أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - من بيروت الى درنة.. عندما تكون الكارثة بعشرات أمثالها














المزيد.....

من بيروت الى درنة.. عندما تكون الكارثة بعشرات أمثالها


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُقال، ينعقد لسان المرء أمام هول مصيبة ما أو كارثة ما أو جريمة ما... ويقال أيضا: الصمت أبلغ من الكلام... لكن الصمت لن يصمد طويلا وعلى الفكرة والرأي أن يصدحا ولو بعد حين. وعلى الحقائق أن تلفظها الوقائع في الوجوه مهما كانت مرة ومؤلمة فهي لن تكون أكثر إيلاما من تلفّظ البحر لمئات الجثث على شواطئ درنة المدمرة.
في الرابع من آب/أعسطس 2020 وبعد دقائق قليلة من الساعة الخامسة مساء شوهدت أعمدة دخان برتقالية اللون تتصاعد من أحد عنابر مرفأ بيروت دليل على حريق ضخم نشب فيه. ومرفأ بيروت الذي تحتضنه عاصمة لبنان فيقع على مقربة من قلبها النابض بالحركة، وبجواره يمر شريان سير حيوي يربط بين العاصمة وجبل لبنان والشمال اللبناني، شريان يعج بحركة النقل وبالسيارات بالمئات إن لم يكن بالألاف، ويطل عليه عدد كبير من أحياء العاصمة والضواحي، مرفأ بيروت هذا هو أيضا يعج بالحركة والموظفين وبالأمنيين والعسكريين الذين لهم وظائف ومراكز ثابتة فيه.
استمرت السنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من المرفأ، أعمدة شوهدت في مختلف المناطق اللبنانية لأكثر من أربعين دقيقة، خلالها تجهز رجال الاطفاء ودخلوا حرم المرفأ بهدف إطفاء الحريق، وما أن وصلوا الى بوابات العنبر المحترق حتى عصف بهم وبالمرفأ وبمحيطه ثالث انفجار غير نووي شهده العالم! انفجار دمر ثلث العاصمة اللبنانية وراح ضحيته الى جانب العشرة أنفار من إطفائيي بيروت أكثر من 215 ضحية، منهم من كانوا في سياراتهم على الأوتستراد المجاور ومنهم من كان في بيته ومنهم من كان يسير على طرقات الأحياء القريبة وفي المحال والمؤسسات.. مدارس ومستشفيات ومؤسسات مختلفة إضافة إلى مئات المنازل دمرت. أكثر من 6000 إصابة منهم ما يزالون يعانون حتى اليوم، أكثر من 300000 مشرد كانت حصيلة الانفجار.
هذا وليتبين لاحقا أن كثيرا من المسؤولين السياسيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية آنذاك ميشال عون وكثيرا من القادة الأمنيين والعسكريين وكثيرا من القضاة كانوا يعلمون ما يحتويه العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت من مواد متفجرة تزن 2750 طنا، ثم لم يطلب أحد منهم إخلاء المرفأ والمناطق المجاورة بعد أن شب الحريق وتعالت ألسنته. أكثر من أربعين دقيقة كانت كافية لإخلاء المنطقة كلها والتقليل الى حدود دنيا من حجم الخسائر البشرية.
هذا في لبنان، أما في المغرب وبعد كارثة الزلزال الأخير (9/9/2023) في منطقة الحوز ومراكش، وفي تصريح لإحدى الفضائيات يقول أحد أبناء بلدة مولاي ابراهيم القرية الأكثر
2 / 2
تضررا: إن اقرب نقطة استشقاء تبعد عن البلدة المنكوبة ستين كلم! وإذا أضفنا الى بعد المسافة ضيق الطرقات وبدائيتها وتعرجها فإن احتمال وصول المصاب الى المستشفى حيا يصبح من قبيل المعجزات، هذا إذا لم تتداع الطريق أو يتداعى فوقها جبل من صخور، فلا جدران تدعيم تحميها لا من فوق ولا من تحت.
في حين يصرح آخر: يمنعوننا من بناء بيوت اسمنتية لمتطلبات السياحة! السياحة التي تقتضي من سكان الأرياف النائية العيش في بيوت طينية متداعية... فعن أية سياحة يتحدثون؟!
ربما جاء رفض السلطات المغربية لعروض تقديم المساعدات الانسانية من كثير من الدول بهدف منع افتضاح المستور وانكشاف الواقع المر الذي يعيشه سكان الريف المغربي في القرى النائية في جبال أطلس، القرى المعدومة الخدمات العامة من صحة واستشفاء وطرقات وسواها من الخدمات، ومن سكن في قرى بدائية غالبية بيوتها من الطين لا تقوى ليس على زلزال بقوة سبع درجات على مقياس ريختر بل على تحمل الطقس العاصف إذا ما هب. صحيح أن البيوت الطينية التي يسكنها الريفيون مع حيواناتهم تحميهم من قساوة الطقس بردا وحرا، لكن طينها وغباره خانق على الفور إذاما انهارت فوق الرؤوس والناس نيام!
أما أمام هول الكارثة التي أصابت مدينة درنة الليبية وجوارها أثناء العاصفة دانيال وما نتج عنها من دمار وضحايا بعشرات الآلاف، فإن الصمت لم يدم طويلا، ولا ينبغي له أن يدوم. فالعاصفة لم تنحصر في هذه المدينة الوادعة ولم تقتصر عليها. غير أن هذه المدينة استحوذت على معظم الفاجعة إن لم يكن على كلها بالتمام. فالعاصفة ليست ما دمر المدينة وحمل أبينتها بمن فيها الى البحر، بل انهيار السدين اللذين لم تستكمل صيانتهما رغم رصد الملايين اللازمة لذلك. أين ذهبت تلك الملايين؟ وكيف لسدين يقبعان فوق مدينة آهلة بمئات آلاف البشر أن يعدما الصيانة الدورية التي ربما لا تؤمن حماية تامة للسكان ولكنها كانت ربما كفيلة بتقليص حجم الأضرار والخسائر البشرية. وكيف لجهات مسؤولة أن تقصر في تحذير السكان لا بل أن تعمل على إجلائهم بأسرع وقت خصوصا أنها تعرف تماما خطورة إقامتهم تحت سدين لم تجر صيانتهما والإعصار قادم؟!
الكوارث تحدث. والخسائر في هذه الكوارث لا بد منها. لكن في ظل الفساد وتنازع المصالح والتكالب على السلطة والنهم لثروة ما ولو كانت غير مشروعة تجعل الكارثة بعشرة من أمثالها ما يعني أن كوارثنا بمن يعتلون المناصب ويتناحرون من أجلها هي أكبر وأخطر بمرات من الكوارث الطبيعية أو تلك التي هي بفعل فاعل.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضرورة الحزب الثوري
- بين تقيتين الطائفية تنتصر
- الطبل في بكين والرقص في تبنين!
- حدثان بين عامي ٢٠٢٢ و٢٠& ...
- مظاهرة برلين: ضرورة الظهير الخارجي للانتفاضة
- لبنان: المعارضة الطائفية وترسيم الترسيم
- الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي
- فؤاد النمري ارقد بسلام
- سرٌِيَ التٌوأم
- كيف لنا أن نتابع ما بدأه سلامة كيلة؟
- مداخلتي الرئيسية للقاء الحواري الأول لتجمع مصير
- ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟
- عقد على الانتفاضات الشعبية المفتوحة
- شهران على تفجير مرفأ بيروت من يحاسب من؟
- سلامة كيلة، سنتان على غيابه
- مبادرة أم صفقة؟
- كان يعلم
- هل افتدت المدن السورية بيروت؟
- التعذيب كأداة استنطاق لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية
- المداخلة الرئيسية في تأثيث ندوة أطاك طنجة/المغرب حول تطورات ...


المزيد.....




- -في زيارة أخوية-.. أمير قطر يصل الإمارات ومحمد بن زايد في مق ...
- وكالة: مخابرات الكونغو الديمقراطية تنجز التحقيق في محاولة ال ...
- ناريندرا مودي يقترب من فترة ولاية ثالثة -تاريخية-
- طهران تستضيف مؤتمرا لدعم غزة
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك وإسقاط طائرتين ح ...
- بعد تزكيته ومبايعة مجلس الوزراء.. أمير الكويت يعين الشيخ صبا ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي السفير الصيني على خلفية موقف بكين ...
- إعلام إسرائيلي: جندي يلقي قنبلة على مدخل مبنى وزارة الدفاع
- آخر تطورات اختفاء مواطن سعودي في مصر (فيديو)
- المدرب -المميز- البرتغالي جوزيه مورينيو يخوض تجربة جديدة في ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - من بيروت الى درنة.. عندما تكون الكارثة بعشرات أمثالها