أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى العمري - كتاب تحرير وعي الفرد العراقي















المزيد.....

كتاب تحرير وعي الفرد العراقي


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 7739 - 2023 / 9 / 19 - 20:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحرير وعي الفرد العراقي، كتاب انبثق من عقل و ثقافة و وطنية الأستاذ سلمان عبد مهوس وقد طلب مني كتابة مقدمة للكتاب فكانت سانحة مهمة ان يدون إسمي بهذا الكتاب المهم.

المقدمة:

تحتل الثقافة بالدول المتطورة والناهضة مركزاً ريادياً مرموقاً, ويكون دور الكتابة التجريدية الواقعية غاية بالأهمية لما يحتويه هذا النوع من وضوح وجرأة ودقة, ويكون هذا النمط الكتابي عاملاً مهماً في نهضة وارتقاء المؤسسات والمجتمع بشكل عام. وإذا ما أفرزنا أنواع الكتابة فيمكننا القول ان هناك نوعان من الكتابة:
1- الكتابة الواقعية.
-2الكتابة الرمزية.
بين الكتابة الواقعية والكتابة الرمزية شُقة وبون كبير, فبالوقت الذي تحاول الكتابة الرمزية التواري والاختباء والتخفي خلف بعض المصطلحات والمفردات ولافتة العلوم التقليدية, يُبلج ضوء الكتابة الواقعية وينهال على عقول قرائه بالصدمات واللمحات التنويرية النوعية التي تتيح للعقل فسحة واسعة من التأمل والتفكر والانزياح نحو القوانين الكونية التي تطلب الرخاء والجمال والعمل الجاد والتفكير المنعزل عن صخب الجماهير وأديد العامة.
الكتابة الواقعية هي بوح مفضوح وفاضح يبغي أصول الواقعة وينابيع الحقيقة.
في بلد كالعراق متلبد بالضغائنية والاصطفافات الطائفية والعرقية, أكيد سيكون متعسراً مثل هكذا نوع من الكتابة, والتعسر هنا لا يعني العدمية التأبيدية بل الشحة والنزر اليسير. وملازمة لهذه النزرية يتوهج هذا الكتاب رغم معالم التعسف وشناعة الاستحواذ الديني والمذهبي والسياسي.
الكتابة الواقعية هي التي تحاول توضيح الصورة بدون مكيجة أو إضافة متعسفة أو تزوير مسُف.
الكتابة الواقعية هي التي تنتشل القارئ من وهن التفكير النمطي واعتلال المراجعة المنصفة, وبدل ان تشرح لك عن جمال الورد وعبقه فهي تهدي لك باقة منه لتضوع مع الورد لا لتعيش خيالات واهمة.
نحن أمام كاتب يحمل شعلة التنوير الإدراكي الواعي بعيداً عن ضوضاء النزعة. يتحرّق ألماً لمآلات الواقع المنتكس بسبب الانهيارات العظيمة التي مرت على الأمة بشكل عام وعلى الشعب العراقي بشكل خاص. ولذلك ستجدونه مقداماً في كتابته وجسوراً في تشخيص الخلل دون الاكتراث لما تفكر به العامة من الناس.
ذات مرة وأنا أقرأ مقالاً محبكاً ومكتظاً بالمعلومات المغايرة والاستدلالات الصلدة, اكتشفت ان المقال هو عبارة عن سلسلة قادها وصاغها الأستاذ سلمان عبد مهوس, بطريقة حرفية ومهنية عالية, وفيها ولوج جلي من نهج الكتابة الواقعية وعند الغور والتعمق بهكذا مقالات بحثية, لا يجد القارئ مناصاً من المواكبة باستكمال القراءة بشغف وجدية. وخشية مني ان تضيع هذه المقالات الواقعية في أتون الكتابات الرمزية المُسرفة. كتبت أتوسله وأدعوه واطلب منه ان يدون هذه المقالات بكتاب خاص, لأنها كتابات مغايرة للسائد وغير منتمية لجهة. وبناءً على طلبي لبى مشكوراً الأستاذ والصديق سلمان عبد مهوس ما رمتُ له. وها هو الكتاب بين يديك ويمكنك قراءته بروية وبعقل خالٍ من اشتراطات وهيمنة البيئة, بعدها يتسنى لك الحكم والنقد والإصلاح. وعلينا ان ندرك ان مهمة الكاتب الحاذق هي ردم الهوة التي يرسمها الجهل والتطرف على حساب العقل. وتهديم المعارف التلقينية التي ورثناها من البيئة والاختزال المتعسف لعقول الناس, فطريقة تفكير الفرد عوضاً عن الجماعة هو تفكير فيه إجحاف وإماتة لعقول الأغلبية, نحن نشترك بالتفكير لمعالجة واقع مدنف, وربما يختلف الواقع باختلاف المجتمع فإسقاط الحل على مجتمعات متباينة ومختلفة ربما سيعُّسر الانعتاق من ذلك الدنف المتوارث.
يقول بالصفحة الرابعة من كتابه: (هناك الكثير من الكتابات والكتب كتبت بميولات ودوافع وتأثيرات، تجعل النصوص غير موضوعية وبعيدة عن الحقيقة هذا هو فخ القراء، الذي يقعون فيه دائما، أما لقلة خبرتهم وعدم مقدرتهم الكشف عن ما تخفيه هذه النصوص من أفخاخ وزيف أو لانجذابهم إليها بفعل العواطف والانحيازات. وهنا لا بد ان تقرأ بعين نقدية مبصرة وواعية لما تخفيه السطور من مواربات ومخاتلات قد تضلل وعيك).
إذن هي دعوة عامة للاستيقاظ والتنبه والحذر من الكتابات التي تُطيح بوعي القارئ وتختزل رؤاه وفكرته وعقله. ولا أُبرّئ هذا الكتاب من هذا الحذر والتنبه فغاية الكاتب هي تحريك العقل وذلك من خلال تقديم أحداث ومواضيع مختلف بها وعليها, ولا يمكن القطع والتأكد من صحتها مالم ينهض العقل من سباته ويغادر التفكير المحلي التلقيني السائد.
وجدتُ ان مواضيع الكتاب متنوعة وفيها استشراف واستهلال, فيها تشخيص وتحليل وتنقيب وبحث ونقد, وجدتُ الكاتب يجأر مراراً مشخصاً مواطن الخلل الذي ساق مجتمعاتنا إلى الانحدار في سفح الجهالة والتردي والانحطاط, وكأني أشاهده وهو يجاهر الناس بقوله:
(إلى هذه اللحظة التي ما زلنا فيها عاجزين وحائرين، أمام الخطاب الديني الطائفي الذي ملأ الفضاء العام، والذي كرس وما زال يكرس روح الكراهية والفرقة بين العرب والمسلمين بوجه عام والعراقيين بوجه خاص، ودعوته لإيهام الناس للنكوص والرجوع للماضي، والعيش في صراعاته وأحداثه ووقائعه، التي لم تعد في الحاضر والواقع المعاش..
رجعوا للماضي لبحثوا عن حلول لمشكلاتهم، وأزماتهم وهي كثيرة جدا، دون أن يفكروا ولو للحظة تاريخية، أن الماضي لم يعد موجودا وانتهت مرحلته التاريخية، وعليهم مغادرته إلى الأبد بعقل مفتوح على الحاضر والمستقبل).
ولم يكن المثقف "المخاتل" صاحب الكتابة الرمزية بمنأى عن الرصد عند الأستاذ سلمان فقد أدرك ان عربة الثقافة المثقلة بهكذا نماذج, يجب الإشارة لهم والتحذير منهم فيقول:
(ولنعترف إذن أن المثقفين لهم نصيب كبير في فعل الثقافة، بشكلها المتواطئ على اختلاف التوجهات، بين من يبارك ومن يتجاهل أو مخاتل لتزييف الواقع، للدفاع عن النظام وتجميل صورته القبيحة بعيون الناس).
أدركت الآن وجوب عدم الاسترسال بالكتابة عن الكتاب لكي لا أفسد متعة القارئ النهم ولكي لا اختزله بطريقة تعسفية, فالمواضيع التي يكتنفها كثيرة وجديرة بالقراءة والمراجعة والتأمل.
لكني ومعي رهط من المثقفين نود تقديم الشكر والعرفان والثناء للأستاذ المهندس سلمان عبد مهوس لما نهد ونهض واجترح في هذا الكتاب القيم. وكلنا أمل ان ينتعش العقل العراقي والعربي بالغزير من الكتب المغايرة للسائد.



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة كاتب مع دار نشر الفارابي ..
- أنسنة المجتمع أفضل من أدينته
- قراءة في كتاب .. غربة في مهب الريح
- هكذا مرت الأيام ..
- رحيل مخضب بدموع اليتامى
- وهم الاعقادات الدينية وباء من نوع آخر
- الإلحاد طفو سطحي أم عمق ذاتي؟
- محطات في الذاكرة
- العقل و أسئلة الجدل التأريخي..
- سلطة البيئة في الهيمنة على الأفراد .. سفرتي الى مصر
- الوجدان العربي و تخمة الهتافات عند الجماهير
- الاسلام و الحداثة
- أسئلة في العمق
- العقل البشري .. بين حذاقة الاستقلال و سفاهة التقليد
- عرب في أمريكا
- داعش .. نحن عندما نتمسك بالنص الديني
- نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي
- الخطاب الواعي تجسير بين ضفتين .. لقائي بالشيخ عبدالفتاح مورو
- الإلحاد من منظور اسلامي
- إحذروا مساجد ضرار


المزيد.....




- السعودية.. إدانة تركي الدخيل ومستثمرين بـ-مخالفة نظام السوق ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنية تحتية عسكرية لـ-حزب الله- بج ...
- باكستان تسلم النرويج إسلاميا يُشتبه في تورطه بهجوم استهدف مه ...
- ما أسباب الفيضانات في الخليج؟ وهل لها علاقة في التغير المناخ ...
- شاهد: حجاج أرثوذكس يحيون يوم الجمعة العظيمة في القدس المحتلة ...
- الخارجية الروسية تفند الاتهامات المتعلقة بتورط موسكو في تفجي ...
- مكتب الإعلام الحكومي بغزة ينشر تحديثا لحصيلة الحرب: 3070 مجز ...
- كمبيوتر عملاق يتنبأ بـ-ضربة ثلاثية- تؤدي إلى انقراض البشرية ...
- التلفزيون المصري يكشف حقيقة إطلاق أول مذيعة بالذكاء الاصطناع ...
- الخارجية الروسية: رد الفعل الأمريكي على الاحتجاجات المؤيدة ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مصطفى العمري - كتاب تحرير وعي الفرد العراقي