أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالرزاق دحنون - أين المفتاح يا لينين؟














المزيد.....

أين المفتاح يا لينين؟


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7745 - 2023 / 9 / 25 - 18:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يخطر في بالي السؤال التالي: أين مفتاح الحل في سورية مثلاً، وقد طالت الأزمة أكثر مما ينبغي، واستفحل المرض، ولا علاج، وهذا خطير؟ وعلى فكرة، لا أحبّ كتابة كلمة "سورية" بالألف بدل التاء المربوطة، لا أجد مسوّغاً ولا حكمة من وراء ذلك. ولاحظ من البداية، أنّنا كسوريين نختلف حتى في كتابة اسم بلدنا. المهم، وكلّه مهم، لتوضيح السؤال أكثر لأننا لسنا وحدنا في هذه المسألة، أقصد "غياب الحل" وضياع مفتاحه. انظر إلى جيراننا: العراق، لبنان، فلسطين. ثمَّ اذهب إلى: اليمن، ليبيا، السودان... نفس المشكلة: غياب الحل. نعود إلى السؤال: أين مفتاح الحل في هذه الدول؟ ومع من هذا المفتاح؟ وهل هذا المفتاح موجود فعلاً في حقيقة الأمر، أم هو من خيالات وأضغاث أحلام وقعنا فيها تحت تأثير سيرة عنترة العبسي وسيف بن ذي يزن وتغريبة بني هلال وعلي الزيبق في ألف ليلة وليلة؟

وبما أنّ المجتمع في هذه الدول انقسم على نفسه -شئنا ذلك أم أبينا- وسُدَّتْ في وجهه جميع الأبواب وأغلقت إغلاقاً مُحكماً، فلا بدّ في اعتقادي من مفتاح ما، وقد لا يوافق المفتاح البديل المفتاح الأصل لأنه (وعلينا الاعتراف بذلك) قد يكون ضاع. وهنا السؤال: هل من الممكن إيجاد هذا المفتاح البديل؟ وكيف نحصل عليه؟ وهل يفتح الباب المغلق فعلاً؟

أرى أن كلّ من عمل ويعمل في الداخل أو في خارج -أجلكم الله- في المنافي ومخيمات اللجوء (أحزاب سياسية، مؤتمرات دولية وإقليمية، هيئات تفاوضية، منصات، تجمعات، لجان، جمعيات، أفراد)، لا يمتلك ولو إشارات إلى مكان وجود هذا المفتاح. هات علامات أو نقاط "علاّمة" تُرشدنا، ولو من بعيد عن مكان وجود مفتاح الحل الضائع. ويُحكى أنّ جحا دفن كنزاً في الصحراء، فلّما أراد علامة تدل على مكان الكنز لم يجد غير سحابة صيف جعلها دليلاً على موضع كنزه! ويسأل سائل: ماذا لو وجدنا مفتاح الحل!؟

سيداتي سادتي لن يوافق على استعماله الكثير من القوى صاحبة المصلحة الحقيقة في الحل. إذن؟ إذن ماذا؟ خذ مثالاً بسيطاً: قضينا، أو قضية العرب المركزية- وهل هي فعلاً كذلك؟، ما علينا، فلسطين، وما أجمل هذا الاسم! استعصت على الحل فعلاً بعد عقود من السنيين، من عرقل هذا الحل ويُعرقله بعد خمسة وسبعين سنة على تأسيس دولة "إسرائيل" على أرض فلسطين؟ ألم يعمل الفلسطينيون ما عليهم عمله وزيادة؟ ماذا يعملون أكثر مما عملوا؟ والنتيجة "صفر" استعصى حلّ عقدة القضية، لأنّ العقدة شُدَّت شدّاً مُحكماً. والنتيجة؟! لا نتيجة. وكما قال صديق "فلسطين" اللدود وصديق إدوارد سعيد، المفكر الباكستاني "إقبال أحمد" بعد أن زار قوات المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان عام 1979، قال: "لقد هزم الفلسطينيون أنفسهم أكثر مما هزمتهم إسرائيل". هذه حقيقة، لا يقبل بها الكثير من أهل فلسطين. وعلى نفس المنوال، يمكن القول: "لقد هزم السوريون أنفسهم أكثر مما هزمتهم أميركا والسعودية وإيران وتركيا وروسيا والصين!". فما العمل الآن يا لينين؟

في سورية والعراق ولبنان وليبيا والسودان واليمن، هذه الدول المنهارة، ستحصل على نفس النتيجة. المعنى؟ المعنى، لو سمحتَ لي بالقول: إنّ المشكلة فينا نحن، في السوريين وليس في تركيا، في العراقيين وليس في إيران، في اللبنانيين وليس في فرنسا أو إيران، في أهلنا في اليمن وليس في السعودية أو إيران، وكذلك الأمر في السودان وليبيا وحتى الصومال، المشكل عندنا لا في أميركا ولا في إثيوبيا أو تنزانيا.

عليك أن تبحث عن المرض في هذه الدول لتجد قفل المشكلة ومفتاح الحل معاً. والمشكلة الأعظم أنّ كلّ فصيل من الفصائل، سواء السلمية منها أو المُسلحة، يُشخّص المرض "على كيفه". وهذا لا يُساعد في التشخيص وإيجاد المرض الحقيقي ليُوصف له العلاج المُناسب. هل نحتاج إلى مبادرة عربية وأممية تُرشدنا إلى الطريق المستقيم أو المُتعرِّج، لا فرق. فعلوا ذلك يا سيدي وفشلوا في العثور على المفتاح. المهم، وكلّه مهم أيضاً، هل هناك أمل في أن نحصل على المفتاح؟ استشهدتُ مرّة بالفيلسوف اليوناني أفلاطون، حيث يشكو من أننا في المسائل التافهة، مثل صناعة الأحذية مثلا، نعتمد على المختصّين في صناعة الأحذية لصنعها لنا، أما في السياسة فإننا نفترض أنّ كل شخص يقدر على إحراز الأصوات يستطيع أن يكون حاكماً. فإننا عندما نصاب بالمرض، ندعو لمعالجتنا طبيباً حاذقاً في صنعته، حصل على شهادة علمية محترمة، ولا ندعو "أوسم" طبيب (من الوسامة والجمال) أو أكثر الأطباء فصاحة وزلاقة لسان. وبناءً على ذلك، عندما تُصاب الدولة كلّها بالمرض، ألا يجدر بنا أن نبحث عن أحكم وأعقل الحُكَّام؟ وأن نعمل على إيجاد وسيلة لمنع عدم الكفاءة والمكر من الوصول إلى المناصب العامة، ونختار ونعدّ أفضل البشر ليحكموا لمصلحة الجميع؟! هذه هي مشكلتنا الحقيقية في السياسة. ولكن وراء هذه المشاكل السياسية تكمن طبيعة البشر. ولنفهم السياسة يجب علينا، لسوء الحظ، أن نفهم علم النفس. وكلّما زاد أفلاطون تفكيراً في هذا، ازداد فزعاً ودهشة. فهل نُخرج أفلاطون من قبره ليساعدنا في البحث عن مكان مفتاح الحل؟ أنا ما عندي مانع أن نتعاون مع جميع الأطراف إذا كان هذا الأمر يُسهم في إيجاد مفتاح الحل. وانتبه جيداً، أقول إيجاد مفتاح الحل، وإن لم يفتح المفتاح القفل، والله! إذا كان الأمر كذلك، فلا بد من ترحيل السؤال من جديد: أين المفتاح يا لينين؟ ولا أعتقد بأن لينين سيعجز عن إيجاد مفتاح الحل. لأنني أعلم علم اليقين أن لا مشكلة في هذا العالم لا حل لها.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير ماركس من تشويهات الأيديولوجيا الشيوعية
- عشر سنوات على مبادرة الحزام والطريق الصينية
- الحاكم الصالح
- نوع العالم الذي تريده الصين
- سؤال: لماذا هنري كيسنجر في الصين؟
- حوار مع الدكتور جودت هوشيار
- اليسار الثوري مُقصِّر وشعاراته حامية!
- لا يتبع الجثة إلى القبر إلا ذبابة غبية
- الرواية إمبريالية بطبيعتها
- الدعاية السياسية والذكاء الاصطناعي
- في رحيل الرفيق عدنان حدادين
- قراءة في كتاب الضلال الكبير
- وهم التخلص من الدولار
- حوار مع الشاعر والتشكيلي السوري منذر مصري
- عن النعام والشيوعية والشيخ زايد وماركس
- مواجهة صدام حسين Confronting Saddam Hussein
- ما أخطأ المحافظون الجدد
- الاستبداد والديمقراطية، من ينتصر؟
- عن غياب الصحافة الساخرة في العراق
- روايتان بديعتان عن معتقل تازمامارت في المغرب


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالرزاق دحنون - أين المفتاح يا لينين؟