أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لويس ياقو - بائعة الورد في أراكيبا














المزيد.....

بائعة الورد في أراكيبا


لويس ياقو
(Louis Yako)


الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


في ليلة ربيعية منعشة،
وأنا أتسكع في مدينة (أراكيبا) في البيرو،
صادفت شاباً فنزويلياً وسط المدينة
وعرفت من عيناه وسلامه وطيبة روحه
بأنه مشرد مثلي!
عرفت بأنه من بلد فعلوا به ما فعلوه
في العراق وسوريا وليبيا واليمن
وتطول القائمة وتوجع..
وبعد حوار طويل
تبادلنا فيه قصص عن
محاولات الإستعمار لنهب بلدينا وتشريدنا،
وقفنا عند بائعة ورد بيروفية
كانت قد بسطت ورودها
على حصيرة بسيطة على الرصيف...
كانت امرأة في نهاية عقدها الرابع
أو ربما أصغر..
فالوقت أقسى على من يكافح
من أجل كل لقمة عيش وكل شربة ماء!
سلمت عليها بالإسبانية،
وقلت لها مازحاً بعدما التقطت باقة ورد:
"هل لي أن أشتريها ولكن بسعر أهل البلد لا السواح؟"
وهنا قالت وصديقي الفنزويلي الجديد ترجم كلامها إلى الإنكليزية:
الورود لا تقدر بثمن يا أيها الزائر العزيز!
ولولا الفقر والظلم في بلدي والعالم،
لما بعت الورد أصلاً،
بل كنت سأهبه مجاناً لكل زائر!
ولهذا السبب بالذات،
فأنا أبيعه بأرخص سعر ممكن
ليس لأن الورد رخيص،
بل لإيماني بأن كل أنسان يستحق باقة ورد!"
وبعد أن لمست كلماتها العميقة قلبي،
سـألتها ماذا تعني الورود بالنسبة لها،
فقالت بصوت حنون:
"الورود تحزنني على قدر ما تفرحني!
تحزنني لأني أدرك بأن معظم الناس في هذا العالم
مثل براعم ورود تخنقها الظروف ولا تزدهر!
وتفرحني لأن عطرها يظل يفوح حتى عندما تقطعها أيدينا القاسية!
والورود ككل عزيزٍ وغال فانية ...
تعلمت منها بأن الفناء هو أهم ما يميز الجمال الطبيعي والحقيقي!"
وقبل أن أفارق بائعة الورد الطيبة، سـألتني بدورها لما أحب الورد،
فقلت لها:
"أنا مدين للورد بكل ما أعرفه ولكل خطوة خطوتها في حياتي!
ولطالما كانت أمنيتي كعراقي أن نزرع لبعضنا ورداً لا ألغاماً!"
وهنا ناولتني باقة ورد وحضنتني بكل حب ..
وأهديت الباقة للشاب الفنزويلي الطيب
ولعنت في قلبي من يقف خلف تفقير وتشريد
الملايين من القلوب الطيبة في هذا العالم ..
وشكرت القدر على لحظات إنسانية ثمينة
لم تكن لتحصل لولا حب الورد!



#لويس_ياقو (هاشتاغ)       Louis_Yako#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات
- أغاني اليوم
- من أين أنت؟
- أبتسامة القدر
- شفقة
- صاروخ
- أيادٍ
- سائق تاكسي
- رسائل صامتة 4
- رسائل صامتة 3
- ديمومة
- صدمات وبهجات
- السيدة الأولى
- مفارقة الزلازل
- شجرة نصف ميتة
- ساعات يدوية
- التواصل الاجتماعي
- الموت جوعاً أو مللاً
- لحية حسب الموضة
- موت بالصواريخ ... موت بالعنصرية


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لويس ياقو - بائعة الورد في أراكيبا