أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - العرب في فكر غوستاف لوبون(3)














المزيد.....

العرب في فكر غوستاف لوبون(3)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 10:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الدين والأخلاق: تأثير الدين في المسلمين
يبيّن صاحب كتاب "حضارة العرب" إنّه يوجد فَرْق بين التعاليم المكتوبة والعمل بها في الغالب، وإذا ما أراد الإنسان أن يَعْلَم أهمية هذه التعاليم وَجَب عليه أن يدرس درجةَ تأثيرها في الحياة، وحدودُ هذا التأثير هو الذي تُهِمُّ معرفته إذن، وهذا لا نستطيعه إلا بالدخول فيما لم نأتِه حتى الآن من التفصيل: تأثيرُ دين محمد في النفوس أعظم من تأثير أي دين آخر، ولا تزال العروق المختلفة التي اتخذت القرآن مرشدًا لها تعمل بأحكامه كما كانت تفعل منذ ثلاثة عشر قرنًا، أجل، قد تجد بين المسلمين عددًا قليلًا من الزنادقة والأخْلِياء، ولكنك لن ترى من يَجرؤ منهم على انتهاك حرمة الإسلام في عدم الامتثال لتعاليمه الأساسية كالصلاة في المساجد وصوم رمضان الذي يراعِي جميعُ المسلمين أحكامه بدقة مع ما في هذه الأحكام من صرامةٍ لا تجد مثلَها في صوم الأربعين الذي يقوم به بعض النصارى كما شاهدتُ ذلك في جميع الأقطار الإسلامية التي زُرتها في آسية وإفريقيا، (والكلام لغوستاف لوبون) ومن ذلك أن أتيح لي أن أركب سفينة نيلية كان فيها أفرادُ عصابةٍ عربية مُقَرَّنين في الأصفاد، ومُتهمين بأنواع الجرائم؛ فقضيتُ العجب حين رأيتهم، وهم الذي خرقوا حومةَ جميع القوانين الاجتماعية مستخفِّين بأقسى العقوبات، ولم يجرؤوا على انتهاك تعاليم النبي، وحين شاهدتهم يرفعون تلك الأصفاد عنهم وقت الصلاة ليسجدوا لله القهَّار ويعبدوه.
فعلا، أنها لمفارقة، لأنهم منومين تحت التأثير المغناطيسي، والبعض يعتقد أنه اذا سرق فسيغفر له الله، بعد أن يتوب ويستغفر ربه، ويذهب الى الحج ليمسح تلك الذنوب العالقة به، ليعود ابيض السريرة كما ولدته أمه!. وهذه قضية شائعة عندنا، خصوصًا في العراق، فمنهم من يفعل الأفاعيل، ويقول أن الله سيغفر الذنوب جميعًا، إلا الشرك، مُستشهدًا بآية من القرآن، وأنا لم أشرك بالله طرفة عين.
ويقول لوبون: وعلى من يرغب في فهم حقيقة أمم الشرق، التي لم يُدرِك الأوربيون أمرها إلا قليلًا، أن يتمثل سلطانَ الدين الكبير على نفوس أبنائها، وللدين ذي التأثير الضئيل فينا نفوذٌ عظيم فيهم، وبالدين يُؤْثَّر في نفوسهم، ولولا الدين ما حُرِّكَ ساكن المصريين منذ الثورة الحديثة التي ضَرَّجت مصر بالدماء، وقد تَجَلَّت لي صعوبة إدراك الناس لروح الأمم الأخرى من مطالعة الصحف الأوربية التي ذَكَرت أن ثورة عرب مصر الأخيرة حدثت لينالوا من الحقوق السياسية ما يجهلونه بالحقيقة جهلًا تامًّا، وذلك أن العرب إذ تعودوا الإذعان لأهواء ربٍّ، ولم يَصْعَب عليهم الإذعان لوكلائه، وأن الرجل الذي يخاطب العرب باسم الله يُطاع لا محالة، ما عَلِموا أنه يتكلم باسم الله حقًّا، فعلى الراصد المؤمن أو الملحد أن يحترم هذا الإيمان العميق الذي استطاع العربُ أن يفتحوا العالم به فيما مضى، وهم اليوم يَصبِرون به على قَسوَة المصير.
ويضيف منبهرًا: حقًّا إن مثل تلك المعتقدات يُورِثُ الجموع أوهامًا جميلةً تُعدُّ عنوان السعادة، والجموع تُبصِر من خلالها نعيم الآخرة الذي لا تَرَى مثله في هذه الحياة الدنيا، وهي تصونها من الوقوع في اليأس وما يَجُرُّ إليه اليأس من الفِتن الشديدة، ويجب على من يستخف بتلك الأوهام أن يستخف بجميع الأوهام؛ ليكون منطقيًّا فيزدري المجد والطموح والحب وجميعَ الخيالات الساحرة الجديرة بالاحترام التي نقضي حياتنا وراء تحقيقها، وهذه الأوهامُ أعظم عامل في سَيْر الإنسان حتى الآن، والمفكر الذي يكتشف ما يُغْني الناسَ عنها لم يُولَد بعد.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصّان
- العرب في فكر غوستاف لوبون(2)
- العرب في فكر غوستاف لوبون(1)
- أحلامنا ترفل بالذبول
- سجالات
- لعبة التنكيل
- التربعُ على عرش الهذيان
- حرز قصب السّبق
- أزمنة داكنة
- الكل يرفل بالترقب
- الموتى يغنون بالهمس
- الشعارات المدجنة
- لذلك يمتهنون الشّعر
- فن الخداع
- ضرب من ظنون
- مشاغبات لم تدرك الحُلم
- غطرسة
- الانتظار الفجّ
- معاول لهدم أسيجة الجمال
- محالات تضجُ الدهشة


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - العرب في فكر غوستاف لوبون(3)