أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - سؤال: لماذا هنري كيسنجر في الصين؟














المزيد.....

سؤال: لماذا هنري كيسنجر في الصين؟


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما شاهدتُ هنري كيسنجر صاحب أزيد من مئة من السنين يجلس في قاعة الاستقبال مع الرئيس الصيني شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني والذي وصل عدد منتسبيه حسب وكالات الأنباء الرسمية الصينية إلى ما يقرب المئة مليون شيوعي، اندهشت فعلاً، لأنني من الوهلة الأولى ظننتُ بأن الأمر يخضع لأعراف ديبلوماسية بين البلدين، ولكن الاستقبال الحار الذي رافق الزيارة، والاحتفاء الصيني بهذا الضيف المميز، ماذا يعني، ولماذا هنري كيسنجر في الصين أصلاً؟

يُجيب عن هذا السؤال الكاتب والباحث السوري
مروان قبلان
في جريدة العربي الجديد
بقوله:

اجتذبت زيارة وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، الصين الأسبوع الماضي اهتماما كبيرا، كما أثارت تساؤلاتٍ عن هدفها، ودلالات التوقيت، والاجتماعات عالية المستوى التي عقدها في بكين، بما في ذلك مع الرئيس شي جين بينغ. لا شك في أن الصينيين أرادوا من حفاوة الاستقبال التي لاقوا بها ضيفهم واللقاءات الرفيعة التي خصّوه بها، في مقابل التعامل البارد مع مسؤولي الإدارة الحالية، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، توجيه رسالة مفادها بأنهم مستعدون للتعامل بالمثل مع من يعاملهم بودّ واحترام. مع ذلك، يجد المرء صعوبة في قبول فكرة أن الوزير السابق، البالغ مائة عام، ويجد مشقّة في السفر، ذهب إلى الصين كجزء من دبلوماسية عامة يقوم بها رموز السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا الأميركيون تجاه الصين، حيث سبق لكلّ من إيلون ماسك، صاحب "تويتر" و"تسلا"، وبيل غيتس صاحب "مايكروسوفت"، وتيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" أن زاروا الصين هذا العام، والتقوا مسؤولين كبار فيها. بالمثل، يجد المرء صعوبة في قبول فكرة أن كيسنجر قام بهذه الزيارة، بحسب وسائل إعلام أميركية، بهدف إنقاذ إرثه المهدّد، باعتباره مهندس استراتيجية التقارب مع الصين في مطلع السبعينيات، والتي لعبت دوراً مهما في عزل الاتحاد السوفييتي، قبل الإجهاز عليه أواخر الثمانينيات. الأرجح، أنّ التوتّر المتصاعد بين القوتين الكبريين، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي وحول تايوان، وتزامنه مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها الصين، يثير شعوراً متنامياً بالقلق في واشنطن من أن تُقدم الصين على مغامرة عسكرية ضد تايوان تورّط الولايات المتحدة في حربٍ لا تريدها. ويبدو أنّ إدارة بايدن أرادت الاستفادة من "المكانة" التي يحظى بها كيسنجر في الصين، لإيصال رسائل مفادها وقف التصعيد، إذ يصعب تصوّر أنّ زيارة من هذا النوع، لشخصيةٍ بهذا الوزن، يمكن أن تتم من دون تنسيق مع الحكومة الأميركية.

لكن، ما هي المؤشّرات التي برزت أخيراً، وأقلقت واشنطن إلى درجة تدفعها إلى الاستعانة برجل بلغ من العمر عتياً لتزجّه في رحلة طيران طويلة، وترسل معه فريقاً طبياً كاملاً للاهتمام به، من أجل إيصال رسالة بالتهدئة إلى الصين؟ يبدو أنّ المؤشّرات الاقتصادية الصينية بدأت تثير قلقاً في واشنطن في ظل توقّعات تقول باحتمال حصول أزمة كبيرة بعد أن بلغ حجم الديون الصينية 300% من الناتج الإجمالي القومي البالغ 17 تريليون دولار، أي أنّنا نتحدّث هنا عن حجم ديون يصل إلى 50 تريليون دولار، وهو رقم مخيفٌ بكلّ المقاييس، بالتزامن مع معدّلات نمو اقتصادي تعد الأدنى منذ بداية الانفتاح الرأسمالي الصيني أواخر السبعينيات، في حين توضح الإحصاءات المتوفرة أنّ مستوى البطالة بين الفئات العمرية 16-25 بلغ نحو 22%. هؤلاء هم الذين أجبروا الحكومة العام الماضي على إلغاء سياسة "صفر كوفيد" وعلى فتح الاقتصاد، بعد احتجاجاتٍ كانت الأوسع منذ أحداث 1989 وأطلقوا فيها شعارات تطالب برحيل الرئيس شي جين بينغ. ومن المؤشّرات التي تثير قلق واشنطن أيضا أن نسبة الهجرة الصينية غير الشرعية إلى الولايات المتحدة بلغت هذا العام مستوياتٍ قياسية. وتفيد أرقام دائرة الهجرة وحماية الحدود الأميركية بأن نسبة الصينيين الذين يقفون على الحدود الجنوبية مع المكسيك بغرض دخول الولايات المتحدة زادت بنسبة ألف بالمائة في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتحذّر مراكز أبحاث غربية من أنّ النموذج الصيني الذي يقوم على التعدّدية الاقتصادية في ظل نظام سياسي شمولي ربما بلغ مداه، وأنّ الحزب الشيوعي الصيني، في ظل المؤشّرات الاقتصادية الراهنة، أصبح أمام خيارين: الإصلاح السياسي أو البحث عن مواجهة خارجية. ولمّا كانت تجربة غورباتشوف والبريسترويكا السوفييتية ماثلة في الأذهان، وكذلك أحداث تيان آن مين (1989)، يرجّح أن تميل الكفّة للخيار الأخير. وقد لاحظ كثيرون أنّ الحكومة الصينية تستغلّ التوتر مع الولايات المتحدة لبعث المشاعر الوطنية، وإحياء الروح القومية، والبدء "بتصنيع" عدوّ خارجي، وهي الخطوة الأولى التي تعتمدها الأنظمة المأزومة لحشد الناس حول قيادتهم، وصرف انتباههم عن مشكلاتهم الداخلية، وهذا ما يخيف واشنطن الآن.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الدكتور جودت هوشيار
- اليسار الثوري مُقصِّر وشعاراته حامية!
- لا يتبع الجثة إلى القبر إلا ذبابة غبية
- الرواية إمبريالية بطبيعتها
- الدعاية السياسية والذكاء الاصطناعي
- في رحيل الرفيق عدنان حدادين
- قراءة في كتاب الضلال الكبير
- وهم التخلص من الدولار
- حوار مع الشاعر والتشكيلي السوري منذر مصري
- عن النعام والشيوعية والشيخ زايد وماركس
- مواجهة صدام حسين Confronting Saddam Hussein
- ما أخطأ المحافظون الجدد
- الاستبداد والديمقراطية، من ينتصر؟
- عن غياب الصحافة الساخرة في العراق
- روايتان بديعتان عن معتقل تازمامارت في المغرب
- كش بوتين
- تنورعيوش بنت مصطفى دهنين
- عن الرفيق مصطفى الحسين
- كيف تعافت موسكو جزئيًا من نكساتها العسكرية
- الطغمة الحاكمة


المزيد.....




- في ظل أحداث السويداء.. روبيو: أطراف الاشتباك اتفقت على -خطوا ...
- واشنطن تتحدث عن قرب احتواء التصعيد بين إسرائيل وسوريا.. وروب ...
- بحكومة شابة.. زيلينسكي يسعى لكسب دعم الشعب الأوكراني وترامب ...
- على خطى الأساطير الكبار.. برشلونة يمنح يامال القميص رقم 10
- سوريا: إلى أين؟
- ردود فعل دولية تدعو إسرائيل لوقف الضربات وسوريا تطالب مجلس ا ...
- حزب -شاس- يستقيل من حكومة نتنياهو دون الخروج من الائتلاف
- وزير إسرائيلي ثانٍ يحرّض على اغتيال أحمد الشرع
- تحليل يظهر تحسن أداء صواريخ إيران وخامنئي: مستعدون للدبلوماس ...
- ستارمر يدعو لمحاسبة الضالعين في برنامج سري لنقل آلاف الأفغان ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرزاق دحنون - سؤال: لماذا هنري كيسنجر في الصين؟