كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 10:04
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
أذكر أني كتبت في ثمانينيات القرن الماضي مقالة مفصلة نشرتها على صفحات مجلة (أخبار البترول والصناعة) التي كانت تصدر في الامارات، تناولت فيها الفكرة الذكية التي تمخضت عن مشروع تحوير الناقلة العملاقة (صافر)، وتحويلها إلى منصة لتصدير النفط اليمني، والتي لا تختلف عن فكرة تحوير الناقلة (سلوق) في ليبيا وتوظيفها لأغراض تصدير النفط. .
لكن الناقلة (صافر) تحولت فيما بعد إلى خطر بيئي يهدد حوض البحر الاحمر برمته، وقد حذرت منها الأمم المتحدة، فدقت ناقوس الخطر لتعلن عن قرب انفجارها. .
صُنعت هذه الناقلة في اليابان عام 1976، لكنها دخلت الخدمة في اليمن عام 1986 لتشترك في تصدير النفط المُكتشف وقتذاك في حقول (مأرب). ورست في ميناء (رأس عيسى) في مكان يبعد عن الساحل بنحو 8 كيلومترات. ولديها طاقة تخزينية تقدر بثلاثة ملايين برميل. وبداخلها الآن أكثر من مليون برميل من النفط الخام. وقد تعرضت قشرتها الخارجية وخزاناتها الداخلية للتصدع والتآكل الكيميائي والفيزيائي، ولم تخضع للتسفين والصيانة، ناهيك عن غياب الاهتمام منذ عام 2015، عندما تُركت بلا صيانة بسبب اندلاع حرب اليمن، وعلى متنها كميات هائلة من النفط. الأمر الذي يجعلها مرشحة للتشقق، وربما الانشطار والغرق أكثر من أي وقت مضى، وهذا يعني احتمال تسرب النفط المخزون بداخلها ليغطي سواحل البحر الأحمر على الضفتين، ويتسبب بكارثة بيئية تهدد سكان وموانئ المنطقة. .
ذكرت تقارير الأمم المتحدة: أن تنظيف النفط المتسرب عند وقوع الكارثة قد يكلف 20 مليار دولار. في حين دعت المنظمة إلى جمع التبرعات لتغطية نفقات الانقاذ التي قد تكلف 129 مليون دولار. .
سبق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ان وقّع في مارس 2023 اتفاقية لشراء ناقلة نفط عملاقة تتولى سحب النفط من الناقلة (صافر) في خطوة كبيرة نحو تحقيق خطة الأنقاذ. فوقع الاختيار على الناقلة NAUTICA. .
وقد بادرت الامم المتحدة بالفعل إلى إرسال فرق الانقاذ منذ تموز (يوليو) من هذا العام 2023 لبدء عملية نقل الوقود من عنابرها. فتكللت مهمتها بالنجاح قبل اعلان ساعة الصفر. .
أما بخصوص الحوادث التي صاحبت تحريك وقطر الناقلة الليبية (سلوق)، التي كانت تؤدي المهمة نفسها، فبدأت مع طلب المالك الجديد لشهادة القطر خلال النصف الثاني من عام 2021، فحصل عليها في شهر اكتوبر 2021، وباشر بقطرها وتحريكها بعيداً عن المياه والموانئ الليبية. وكانت خزاناتها تحتوي على مخلفات بترولية مترسبة بداخلها Sludge تزيد كميتها على 4000 طن وغير قابلة للضخ. وهكذا تخلصت ليبيا من المشاكل المحتملة. .
القاسم المشترك بين الناقلتين هو الاهمال وغياب الصيانة وعدم الاهتمام في بلدين عربيين متباعدين. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟