أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - رقصة حارس المقبرة!؟














المزيد.....

رقصة حارس المقبرة!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


(خاطرة قصصية في ظلال اغنية عاطفية!)
♡♡♡♡♡♡♡♡
بينما انت هذا الرجل الستيني الذي خط الشيب راسه وحفر الزمن علاماته على صخور وجهك، وبينما انت ماضٍ في حياتك اليومية الرتيبة الجادة التي لا مرح فيها ولا هزل تحث الخطى نحو الدار الآخرة راجيًا رحمة الله ومغفرته، فجأة وانت وحيدًا في الليل تطالع كتابًا عن الفكر السياسي تصل الى مسمعك اغنية حزينة بموسيقى عميقة يتوسطها انين الكمان الباكي!!... اغنية عاطفية تهتز لها حنايا القلب يروي فيها الشاعر العجوز قصة حبه المنسية!!.... تشد انتباهك تلك الاغنية الحزينة وبكاء ذاك الكمان الذي يشبه الانين، فيحدث ما لم يكن يخطر ببالك !! ... فذلك الحب القتيل المدفون في مقبرة قلبك منذ عقود طويلة أطل فجأة برأسه، في ظلام تلك المقبرة، وأخذ يختلس النظر الى حارس المقبرة العجوز المطرق الرأس على مقعده القديم يغط في النوم!!، فيما الموسيقى بايقاعها الحزين تملأ المكان ، وصوت ذاك الشاعر المطرب يغني اغنية حبه المفقود، والكمان من خلفه يبكي !! ، فلما تأكد ان الحارس غارقًا في نومه نهض شبح حبك القتيل من قبره وهو ينفض التراب عن كامل جسمه وعن وجهه الذي يشبه وجه ذاك المهرج الحزين!... نهض من قبره في حيوية عجيبة ثم أخذ يرقص على انغام تلك الاغنية وسط الليل، وسط الظلام، يرقص رقصًا هادئا يزداد اهتزازًا مع تدفق ايقاع الموسيقى!، يرقص وهو يتلوى ويهتز في انسياب وانسجام، يمينًا وشمالًا، كحال ذلك الراقص الصوفي الغارق في طربه الروحي على ايقاع الدف!!، يرقص حول قبره، يحركه حنينه لذاك الزمن البعيد ، زمن الحب المفقود ، يرقص ويهتز وعيناه تدمعان !!... ولكنه، فيما هو غارق في رقصه الحزين، لم يتفطن الى ان حارس المقبرة العجوز كان قد استيقظ من نومه وأخذ يراقبه من خلف ستار الظلام من بعيد في هدوء ودون خوف، ذلك الحارس العجوز الذي تعوّد منذ زمن طويل على رؤية أشباح الموتى يخرجون من قبورهم ليلًا يبحثون عن احبتهم او يغنون اغاني الزمن القديم وهم يبكون !!.. وظل يراقبه في هدوء وقد اعجبته تلك الاغنية واثارته رقصة ذاك الشبح المسكين!! ولم يلبث غير بعيد حتى هيجت تلك الاغنية ذكرياته القديمة، ذكريات حبه الضائع ايام شبابه!!، وحبيبته التي غادرت بعيدًا مع رجل ثري نحو المجهول وتركته يلعق مرارة جراحه وحيدًا عبر السنين لينتهي به الأمر هنا بعيدًا عن ضجيج وجنون المدينة كحارس مقبرة مهجورة!!.... آه يا الهي!! لقد استيقظت تلك الذكريات !! استيقظت من نومها العميق وايقظت جيوش الاحزان والشجون !! ، ايقظتهم على عجل بينما ذاك المنشد المطرب، يغني ويشدو كطائر حزين يروي قصة حبه القديمة المخفية !! وذاك الشبح منهمكًا في رقصته الحزينة حول قبر حبه القتيل في هيام عجيب!!... عندئذ لم يتمالك ذاك الحارس العجوز، وقد اشجته تلك الأغنية العاطفية، الا أن يشارك ذلك الشبح المسكين رقصته الحزينة فأخذ يرقص ويهتز في طرب وهيام وعيناه تذرفان الدموع !!
عند هذا الحد، ووسط هذا الحفل الليلي الحزين، وجدت نفسي منجذبًا اليهما بانسياب عجيب لأشاركهما تلك الرقصة الحزينة!، فقد اشجاني ما اسمع وما ارى الى حد عظيم حتى بتُ كما لو انني طير ذبيح يتخبط في دمه، ويرقص رقصته الأخيرة!... فأخذت ارقص معهما في انسجام وبكل هيام متذكرًا ذاك الزمن البعيد ، وحكاية الحب المخفية!!، وظللنا طوال تلك الليلة، ثلاثتنا ، (ذاك الشبح وحارس المقبرة وانا) ، نهتز طربًا حزينًا بلا هوادة، بشفاه باسمة وعيون دامعة، حتى ساعات الفجر الاولى !!، ليعود، عندها، ذاك الشبح الحزين الى قبره ويختفي عن الانظار! ، ويعود حارس المقبرة المسكين الى مقعده الخشبي العتيق ليواصل نومه، ولأعود بدوري الى مواصلة قراءة ذاك الكتاب في الفكر السياسي باحثًا عن (الطريق)!!!
♡♡♡♡♡♡♡
(*) ستجد تلك الاغنية الشجية التي تروي قصة الحب المخفية والتي اشجت شبح حبي القتيل فخرج من قبره ليرقص!... على الرابط التالي :

https://youtu.be/gEytYQtIS5I?si=1F6oC3WsAumZHUyi



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقلابات افريقيا ما السبب؟ السأم أم العدوى أم المؤامرة؟
- العودة للملكية في مواجهة العودة للجماهيرية وعودة الاخوان؟
- عن القرارات الحرة والمسارات غير الحرة !؟
- ماذا يجري؟ والى أين نحن ذاهبون!؟
- الطموح النووي بين انبطاح القذافي وصمود إيران!؟
- عشرة عصافير على شجرة!؟
- حرق القرآن (قلة أدب) ويتناقض مع أسس (الليبرالية)!؟
- النص والإنطباعات والإسقاطات !؟؟
- بعد نوم ل 46 الف عام استيقظت من سباتها وانجبت اولادًا !؟
- حكام وقادة الخليج هم أفضل الموجود وأفضل الممكن!!
- نهاية موسم الهجرة للشمال !؟
- دولة الاخلاق اولًا لا دولة القانون!
- لعبة الإساءة للقرآن والنبي وردود أفعال المسلمين الانفعالية و ...
- حُوريتك أم حُريتك!!؟
- حول تجاوزقراءات مقالاتي في (الحوار المتمدن) المليونين ونصف ا ...
- الفردوس الضائع !!؟؟ خاطرة شعرية
- هل الفساد يبدأ من (فوق) أم من (تحت)؟، من (الرأس) أم (الجسم)! ...
- ما هو (سر) فوز (أوردغان)!؟
- ماذا لو ان الاخوان في مصر لم يشاركوا في تلك الانتخابات المشؤ ...
- دعني أقول لك شيئًا لم يقله لك أحد قبلي!!؟


المزيد.....




- -عائدة-.. فيلم وثائقي يحقق حلم العودة إلى فلسطين
- افتتاح متحف لأعمال الفنان بانكسى فى نيويورك
- روسيا توجه دعوة لمؤسسات السينما القومية للمشاركة في الجائزة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بالنسخة ...
- معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية يحتفي بفيلم R ...
- العائد من الموت لنشر تراث المالكيّة.. حوار مع مركز دار نجيبو ...
- الجيش الإيراني يدحض الروايات عن دور المسيرة التركية -أكنجي- ...
- -توقف وأخذ يخلع ملابسه-.. فنانة مصرية تنشر فيديو حول تعرضها ...
- رفع درجة الاستعداد للامتحانات التحريرية الخاصة بالدبلومات ال ...
- رواية -كايروس- للألمانية جيني إربنبك تنال جائزة -بوكر- الدول ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نصر الرقعي - رقصة حارس المقبرة!؟