أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - من يقرأ الآن؟














المزيد.....

من يقرأ الآن؟


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


حتى نهاية السبعينيات كانت القراءة طقساً يومياً لنسبة عالية من العراقيين. وكانت الصحف والمجلات تباع بمئات آلاف النسخ، ناهيك عن الكتب التي تعرضها عشرات المكتبات في بغداد والمحافظات.
كانت المكتبات عامرة بعنوانات لا تعد ولا تحصى، وكانت الممرات فيها مزدحمة على الدوام بالقراء، وهم من الشباب ومن الكهول ومن الشيوخ. وغالباً ما كانت النقاشات السريعة تجري داخل المكتبات نفسها، ( بين زبائن لا يعرف بعضهم بعضاً، ولا تربطهم سوى صلة حب الكتاب والقراءة )، حول الكتب الجديدة والقديمة، وحول المؤلفين وموضوعاتهم.
أذكر يوماً من منتصف السبعينيات، وأنا طالب في المرحلة الجامعية الأولى.. كان معي خمسة دنانير خصصتها لشراء الكتب.. اقتنيت سبعة عنوانات ولم ألحظ أن أحدهم يراقبني.. كان رجلاً في عقده الخامس، اقترب مني وقدّم نفسه وصافحني، وقال؛ أهنئك على ما اخترت، يبدو أنك قارئ جيد، ودلني على عنوانات أخرى لها علاقة بتلك التي اقتنيتها، أوصاني بشرائها لاحقاً، فشكرته ومضيت في سبيلي. ذلك الرجل التقيته بعد ذلك مرات عديدة في مكتبات أخرى وكان سؤاله الدائم لي؛ ماذا تقرأ الآن؟.
كان ذلك جيلاً يقرأ..
لكن حال المكتبات باتت تتدهور رويداً رويداً ولا سيما منذ بدء عقد التسعينيات، وانحسر عدد القراء، ولم تعد المدارس تشجع تلامذتها وطلابها على القراءة.. صار عدد الكتب المتداولة قليلاً، واختفت لافتات مكتبات عديدة لتتحول إلى محلات لبيع المواد الغذائية والأقمشة والأحذية وغيرها. وظهر إلى الوجود جيل جديد لا يطيق القراءة بسبب سوء إدارة وزارة التربية في العهد السابق، وانهيار مقومات الحياة الاقتصادية في حقبة الحصار، والخراب الذي أصاب نظام القيم الاجتماعية حيث هبطت الثقافة قيمة اجتماعية إلى المستوى الأدنى، إلى جانب طغيان التلفزيون واستحواذه على اهتمام الناس إذ كاد أن يصبح، على الرغم من أنه كان موجهاً بحسب محددات النظام السابق، قناة الاتصال الوحيدة مع عالم الثقافة، ولم يعد هناك إلاّ قلّة من الناس ظلت متشبثة بمجالات الفكر والفن والأدب، ولم تكف عن متابعة ما هو جديد في عالم الكتب.
واليوم، أنظر من يقرأ؟. قف لساعة إلى جانب أي بائع صحف وخمّن أعمار الذين يشترون الصحف ( غير الرياضية، وغير مجلات الإثارة الرخيصة )، وراقب الذين يدخلون المكتبات القليلة التي تبقت أو الذين يشترون الكتب في شارع المتنبي نهار كل جمعة، ترى أن معظمهم تجاوزوا الخامسة والثلاثين أو الأربعين من أعمارهم.. إنهم من بقية ذلك الجيل القديم الذي تربى على القراءة ولم يعد قادراً على مجافاة مناخها.
وإزاء وضع مثل هذا، ألسنا بحاجة، الآن، إلى برنامج وطني يعيد العافية للكتاب، ويزرع الرغبة بالقراءة في نفوس الجيل الحالي، ويكون فقرة هامة من فقرات مشروعنا الثقافي والتربوي العراقي الجديد؟.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مروية عنوانها: إدوارد سعيد
- ثقافتنا: رهانات مغامرتها الخاصة
- مروية عنوانها: نجيب محفوظ
- إعادة ترتيب: شخصيات مأزومة وعالم قاس
- وعود وحكي جرائد
- رواية-هالة النور- لمحمد العشري: سؤال التجنيس الأدبي
- الطريق إلى نينوى؛ حكاية مغامرات وأعاجيب وسرقات
- هذا العالم السريع
- الكتابة بلغة الصحراء: إبراهيم الكوني وآخرون
- تحرش بالسياسة
- القاهرة في ذكراها
- صور قديمة
- إدوارد سعيد: داخل الزمان.. خارج المكان
- النخب العراقية في حاضنة المقاهي
- حول المونديال
- نخب سياسية.. نخب ثقافية: مدخل
- حبور الكتابة: هيرمان هيسه وباشلار
- قصة قصيرة: في أقصى الفردوس
- حوار مع القاص سعد محمد رحيم
- تحقيق: بعقوبة ابتكارالبساتين


المزيد.....




- موت يعقوب ح 163… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة على قنا ...
- الإعلان 2 حصري ح 163.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 على ATV ...
- لأول مرة تقام في الكويت.. نجوم مصريون يحيون -ليلة النكد-
- فيديو.. تعرف على المكان الذي شهد إحياء اليعازر بالقدس
- بعد صمت طويل.. نجمة الأفلام الإباحية تعلق على إدانة ترامب
- فنجان حبر مع المنصف المرزوقي
- بموسيقى مرعبة.. ابتسامة بايدن تتحول لحملة دعاية لصالح ترامب ...
- نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز -لم تنبس ببنت شفة- بعد ...
- -يجعلني بأفضل حالاتي-.. شاهد ما قاله الكاتب والكوميدي بيل ما ...
- ناشطة بيئية تضع ملصقا احتجاجيا على لوحة (حقل الخشخاش) لكلود ...


المزيد.....

- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - من يقرأ الآن؟