أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - وهم الاعقادات الدينية وباء من نوع آخر














المزيد.....

وهم الاعقادات الدينية وباء من نوع آخر


مصطفى العمري
(Mustafa Alaumari)


الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 01:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يصلح الدين ان يكون مروضاً نفسياً و معززاً ذاتياً ودافعاً معنوياً للإنسان, فهو يشتغل من الداخل للتطوير و المعالجة, وبما أن بعض الأمراض تحتاج الى نفس قوية و إرادة صلبة, يحل الإعتقاد بشكله العام والديني بنحو الخصوص محل العلاج المهم في المرحلة التي يحتاجها الانسان, فيعزز ذاته بقدرات داخلية و يمنحها إدراكات و إستطاعات إستثنائية و يحول الإرتخاء و الوهن الى نشاط و حيوية ودافع نحو المثابرة و البقاء.
الأمور الروحية مهمة في الاعتقاد لأنها فطرية و تأتي من إيمان لا يرتكز على العقل, بل هو مغروز في عمق الثقافة الماورائية.
لايغب عن ذهنك أخي صاحب الاعتقاد, بأن بقية الناس لها إعتقادات أخرى و توجهات تختلف عنك و عن طقوسك, و الذي تؤمن به, كالمنجي و المخلص و المشافي و المعافي و الشفيع وغيرها هناك من يمتلك وسائل أخرى تودي به الى نفس النتيجة التي تتحدث عنها انت لكن ليس بنفس وسائلك!
فالبقرة تحقق إطمئناناً و سكينة روحية للمعتقد بها , وبذلك يشترك الايمان و الاطمئنان و السكينة عند المعتقد بالبقرة كما تعتقد انت تماماً بإيماناتك, الاختلاف فقط في الوسيلة و ليس في النتيجة.
دعونا نتفق ان هذه الاعتقادات وان كانت خرافية و مجنونة او خزعبلات فأنها تؤثر نفسياً على المعتقدين بها و المؤمنين بتأثيرها.
الإشكالية العظمى ان يتحول هذا الإعتقاد الذاتي البسيط وغير المرتكز على آليات علمية او معرفية الى إعتقاد متسلط و متسع ولا يُقبل التشكيك به او الإشارة اليه, المشكلة عندما يريد ان يوهم أصحاب الخرافة أصحاب العلم ,بان الدعاء و الزيارة و الضريح و التراب هو الطبيب و المعالج الحقيقي لأي مرض او وباء.
مشكلتنا ليس في الادعاءات الكبيرة التي يطرحها رجال الدين من جميع المذاهب و الملل, بل بالتشويه و الضرر و التخاذل الذي يبتلع المجتمع و يطرحه كمادة فاقدة المفعول.
فعندما يحاول البعض (الجاهل) بإستبعاد العلم و الطب من ثقافة المجتمع و يدني ثقافة التضرع و التذلل و التمرغ كبديل فعلي للأمراض فعندها يمكن ان يتحول المجتمع وباء قاتل و مهلك.
لا تقتصر عملية الاعتقادات على شخص او ضريح او مكان مهجور بل ربما تأخذ بعداً مجهولاً لا يتحقق الا في ذهنية المعتقِد نفسه, بعض الناس يؤمنون بأن الاضرحة و المقامات يمكنها دفع الضرر و المرض و الشر و كيد وغضب الطبيعة عنهم, و البعض يعنونون لكل ضريح إختصاص و شأنية مهمة .
في كتابه حفريات في الذاكرة من بعيد يقول الدكتور محمد عابد الجابري :
الواقع ان الأضرحة في مدينة فجيج, كثيرة و متنوعة الاختصاصات, فإختصاص ضريح سيدي منصور غير إختصاص ضريح سيدي الحاج محمد او فضل وغير إختصاص سيدي بايزيد او ضريح سيدي الطيفور ومهما يكن فقد كانت هذه الاضرحة بمثابة مستشفيات ترتادها النساء لطلب الشفاء لهن او لأبنائهن وكثير ما يتطلب الإستشفاء المرابطة في الضريح عدة أيام. ص58 انتهى
أكاد أجزم ان لكل بلد أضرحته و مقدساته و إيماناته و إعتقاداته ولكل مجتمع الثقة العالية التي يمنحها للأشخاص الاحياء او الأموات بصيغة الاولياء او الخارقين للطبيعة.
و أبشع ما رأيت ان الناس تتنابز و تتطاعن و تستهزأ بمعتقدات الاخر دون التمعن او التأمل او المراجعة الحقيقية للمعتقدات الذاتية الشخصية.

أثبتت الامراض و الوباءات التي أنهكت و أهلكت المجتمعات, ان ليس بمقدور أي إعتقاد ديني ان يلحق به بها ولو شيئاً قليلاً من الضرر و أثبتت تلك الامراض ان لا منجي من المرض الا الاخذ بالوسائل و الفحوصات العلمية , اثبتت الامراض ان ليس بمقدور الخرافة ان تتغلب على العقل في ميدان الازمة , كذلك أثبتت زيف و إفك بعض الذين يأمرون الناس بالتداوي بالاضرحة و المقامات بينما هم يذهبون الى أرقى الأطباء.
عندما يكون الانسان إنساناً مستقلاً واعياً وغير منتمياً الا للعلم و البحث الحقيقي سيكتشف الزيف و المخاتلة العظمى التي يمتهنا البعض من رجال العقيدة على البعض الاخر من بسطاء الناس.



#مصطفى_العمري (هاشتاغ)       Mustafa_Alaumari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد طفو سطحي أم عمق ذاتي؟
- محطات في الذاكرة
- العقل و أسئلة الجدل التأريخي..
- سلطة البيئة في الهيمنة على الأفراد .. سفرتي الى مصر
- الوجدان العربي و تخمة الهتافات عند الجماهير
- الاسلام و الحداثة
- أسئلة في العمق
- العقل البشري .. بين حذاقة الاستقلال و سفاهة التقليد
- عرب في أمريكا
- داعش .. نحن عندما نتمسك بالنص الديني
- نصوص الفقه و خطاب السيد علاء الهندي
- الخطاب الواعي تجسير بين ضفتين .. لقائي بالشيخ عبدالفتاح مورو
- الإلحاد من منظور اسلامي
- إحذروا مساجد ضرار
- الإلحاد .. ظاهرة أم إعتقاد
- لا عقل مع الايمان المطلق ..قوة التدين تطيح بقوة العقل
- التضحية و إشكالية المصطلح
- روح شيوعية بثقافة إسلامية
- قراءة في كتاب / ذكريات الزمن القاسي
- جدلية الانسان و الدين .. المسلم أهم من الاسلام


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى العمري - وهم الاعقادات الدينية وباء من نوع آخر