رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 00:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الإسلامية وعظماء الغرب 159
موريس بوكاي وصحيح البخاري
ظلت الأمة العربية والإسلامية تعاني من الجهل والفقر منذ عدة قرون وحتى الآن، ولكن بفضل البترودولارات التي جناها النفط لمملكة آل سعود، ظن ملوكهم وفقهاؤهم أنه بإمكانهم شراء العلم والحضارة وجعل الدعاية الوهابية مهيمنة على جميع الأديان الأخرى . وصرف ملوك السعودية بسخاء على بعض العلماء الغربيين ليروجوا للإسلام في المجلات العلمية والمقابلات الصحفية وفي المحاضرات والكتيبات المأجورة. واحد من هؤلاء الذين صرف عليهم آل سعود هو الدكتور الفرنسي موريس بوكاي. هذا الطبيب ذهب للعمل في المملكة السعودية عام 1973، عندما كان عمره ثلاثةَ وخمسين عاماً، وعمل كطبيب خاص للملك فيصل، وكذلك كمستشار طبي للرئيس المصري السابق أنور السادات.
عندما بدأ هذا الطبيب عمله في قصر الملك فيصل، في عام 1973، لم يكن يتحدث العربية، كما قال في كتابه (الإنجيل والقرآن والعلم). وقال إنه مدين للملك فيصل الذي شرح له الإسلام بنفسه. وفي ظرف ثلاث سنوات تعلم هذا الطبيب الفرنسي ذائع الصيت اللغة العربية وأتقنها، ودرس المصحف من الغلاف للغلاف، وكتب كتابه المذكور أعلاه عام 1976، والذي قال فيه " القرآن لا يحتوي على غلطة علمية واحدة." وهو لا يشك أن القرآن من عند الله لأن محمداً الأمي لم يكن في مقدوره أن يأتي بكل هذه الحقائق العلمية قبل ألف وأربعمائة عام، إذا لم يكن الله قد أوحى له بذلك. ومع كل هذا التقريظ للإسلام لم يسلم .
ودفع الملك فيصل لهذا الطبيب المعجب بالإسلام ستة ملايين دولار مقابل كتابه المليء بالمغالطات والاخطاء العلمية. ولقد مكنّته هذه الملايين من التخلي عن مزاولة مهنة الطب كلياً في عام 1982، أي بعد تسع سنوات من دخوله المملكة، ليتفرغ للكتابة .
طبعت المملكة العربية السعودية هذا الكتيب في مطبعة Tahrike Tarsile Qur’an، Inc بنيويورك، وكانوا يوزعونه مجاناً في أوربا. وامتلأت مواقع الإنترنت بالمقالات التي تمتدح هذا الرجل العبقري وتضفي عليه ما لا يمتلكه من التخصصات الطبية والعلمية ، واعتلى بعض الملتحين العرب هذه الموجة ، ونصحوا الشباب بقراءة هذا الكتاب الذي كتبه يهودي تنفس إريج الإسلام في المملكة الوهابية وتمرغ في رمال دولاراتها الخضراء.
علما ان موريس بوكاي طعن ببعض الأحاديث الواردة في صحيح البخاري في كتاب بدء الوحي وكتاب الطب ؛ لأنها لا توافق العلم الحديث . فما هو رأي علماء الوهابية الذين يروجون لموريس بوكاي -ويزعمون انه اسلم وانه شهد بصحة القرآن – ما رأيهم انه نفى الوحي والاحاديث التي تتعلق بالطب في صحيح البخاري الذي يعدونه اصح كتاب بعد كتاب الله ؟!!! فهل سيستشهدون به كدليل على صحة احاديث البخاري؟!!!
ينظر :
Maurice Bucaille The Bible، Quoran، and Science P.242-248
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟