أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - البروفيسور في متاهته 2














المزيد.....

البروفيسور في متاهته 2


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


ما الذي يمكن أن يفعله إلياس بهذه الفجوة العميقة!؟ يود أن يذهب إلى طالبته ويحتضنها بقوة حتى لا تهرب منه وبيده الأخرى يتمنى أن يضغط بشهوة على شفتي فينوس ثم يقوم بمداعبتها من خلال الكلسون حتى لا تصبح رطبة فحسب، بل مبلّلة أيضاً.

بمهارة سيدفع كلسونها جانباً ويباعد بين ساقيها أكثر حتى يتمكن من الحملقة إليها بعمق، بينما يستمتع باستنشاق رائحتها وشهوتها سيبدأ بفتح شفريها بعيداً عن بعضهما بحيث تتكشف الشفاه الممتلئة والمغمّسة باللون الأحمر الداكن بكل لمعانها عن الرطوبة الشديدة، وبهذا يمكنه تمرير أصابعه فوقها بسلاسة.

ببطء سيدخل فيها إصبعاً واحداً ثم إصبعين، ثم أكبر عدد من الأصابع يمكنها التعامل معها وابتلاعها، وسيداعبها بيده حتى تصرخ رغبةً فيه، حتى تتلوى وتتوسل إليه أن يفعل ذلك لها أخيراً، أن يحشر قضيبه في إخدودها المعتم.

في هذه اللحظة، يعود إلياس من رحلة خيالاته إلى الواقع من خلال سؤال وجهه إليه أحد الطلبة، بعد إجابة مقتضبة على السؤال الساذج لم يعد قادراً على التواصل مع حلمه الجميل أو استعادته.

قريبا ستنتهي المحاضرة وسيقوم طالب ما أحمق بمضاجعة طالبته اللطيفة. إلياس يغلي بالغضب ولا يوجد لديه سوى خيار واحد، وهو أن ينادي عليها ("باولا" أو "بيا" أو أي اسم أنثوي آخر .. من هو الذي يعرف ما إسمها!). يجب أن تأتي على الفور، وبعد ذلك سوف يحصل على طالبته الحلوة المغرية ويفعل معها ذلك الشيء كما تقتضي الأصول.

سوف يقصفها بشدة حتى تشعر بقضيبه في دماغها. سوف يمارس الجنس مع عقلها بالمعنى الحرفي للكلمة.

ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه إلياس المتعب لأنه سيتمكن حتماً وقبل أن ينتصف النهار من مضاجعة هذا النوع الأصفر من الطالبات العاهرات .. دمدم: "متى ستصلين إلى المكتب أيتها العاهرة!".

كبرت ابتسامته حين تذكّر كيف أخذ ينظّر على زميله العربي في الجامعة ويوبخه حين تندّر هذا على سلوك شخص ثالث بقوله "يتكلم مثل العاهرة الشرقية". يومها امتعض البروفيسور إلياس ومثّل دور الإنسان الحكيم والحضاري المتحرر وخاطب زميله العربي كما يلي:

"أن تصف سلوك صديقك بالعاهرة هو حماقة وتخلف، لا يليق بك حتى لو كان مزاحاً. ينبغي على الإنسان أن يُعَامِل الآخر كما يتمنى من أعماق القلب أن يُعَامَل من قبله. حتى في أدبكم الشرقي وأفلامكم السينمائية غالباً ما يتم توصيف ومقارنة عوالم وحالات البؤس والانحطاط والاِتِّسَاخ والرذيلة في مجتمعاتكم بسلوك العاهرة ونادراً بسلوك العاهر! في كلتي الحالتين ليس عدلاً ما تقولونه أو تكتبونه في هذا الشأن، فالعاهرات لسن متسوّلات ومُنْحَطّات ومُتَّسِخات ووَضِيعات ودنيئات ورخيصات المهنة. عوالم العاهرات جميلة وقدراتهن على الحب والوفاء والتضحية عالية، الإساءة المقصودة لهن هي إساءة للإنسان. هناك أيضاً مفردات عربية تستخدمونها يومياً في أحاديثكم الجدية والهزلية سواء باللغة المحكية أو الفصحى منها على سبيل المثال أفعال الكره والبشاعة والتحقير والعض والضرب والقتل والشتيمة ... ناهيك عن الكلمات غير الإنسانية التي تسيء للمرأة والأنوثة بشكل عام. هذه الكلمات المتداولة بينكم هي نتاج تربيتكم الدينية والديكتاتورية على حد سواء. أما في مجتمعاتنا الأوروبية العلمانية المتطورة فقد بدأت هذه الكلمات بالانقراض، والسبب يعود بالتأكيد إلى نظريات التربية وعلوم الاجتماع الحديثة، بالإضافة إلى استيقاظ الإنسان بعد الحروب الكارثية واحترامه للقانون. الإنسان ليس إلا ما عملت منه التربية .. كما يقول الفيلسوف كانط".

راح إلياس ينتظر وصول طالبته التي تأخرت والانتظار عمل صعب إذ أن الوقت لا يكاد يمر تقريباً، ولهذا فقد أصبح منزعجاً أكثر فأكثر، تمتم: "هؤلاء الثدييات لا يتواجدن أبداً عندما نحتاج إليهن".

بعد عدة دقائق يقرّر إلياس أن يمارس العادة السرية جالساً على كرسي مكتبه. حالما شعر باللّذة الجنسيَّة التي سعى إليها بمفرده خاطب نفسه: "هذا يسمح لي أن أمارس الجنس مع طالبتي لفترة أطول نظراً لأن الضغط الأولي قد انتهى بالفعل".



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البروفيسور في متاهته ـ 1 ـ
- رحلة سياحية إلى ألمانيا
- بين حقول مدينتين
- بائعة الكلاسين ـ1ـ
- شظايا
- حقول الفريز
- أوراق التين
- قطار آخن 54 الحلقة الأخيرة
- قطار آخن 53 الفصل الأخير
- قطار آخن 52 الفصل الأخير
- قطار آخن 51 الفصل الأخير
- قطار آخن 50
- قطار آخن 49
- قطار آخن 48
- قطار آخن 47
- قطار آخن 46
- قطار آخن 45
- قطار آخن 44
- قطار آخن 43
- قطار آخن 42


المزيد.....




- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - البروفيسور في متاهته 2