في هشاشة الوضع البشري

محسن وحي

الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 18:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

في هشاشة الوضع البشري:
إن الوضع البشري هو وضع هش بدرجة كبيرة رغم التقدم التكنولوجي والعلمي الذي وصلت له البشرية، والدليل على ذلك هو ما عاشه المغاربة ليلة أمس من مشاعر الخوف والقلق جراء الزلزال. هذا الوضع يبعث على القلق الوجودي بلغة مارتن هايدغر، لأنه يتسم بالوعي من جهة، ومن جهة أخرى يشكل الموت نهايته الحتمية. وهذا الوعي بالموت هو الذي يدفع الإنسان إلى التساؤل حول معنى الحياة. وقد شكل الدين في هذا السياق ملجأ الإنسان منذ القدم لتفسير ظواهر الطبيعة، من زلازل وبراكين وأوبئة، على أنها غضب من الآلهة على الإنسان، لهذا يجب القيام بالطقوس الدينية المختلفة تجنبا لهذا الغضب. غير أن ظهور العلم في العصر الحديث سيزيح هذا التفسير الغيبي للكوارث الطبيعية، وقام بارجاع مسببات هذه الظواهر لأصولها الطبيعية، فليست هناك آلهة غاضبة في السماء، وإنما هناك مجموعة من العوامل الطبيعية المسؤولة عنها. وقد إستطاعت بعض المجتمعات الإنسانية مواجهة هذه الكوارث والتقليل من خطرها، مثل المجتمع الياباني الذي قام ببناء ناطحات سحاب مضادة للزلازل، في منطقة تعرف أنها الأكثر نشاطا على الأرض، لكن في المقابل لم تستطع أغلب المجتمعات إلى حدود الآن مواجهة هذه الكوارث بفعل ضعف البنية التحتية، والمغرب هنا لا يخرج من دائرة هذه البلدان، بحيث أن المنطقة التي وقع فيها الزلزال سقطت فيها المباني بشكل كلي، والسبب يرجع لقدمها وعدم مسايرتها للطريقة الحديثة في البناء. وقد بلغ عدد الضحايا حوالي ثمانمئة قتيل والمئات من الجرحى.

#محسن_وحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات