(القميص الأبيض) : رسائل متبادلة

بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 19:23
المحور: الادب والفن
    

(القميص الأبيض ): رسائل متبادلة
بين لوحة الغلاف وسطور الإهداء اقف لحظة صمت( هناك في العالم الاخر، اكتملت الدائرة، إلا أنا....). حقيقة كنت اقرأ وتتلبسني مشاعرها.. تلك اللحظات التي نمر بها كلنا حين يغادرنا الأحباب واحدا تلو الاخر.
المجموعة الشعرية (القميص الأبيض) للشاعرة سهاد البندر، هي تحديدا ً مشاعر امرأة تتشبث بعينيّ طفلة لتستعيد تلك الأصوات في ذلك البيت الكبير، كما لو أن القصائد رسائل متبادلة.. ربما بتلك الرسائل ارادت الشاعرة أن تنتصر على غربتها بعد فقد أقرب الناس إليها في القصيدة الأولى (الأغنية الأبدية/ ص7) هي حوار شعري دام بين الشهيد وأخته
( لا تصنعي دميةَ من معطفي
الذي ثقبه الرصاص
هذه الدميةُ الحزينةُ محشوةً بنخالة دمي
المسفوك على اكفهم
لا تقدميها لطفلتي
دعيها تحلم بالياسمين) ثم تحدث نقلة في انسيابية القصيدة
(أنا اشاهدكم.. من نافذتي
لاتقلقي
هنا مامن احد يصوب علي بندقيته
مازلت فتى انيقا وجميلا
وكل الآلام التي ادمت رئتي برئت منها.
هناك اشاهد شيئا شامخا
تسطع من وراءه الشمس
هل هو تمثالي.)

يواصل الحوار قصيدته في (رحيق العظام/ ص10) في هذه القصيدة رسالة من الأخت الى الأخ الذي كان طفلا ينام بين شغب الدفاتر وتحت هدهدة الضجيج.. واليوم هو من يحمل سارية الوطن بكف عارية . وفي فصل من فصول الحياة القاسية تبث إلى الأم اوجاعها( ممض يا أمي.. ان نقرأ الفاتحة بشفاه مقروحة واكف مرفوعة ونكتب اسمك ايها الشهيد/ ص15) في هذه القصيدة تضع الشهيد بينها وبين أمها وتختلط لديها المشاعرهو أبنها أو أبن امها؟ ثم ينتقل الحوار الشعري مع الأب في قصيدة(المنتظر/ ص19) والأب يسألها سؤال الآباء والأمهات المعتاد (سألني أبي.. هل حانت صلاة المغرب؟/ص19).
وتمضي الشاعرة متحدية المصاعب في قصيدتها (انفلاق/ص24) ولا تخشى من منتصف العمر فهي على ثقة (ثمة تاريخ جديد ) (يهم بولادة ِ عمرٍ قزحي)(عمر لا ينتهي إلى العدم) ( يورق شجرة...) ( تحمل ثماراً... مختلفة) (تومئ بانفلاق حياة أخرى) والشاعرة لا يمسها اليأس فهي مؤمنة بقولها: أنها بانتظار صلاة لا تخذلها/ ص54( رؤيا) وهي تحتفي حين تراه(هلال الأربعين) مِن عمرها./ ص82 وتحاول ان تتعلق بكل ما هو حيوي في الحياة رغم (الخوف لي صديق) في قصيدتها( أصداف الخوف/ ص96) تنتقل من الصوت الواحد إلى صوت الجماعة النسوية في قصيدتها(عمر أخضر) فالقصيدة مهداة (أهدي نصي إلى كل النساء المقهورات ومنهن القاصرات/ ص104) القميص الابيض للشاعرة سهاد البندر شعر يستحق القراء والتأمل. الكتاب من القطع المتوسط (132) صفحة.. صدرعن اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة/ دار أمل الجديدة/ ط1/ 2022
عدد القصائد : اثنان وخمسون قصيدة
*******
مشاركتي في أمسية مؤسسة أقلام الريادة الثقافية بالتعاون مع المكتبة المركزية العامة في البصرة احتفاء بالشاعرة سهاد البندر وكتابها (القميص الأبيض) في تمام الخامسة من عصر اليوم الخميس 28/ 9/ 2023 قدمت الأمسية الدكتورة وسن فتحي
وكان ضيف الجلسة الأديب الدكتور ضرغام الأجودي.. نائب محافظ البصرة.
شارك في القراءات:
1- الشاعرة (عقيلة العمراني) قرأت قصيدة بمناسبة ذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
2- بلقيس خالد
3- الأديب الدكتور وليد عبد المجيد
4- الناقد مقداد مسعود
5- الشاعر محمد مصطفى جمال الدين
6- القاصة ايثار محسن
7- الشاعرة باسمة الحسن
8- الاستاذة سماهر فتحي
9- الفنانة التشكيلية ياسمين (ابنة الشاعرة سهاد البندر.. ومصممة اغلفة كتبها)
10- الشاعر عطوف الحسيني
11- الأديب علاء التميمي
12- الروائي سعد عبد الوهاب طه
13- الدكتور هاشم الموسوي
14- القاص علي سمير باني
15- كما تحدث الأديب الدكتور ضرغام الاجودي
عن اعجابه بهذه الجلسة الشعرية النقدية متمنيا دوام هذه السمات في نشاطات مؤسسة أقلام الريادة الثقافية. وكذلك كان الثناء جزيلا من الاستاذ محمد مصطفى جمال الدين رئيس رابطة مصطفى جمال الدين.
ثم قدم الدكتور ضرغام شهادتيّ شكر وتقدير من مؤسسة أقلام الريادة الثقافية واحدة للدكتور وسن فتحي والثانية للشاعرة سهاد البندر..
ولن ننسى من وثق تلك اللحظات الجميل بعدسة كاميرته:
16- المصور الاعلامي الاستاذ جاسم بصراوي
17- المصور الاعلامي الاستاذ بهاء البدران
ومسك الختام شكرنا وتقديرنا واعتزازنا للأستاذ (مراس عبد السلام السويدي) مدير المكتبة المركزية العامة في البصرة.
وجزيل الشكر والتقدير والاعتزاز للحضور الكريم المؤازر الدائم لنشاطاتنا.

#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل