أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - اليسار الثوري مُقصِّر وشعاراته حامية!














المزيد.....

اليسار الثوري مُقصِّر وشعاراته حامية!


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7674 - 2023 / 7 / 16 - 23:49
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


معدودة الخطاوي
رايحة ولا جاية
ما يهمكش خوفك
ع الدنيا الدنية
قول الكلمة عالي
بالصوت البلالي
قول ان العدالة
دين الانسانية
كامش ليه وخايف
فرج الشفايف
هو العمر واحد
ولا العمر مية
وان كنت ناصح وفهمت المقالة
فهمها يا ابني للي ما فهمش
من قصيدة "الطنبور" أو "زهر الجناين" شعر أحمد فؤاد نجم لحن وغناء الشيخ إمام

حين التقى الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون زعيم الحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ، في 21 فبراير/ شباط 1972، قال له: أنا معجب بما فعلته لتغيير العالم. فردّ ماو: أنا بالكاد غيَّرت الشارع الذي أعيش فيه. ثم أضاف: أنا أعتقد أنَّ اليمين أقدر على تنفيذ ما يقوله اليسار من دون أن يفعله.

ذكّرني كلام ماو تسي تونغ بالسباق الأسطوري بين السلحفاة والأرنب، وأعتقد من وجهة نظر شخصية بأنّ اليسار الثوري مثل الأرنب، سرعته فائقة، وقفزه عال، ولكن اليمين متمثلاً بالسلحفاة يفوز دائماً. ما علَّة اليسار الثوري هنا؟ هل هو الصراع بين الخير والشر؟ وهل فعلاً اليسار الثوري يمثل الخير واليمين يمثل الشر؟

تقول الحكاية: في يوم من الأيام بينما كان الأرنب يتجوّل في الغابة، صادف في طريقه سلحفاة تمشي ببطء شديد. فسخر منها، وهو يضحك قائلاً: بهذه السرعة ستصلين إلى وجهتك في فجر يوم غد. فردّت عليه السلحفاة بكلّ هدوء: "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"، فاغتاظ الأرنب من جواب السلحفاة وتحداها قائلاً: "أتحداك في سباق حتى الشجرة الكبيرة في وسط الغابة". فقبلت السلحفاة التحدّي بكلّ ما في النفس من ثقة. وعند إشارة الانطلاق، ركض الأرنب كالسهم حتى أصبح غير مرئي، بينما تقدمت السلحفاة بخطوات بطيئة. وفي وسط الطريق، لاحظ الأرنب أنّ السلحفاة بعيدة جداً، فقرّر أن يرتاح في ظلّ شجرة حتى تلحق به، فيعود إلى السباق من جديد. ولكنه غطّ في نوم عميق، فسبقته السلحفاة إلى خطّ النهاية، وفازت عليه في السباق، بفضل مثابرتها وعدم استسلامها. وفشل الأرنب بسبب غروره وتعاليه.

هل نظلم أنفسنا كيسار عربي وعالمي عندما نعترف بأخطاء ارتكبناها أثناء مسيرتنا الممتدة في الزمن مئة عام؟ وهل فعلاً اليسار الثوري، ومنه الشيوعي والاشتراكي، يحارب فكرة اليسار الأصليَّة، ألا وهي "الثورة"؟ نعم، أعتقد بأنّ الأمر كذلك. مع أنّ اليساري (في ظنّي) عنده وجدان وضمير وشجاعة وقيم وأخلاق وإيمان. وهو في الأصل "مناضل اجتماعي" لا تحكمه السياسة ولا المقولات السياسية، ولا نهج جريدة لسان حال الحزب الذي يعمل في صفوفه، بمعنى لا تحكمه سياسة حزبه التي تكون في بعض الأحيان عرجاء، بل يحكمه الوجدان الذي يدفعه لنصرة الخلق المتعبين من عمال وفلاحين وصغار كسبة وأهل سبيل. هؤلاء وغيرهم هم أصحاب المصلحة الحقيقية في يسار ثوري ينتصر لهم.

وقلتُ سابقاً، وأقول الآن، بأنّ المتسوّل على أرصفة الشوارع في المدن المكتظة بالناس المتخمين حين يطالب بشيء من مال الله، يفهم فكرة اليسار (ويُحرجهم في فهمه البسيط هذا) أكثر منّا نحن الذين ندّعي فهم مقولات اليسار الثوري بمختلف أطيافه. ولينظر كلّ يساري إلى ما آلت إليه أحوال الخلق في هذه السنوات العجاف، بينما من المفترض (من كلّ يساري) أن يكون مع الخلق، ضد من يسعى لإذلالهم في معيشتهم.

وأهل اليسار، على اختلاف مشاربهم، يلتقون في النهاية على فكرة "الثورة" على الحاكم المستبد ويقفون في صف الجماهير الغفيرة من الفقراء المتعبين بالكلام فقط، وحين تحين الساعة، ويفور التنور، كما في "الربيع العربي"، لا تجد لليسار الثوري صوتاً واضحاً هاتفاً. وقد لفتت نظري عبارة وردت في مساهمة المفكر والكاتب اليساري الفلسطيني أحمد قطامش، في ملف مجلة الآداب اللبنانية على عددين متتالين في صيف عام 2010، أي قبل ثورات الربيع العربي بأشهر، عن "هوية اليسار العربي، الأزمة والاقتراحات". قال في ختام مقاله: "والآن إلى محاولة الإجابة المباشرة عن السؤال الذي تطرحه مجلة الآداب عن هوية اليسار العربي اليوم، أعتقد أنّ هويّة اليسار العربيّ ما زالت على حالها؛ فنحن ما زلنا ضدّ كلّ اضطهاد قوميّ، أو استغلال طبقيّ، أو دينيّ، أو جنسيّ، وما زلنا نؤمن بأنّ الاشتراكيّة والديمقراطيّة صنوان، وأنّ السلطة هي المسألة المركزيّة، وأنّ طبقة لا تتعلم حمل السلاح تستحق أن تعامل معاملة العبيد، وأنّ الحزب هو الضمير الجمعيّ للأمة". بهذه المقولات اللينينية تتحدّد هويّة اليسار، وإلا أصبح فجلاً أحمرَ من الخارج وأبيضَ من الداخل، على حدِّ تعبير لينين.

والذي زاد الطين بلَّة أنّ الكثير من أهل اليسار المشارك في ملف مجلة الآداب آنذاك، فشل فشلاً ذريعاً في توّقع، أو تلمس، قدوم (الربيع العربي) والتي كانت رائحة أزهاره الفوّاحة قريبة من أنوفهم. وحين (جاء الربيع الطلق يختال ضاحكاً) وقفوا ضدّه في كتاباتهم المنشورة خوفاً على أفكارهم العتيقة التي أكل عليها الدهر وشرب، وبالتالي انعكست مواقفهم سلباً على ثورات (الربيع العربي) الذي أقبل مع أوائل عام 2011، وتحوّل -فيما بعد- إلى خريف. كذلك فعلت أكثرية من أحزاب اليسار العربي والعالمي على اختلاف مشاربها، الشيوعية منها والاشتراكية، والتي هي ضمير الأمة (على حدّ زعم الرفيق أحمد قطامش)، حيث وقفت هذه الأحزاب وخاصة التقليدية منها في صفِّ الحُكَّام الظلمة ضد الخلق والجماهير والأمة. وأتساءل هنا الآن: ماذا قدّمت أحزاب اليسار التقليدية للخلق المُتعبين غير الكلام؟ ويسأل سائل: ما الذي يدفعك لتكون يسارياً ثورياً يا رفيق؟ دع اليسار الثوري لأهله واختر اتجاهاً آخر في هذه الحياة الفانية، فأنت قد بلغت من العمر عتياً؟
قلت:
- يا رفيق كمشنا حرامي.
- اتركه.
- تركناه. ولكن يا رفيق، وهنا المشكلة (على قولة ابني الصغير إبراهيم) هو لا يتركنا.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يتبع الجثة إلى القبر إلا ذبابة غبية
- الرواية إمبريالية بطبيعتها
- الدعاية السياسية والذكاء الاصطناعي
- في رحيل الرفيق عدنان حدادين
- قراءة في كتاب الضلال الكبير
- وهم التخلص من الدولار
- حوار مع الشاعر والتشكيلي السوري منذر مصري
- عن النعام والشيوعية والشيخ زايد وماركس
- مواجهة صدام حسين Confronting Saddam Hussein
- ما أخطأ المحافظون الجدد
- الاستبداد والديمقراطية، من ينتصر؟
- عن غياب الصحافة الساخرة في العراق
- روايتان بديعتان عن معتقل تازمامارت في المغرب
- كش بوتين
- تنورعيوش بنت مصطفى دهنين
- عن الرفيق مصطفى الحسين
- كيف تعافت موسكو جزئيًا من نكساتها العسكرية
- الطغمة الحاكمة
- نصُّ هادي العلوي الفصيح
- حسيب كيالي وعالم العتالين


المزيد.....




- عمدة نيويورك يحذر من -جهات خارجية- تثير مشكلات في احتجاجات ا ...
- عزالدين اباسيدي// المجالس التأديبية، كاتم الصوت.
- بيان المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية بمناسبة عيد الشغ ...
- لقطات من الحملة التي أقامها الحزب الشيوعي العمالي العراقي بن ...
- على طريق الشعب.. عشية انعقاد المؤتمر الرابع للتيار الديمقراط ...
- بيان تيار المناضل-ة فاتح مايو 2024: الكفاح العمالي، ومعه ال ...
- فاتح مايو يوم نضال العمال/ات الأممي: بيان الشبكة النقابية ال ...
- رغم القمع، المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين تتوسع في الولا ...
- سمير لزعر// الموقوفون، عنوان تضحية الذات الأستاذية وجريمة ا ...
- حاكم تكساس يهدد المتظاهرين في جامعة الولاية بالاعتقال


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - اليسار الثوري مُقصِّر وشعاراته حامية!