أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - لبنان: المعارضة الطائفية وترسيم الترسيم














المزيد.....

لبنان: المعارضة الطائفية وترسيم الترسيم


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للوهلة الأولى، ظنَّ البعضُ أن أحزاب المعارضة الطائفية اللبنانية سوف تعارض اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي من منطلق معارضتها لقوى السلطة الحالية التي أنجزته والمتمثلة بالتيار الوطني الحر (العوني) وحزب الله المتحالف مع حركة أمل ورئيسها نبيه بري رئيس البرلمان.
غير أن هذا البعض تفاجأ بانضمام هذه الأحزاب وتحديدا حزبَي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية الى جوقة المحتفين بهذا الاتفاق باعتبارهم اياه "إنجازا" يُبنى عليه.
ولئن كانت القوى التي شاركت في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال بوساطة الوسيط الأمريكي آموس هوكستين احتفت بهذا "الإنجاز" كون ذلك يسهم في تلميع صور زعمائها بعد ما أصابها من تنكيل وتسفيه خلال سنوات انتفاضة 17 تشرين من جهة وكون ذلك الاتفاق يُنهي ولاية الرئيس ميشال عون الكارثية بما أطلق عليه "إنجاز تاريخي" يَعِدُ البلاد بسنوات الرغد والبحبوحة بعد سنوات العهد العوني الجهنمية التي جلبت الانهيار الشامل للبلاد، فلماذا اعتبر الكتائبيون والقواتيون المعارضون للعهد العوني وللثنائي أمل وحزب الله الذي أدار التفاوض من "خلف الدولة" وكانت له الكلمة النهائية في ما انتهت اليه المفاوضات، أن ما جرى إنجاز يبنى عليه؟
في مقابلة أجرتها فضائية إل بي سي آي ( lbci ) اللبنانية مع النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية مساء 17 تشرين أول / أكتوبر طالب الأخير أن يُعرض اتفاق الترسيم مع الاحتلال الاسرائيلي على الحكومة وعلى مجلس النواب للمصادقة عليه. كما أعلن وأصرّ على مطالبته التفاوض على ترسيم الحدود البرية الجنوبية مع الاحتلال استكمالا لترسيم الحدود البحرية والتوصل معه الى مرحلة نهائية من الأمن والسلام والاستقرار الذي يجب أن ينعم بها لبنان أسوة بسائر البلاد العربية التي طبّعت علاقاتها مع اسرائيل.
هنا نتبيّن أن الأحزاب الطائفية المعارضة لقوى السلطة الطائفية المهيمنة قد انحازت الى هذا الاتفاق وتطالب بـ"ترسيمه" برلمانيا "لكي يُبى عليه" ترسيمٌ بَريٌّ يُقدم للبنان السلام والأمن على طبق من فضّة وبالتالي تصبح حُجّة وجود السلاح لدى حزب الله منتفية أصلا.
الأحزاب الطائفية سواء المسيطرة على مقاليد السلطة اليوم أو تلك المعارضة لا تنفك تَعِد اللبنانيين بأوهام الرغد والبحبوحة أو الأمن والسلام والاستقرار حيث هي هي لم تترك للبنانيين أيّا من هذه الأمنيات فباتوا يُلقون بأنفسهم وأطفالهم في غياهب زوارق الموت في محاولة أخيرة لهم للخلاص من "جهنم الوطن" التي تلاحقهم بلظاها.
ولئن كانت وعود الرخاء القادم تستند الى حقيقة وجود ثروات هائلة في مكامن الغاز والنفط شرقي المتوسط كما دلّت الاستكشافات والتنقيبات والدراسات والتحاليل، إلا أن ذلك كله لا ينفي عن هذه الوعود صفة الوهم كون من يطلقها ويروّج لها هم أنفسهم من نهبوا مقدرات البلاد وشردوا خيرة شبابها وعقولها المنتجة وأوقعوها في هاوية انهيار لا قرار له تستمر في السقوط الحر فيه تحت قيادهم أنفسهم. فكم من بلد وُهب ثروات لا تقدر يعاني أهله صنوف الشقاء وزعماؤه يتنعمون بما نهبوا وينهبون! وإذا كانت حاجة أوروبا الماسّة الى الغاز والنفط، في محاولة منها للتخلص من التبعية للغاز الروسي بعد أن شنّت روسيا حربها على أوكرانيا، جعلت من التوصل الى اتفاق الترسيم ايّاه أمرا واقعا بضمانة أمريكية قاطعة فرضت على لبنان التنازل عن معظم ثرواته الكامنة في المنطقة المتنازع عليها مع الاحتلال الاسرائلي، فإن حاجة قوى السلطة والنظام في لبنان الى "إنجاز" ولو كان وهميا مخادعا ينهي عهد المهانة التي أصابتها خلال انتفاضة 17 تشرين / أكتوبر ويعيد لها شيئا من الاعتبار داخليا ومن الدعم خارجيا، دفعتها لرضوخ موّهته بألوان النصر.
أما وَهْمُ السلام والأمن الذي تَعِدُ به الأحزاب الطائفية المعارضة نتيجةً حتميةً لترسيم الحدود البرية مع الاحتلال الاسرائيلي فتؤكده مسيرة المفاوضات البحرية المديدة التي كانت خلال أكثر من عقد من الزمن تتحرك وفقا لبازار المصالح الإقليمية والدولية ثم تنام لسنوات إلى أن حانت اللحظة الحاسمة التي فرضت اتفاقية الترسيم كما هي، الاتفاقية التي فرضت على المفاوض اللبناني ليس فقط التراجع عن أحادية امتلاك حقل قانا كاملا، بل ايضا التراجع عن كل "الملاحظات" التي أبداها الجانب اللبناني في اللحظات الأخيرة والتي رأى فيها الاحتلال الاسرائيلي تهديدا محتملا لعمليات التنقيب والاستخراج. فمن أين نأتي لحزبي الكتائب والقوات اللبنانية بتقاطع مصالح إقليمية ودولية يفرض ترسيما حدوديا بريّا يَعِدُ بالسلام والأمن والاستقرار لجميع الأطراف؟
صحيح أن اتفاقا من نوع ترسيم حدود المنطقة البحرية الخالصة بما تحويه من ثروات يقع تحت أحكام المادة 52 من الدستور التي تنص على أن رئيس الجمهورية مخوّل إجراء المفاوضات وابرام المعاهدات التي ينبغي أن تُعرض على البرلمان لإقرارها في حال كانت تتعلق بمالية الدولة أو غير قابلة للفسخ سنة فسنة، فهذا الاتفاق يتعلق ليس فقط بمالية الدولة بل بثروات البلاد عموما، وهو يتضمن شرطا يمنع لبنان نهائيا من أن يتنصّل منه لاحقا. غير أن نوايا أحزاب المعارضة الطائفية تذهب الى حيث يُقَرّ الاتفاق كما هو وليس لمناقشته وامكانية رفضه كونه يؤدي الى تنازلات خيانية في الحدود وتفريط في السيادة وتنازل عن الثروات، بل لإقراره واعتباره سابقة تبرر ليس فقط ترسيم الحدود البرية بل الالتحاق بركب التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي باعتباره باباً إلزاميا للسلام والاستقرار والرفاه!
خلاصة القول، كل أحزاب النظام الطائفي، موالاة ومعارضة، لا تعد اللبنانيين الا بأوهام مخادعة وتبذل كل ما تستطيع وتستحوذ من امكانيات كي تبقي على إمساكها بمفاصل السيطرة على المجتمع مهما كانت النتائج مدمرة على البلاد والمواطنين.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي
- فؤاد النمري ارقد بسلام
- سرٌِيَ التٌوأم
- كيف لنا أن نتابع ما بدأه سلامة كيلة؟
- مداخلتي الرئيسية للقاء الحواري الأول لتجمع مصير
- ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟
- عقد على الانتفاضات الشعبية المفتوحة
- شهران على تفجير مرفأ بيروت من يحاسب من؟
- سلامة كيلة، سنتان على غيابه
- مبادرة أم صفقة؟
- كان يعلم
- هل افتدت المدن السورية بيروت؟
- التعذيب كأداة استنطاق لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية
- المداخلة الرئيسية في تأثيث ندوة أطاك طنجة/المغرب حول تطورات ...
- كوفيد-19 الماقبل والمابعد
- لم ندفن موتانا بعد يا سلامة!
- افلاس نظام المناهبة وانهياره
- صفقة القرن: الطرف الثالث
- لبنان- ثورة حقيقية
- لماذا يتغاضى النظام العالمي عن المجازر في سوريا؟


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - لبنان: المعارضة الطائفية وترسيم الترسيم