أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟














المزيد.....

ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 6776 - 2020 / 12 / 31 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع أحداث المنطقة العربية وتتداخل في ما يشبه السباق المحموم بين القوى الإقليمية المتناتشة على السيطرة والهيمنة وملء الفراغات الناشئة عن ترهل وتحلل أنظمة السيطرة المحلية من العراق الى سوريا الى ليبيا.. ولبنان.
ومن يتمعنْ في حركة تلك القوى يرَ أنّ كلاً منها يحاول ما استطاع أن يجمع بين يديه أكبرَ عددٍ من أوراق التفاوض خلالَ الأيام القليلة المتبقية قبل العشرين من يناير 2021 ليستقبل بها ولاية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
فهذا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار يتوجه الى العاصمة الليبية طرابلس ليطلق من هناك التهديدات بعد أن شهدت الساحة الليبية فترة قصيرة من الهدوء ومحاولات حثيثة لوقف الحرب، وهذا قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني يتحرك بين طهران وبغداد بعد جولة من القصف الصاروخي الذي قامت به المليشيات الولائية التابع للحرس الثوري في العراق على المنطقة الخضراء في بغداد، وهذه الطائرات الحربية الاسرائيلية تحلق طيلة نهار الإثنين في الأجواء اللبنانية بعد يومين على شنِّ هجمات صاروخية من الأجواء اللبنانية على مواقع عسكرية يبدو أنها ايرانية في منطقة مصياف السورية، وتلك تحركات عسكرية روسية في منطقة البوكمال شرق سوريا تحاول إزاحة المليشيات الإيرانية والسيطرة على بعض مناطق سيطرتها، وما شهدته مدينة عين عيسى في الشمال السوري من تحركات عسكرية للتضييق على قوات قسد والمليشيات الكردية من قبل الأتراك وتربص القوات الروسية بها ما انتهى الى تسليم المدينة لقوات النظام السوري من قبل قوات قسد.. وهذه المليشيات الحوثية توسع من ارتكاباتها الإجرامية في اليمن وتكرر اعتداءاتها البحرية على السفن التجارية في البحر الأحمر..
في نفس الوقت يقف حزب الله اللبناني وراء رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون والتيار الوطني الحر بزعامة صهره جبران باسيل في منع تشكيل حكومة لبنانية جديدة بعد أن سلّم الرئيس المكلف سعد الحريري الرئيس ميشال عون تشكيلته التي وافق عليه البطريرك بشارة الراعي الذي قام بمساع لم تلقَ آذانا صاغية في قصر الرئاسة في بعبدا. وواضح تماما أن عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية يراد منها إضافة ورقة جديدة بيد النظام الإيراني للتبادل بها مع بايدن. هذا في وقت يرزح اللبنانيون تحت وطأة ضائقة مالية ومعيشية خانقة لا تجد من يعمل على معالجتها أو التخفيف من وطأتها، ليقع لبنان والشعب اللبناني كله في عز اختناقه، في قبضة النظام الإيراني ورقةَ ابتزاز وتفاوض مع أمريكا.
الكل ينتظر ولاية الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، والكل يحاول جمع ما أمكن من أوراق بيديه منتظرا أن يستخدمها في وجه الرئيس الأمريكي الجديد للحصول على مكاسب اقليمية أو سياسية أو اقتصادية. وكأن الرئيس الأمريكي الجديد خالي الوفاض من أي برنامج أو مشروع ويجلس منتظرا مشاريع الآخرين واشتراطاتهم. بل كأن الرئيس الأمريكي يحمل في جيبه مفاتيح المنطقة ليوزع عطاءاته على تلك القوى الإقليمية في بلادنا وعلى حساب شعوبنا في غياب حكومات وقوى سياسية قادرة على فرض سيادة بلداننا ومصالحها الحيوية في وجه الجميع.
صحيح أن حكوماتنا والقوى المسيطرة في بلداننا رهينة التبعيات المتعددة والمختلفة بمن فيهم اؤلئك الذين تصدروا المعارضة السورية والفصائل الفلسطينية والأحزاب الطائفية في العراق وفي لبنان خصوصا وبعض المليشيات المسلحة والقوى العشائرية في ليبيا، صحيح أن هؤلاء جميعا فشلوا جميعا في تمثيل مصالح شعوبهم وبلدانهم، بل لم يحاولوا ذلك في أغلب الأحيان، وصحيح أن الانتفاضات الشعبية العربية لم تتمكن حتى الآن وخلال عشر سنوات من الصراعات والتدخلات الخارجية المباشرة أو من خلال التنظيمات الإرهابية، من بناء منظمات وأحزاب تُعبّر بالتنظيم والبرامج والممارسة عن مصالح الشعوب، وصحيح أيضا أن القوى الإقليمية تمكنت من فرض احتلالات متعددة، عسكرية وغير عسكرية في بلداننا، إلا أن ذلك لن يُمكّن هذه القوى الإقليمية من أن تكرر التجربة الصهيونية وأن تحصل من جو بايدن على وعود شبيهة بوعد بلفور الذي أعطى فيه من لا يملك أرضَ فلسطين لمن لا يستحق.
فالانتفاضات الشعبية العربية لم تتوقف ولن تتوقف طالما أن أسبابها الملموسة مستمرة، وهي مستمرة بالتفاقم أيضا بحيث باتت أضعاف ما كانت عليه قبل الموجة الأولى من التردي والانسحاق والإفقار والإذلال.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الإدارة الأمريكية الجديدة، وقد اختار بايدن مرشحه لوزارة الخارجية و اختار ايضا اغلب فريقه الامني و المخابراتي و الديبلوماسي و الاقتصادي (بإنتظار موافقة الكونغرس على بعض المراكز). كل الاسماء موجودة في اغلب الصحف العالمية مع سيرتهم الذاتية و السياسية بحيث يستطيع الجميع أن يأخذ فكرة "مبدئية "عن التوجه السياسي لإدارة بايدن التي لن تبادر الى الخروج من المنطقة، وهي، وإن كانت الصين أبرز من تنازعها على السيطرة العالمية اقتصاديا وسياسيا، وإن كان حصار الصين هدفا استراتيجيا لها، فإن واقع المنطقة العربية يبقى على جدول أعمالها كونُه أيضا من مستلزمات هذه الاستراتيجية وبالتالي لن تترك المنطقة للذئاب الإقليميين إلا بما يخدم هذه الاستراتيجية. وعليه، فإن أوراق التفاوض الذي يجري السباق المحموم للحصول عليها من قبل الأفرقاء الإقليميين (يبلوها ويشربوا زُومها) على جَريِ القول العامّي اللبناني المأثور، لأنها لن تُقدّم لتلك القوى سوى مزيدٍ من الأسباب التي تشعل الشارع وتؤجّجه في سَعْيه المحموم للخلاص من سيطرتها ومن إجرامها.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد على الانتفاضات الشعبية المفتوحة
- شهران على تفجير مرفأ بيروت من يحاسب من؟
- سلامة كيلة، سنتان على غيابه
- مبادرة أم صفقة؟
- كان يعلم
- هل افتدت المدن السورية بيروت؟
- التعذيب كأداة استنطاق لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية
- المداخلة الرئيسية في تأثيث ندوة أطاك طنجة/المغرب حول تطورات ...
- كوفيد-19 الماقبل والمابعد
- لم ندفن موتانا بعد يا سلامة!
- افلاس نظام المناهبة وانهياره
- صفقة القرن: الطرف الثالث
- لبنان- ثورة حقيقية
- لماذا يتغاضى النظام العالمي عن المجازر في سوريا؟
- روسيا الإمبريالية النزقة
- لبنان بين إعادة إنتاج النظام وتخبط الشارع
- أخطبوط الإرهاب والتصفيات
- سلامة كيلة، المناضل والمفكر والانسان
- بين عدوانين
- سلامة كيلة، الإنسان والمشروع


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟