يمكن القول إنه تفاقم بسبب احتمال أن تكون المساعدة الذاتية قد تطورت لملء الفراغ الناتج عن تهميش الفلسفة.. لاشك أن هناك أسئلة يجب طرحها حول «المساعدة الذاتية»، وهي أسئلة لا يتعلق الكثير منها بالعيش، بل بالسيطرة -محاولة السيطرة على العالم، أو بالأحرى محاولة تحكم الشخص في عالمه.. والتحكم هو بالضبط ما يسعى العصابي إلى تحقيقه، ولذلك، فإن مدمني المساعدة الذاتية، ناهيك عن كُتّابها، غالباً ما يبدون عصابيين.. وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن المساعدة الذاتية تتمحور حول الذات فتتم معاملة الآخرين كمقدمي خدمة.. ولكن ماذا لو كان سر الحياة الطيبة هو التمركز حول الآخرين، كما اقترح الدين وحتى الفلسفة باستمرار؟.. وقد رسم برنارد ويليامز صورة للفلسفة تتلخص في كونها تزيد من فهم الإنسانية لنفسها، وتعتبر بالنسبة له علامة على الانضباط الإنساني.. ولذلك يمكننا القول إن الفلاسفة الأوائل كانوا يهدفون إلى بساطة تتجاوز التعقيد.. ففكروا في كيفية تحقيق التوازن بين التشجيع على التغيير وفرضه، بين التواصل الواضح واللامبالاة، فكان جزء من اهتمامهم، تطوير نظريات تغرس التميز وعمق الفكر، ومن هنا أصل الأخلاق والسياسة والمنطق ونظرية المعرفة والأنطولوجيا وعدد من «المذاهب» -المادية، والمثالية.. والجمالية... ومع ذلك، بالنسبة لليونانيين القدماء، لم تكن هذه فلسفة مناسبة حقاً، فكان الهدف الأساسي من الفلسفة عندهم.. أن يحيا الإنسان جيداً ويمتلك رؤية جيدة وتكون لنا القدرة على التأمل في الكون.. وهناك فلاسفة حديثون آخرون، اعتبروا أن قيمة الفلسفة تكمن في كيفية تغير الإنسان للأفضل.
_________________________
(*) https://www.ledevoir.com/societe/le-devoir-de/592974/devoir-de-philo-la-philosophie-comme-maniere-de-vivre#:~:text=Aujourd hui%2C%20la%20philosophie%20est,on%20argumente%20sur%20celles%2Dci.
(**) https://philosophynow.org/issues/69/Philosophy_and_the_Art_of_Living



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مترحم/ مراجعة مدونة الأسرة: اجتماع وزير العدل ونائب رئيس الم ...
- أطر التوجيه والتخطيط الكونفدراليون يرفضون جملة وتفصيلا المقت ...
- محمد سبيلا وضع على عاتقه إرساء أسس الحداثة الفلسفية والفكرية ...
- صندوق النقد الدولي يوافق على منح المغرب قرضا بقيمة 1,3 مليار ...
- مترجم/ إرهاب أمريكي وفوضى خلاقة من صنع أمريكي في بالشرق الأو ...
- لعلاقات الرضائية سبيل إلى هدم الأسرة التقليدية
- العلاقات الرضائية سبيل إلى تخريب الأسرة التقليدية
- مترجم/ إطلالات على مفهوم الكارثة
- حزب -الميزان- فقد توازنه بين الدفاع عن حصيلة الحكومة ومعارضت ...
- مترجم/ إطلالات على مغهوم الكارثة (الجزء الرابع والأخير)
- لماذا تقول يولاندا دياز إن الأغنياء لديهم -خطة بديلة- للهروب ...
- مترجم/ إطلالات على مفهوم الكارثة (الجزء الثالث)
- قوس مفتوح لمناقشة مسألة اللغة الأمازيغية
- مترجم/ إطلالات على مفهوم الكارثة (الجزء الثاني)
- ألان تورين.. منذ ماي 68 فحص المجال الاجتماعي بفضول وحرية وإب ...
- في حوار جديد مع نبيل منيب: دبلوماسية الكوارث وبناء المغرب ال ...
- مترجم/ إطلالات على مفهوم الكارثة (الجزء الأول)
- رحيل جياني فاميتو الفيلسوف الإيطالي المناصر للفلسطينيين والن ...
- زلزال المغرب: معلمة تفقد تلاميذها ال32
- سعيد السعدي: إيديولوجيا عصيد لم تصمد أمام الواقع العنيد والز ...


المزيد.....




- -زيارة غالية وخطوة عزيزة-.. انتصار السيسي تستقبل حرم سلطان ع ...
- رفح.. أقمار صناعية تكشف لقطات لمدن الخيام قبل وبعد التلويح ب ...
- بيستوريوس: ألمانيا مستعدة للقيام بدور قيادي في التحالف الغرب ...
- دعوات للانفصال عن إسرائيل وتشكيل -دولة الجليل- في ذكرى -يوم ...
- رئيس الأركان الأمريكي السابق: قتلنا الكثير من الأبرياء ولا ي ...
- تفاصيل مثيرة عن -الانتحار الجماعي- لعائلة عراقية في البصرة
- الإيرانيون يعيدون انتخاب المقاعد الشاغرة في البرلمان وخامنئي ...
- السلطات اللبنانية تخطط لترحيل عدد من المساجين السوريين
- هتاف -فلسطين حرة- يطارد مطربة إسرائيلية في مسابقة -يوروفيجن- ...
- الجيش الإسرائيلي ينسف مباني في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الفلسفة كتمرين روحي وطريقة في الحياة من منظور بيير هادو ومارك فيرنون