البهائية

صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 14:48
المحور: الادب والفن
    

هي إحدى الديانات التوحيدية ذات التوجه الباطني (المذهب الشيعي الشيخي) وتتمثل عقيدتها الأساسية على وحدة الوجود القائم على الشمولية ممثلاً في الوحدة الروحية للجنس البشري.
تأسست الديانة البهائية في القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي في إيران على يد (حسين علي نوري) الملقب بـ بهاء الله.

استمد بهاء الله عقيدته من الديانة (البابية) التي أسسها (علي محمد رضا الشيرازي) الملقب بـ (الباب) أثناء حكم السلطنة القاجارية الفارسية آنذاك، في منتصف القرن التاسع عشر, سنة 1260هـ 1844 م والذي أطلق على نفسه اسم المهدي الموعود، ولذلك فان هناك ارتباطٌ تاريخيٌ بين البهائية والبابية.
أعلن البهاء عن دعوته في حديقة النجيبية المعروفة بحديقة (الرضوان) لدى البهائيين في بغداد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر, شهر شباط 1863م, بعد أن وضع نظاما يُعرف باسم "العهد والميثاق" للحفاظ على ديانته من التصدع والانشقاق, وتسمية البهائية جاءت من مفردة (البهاء) العربية، والتي تعني المجد أو الروعة أو الإشراق والجمال.

وبعد أن اعدم الباب رميًا بالرصاص، راح بعض أتباع البابية يؤمنون ببهاء الله الذي يعد واحد ممن أدعوا صفة "من يُظهره الله" بجانب ٢٣ آخرين من أتباع البابية إضافة إلى الأخ غير الشقيق لبهاء الله (الميرزا يحيى صبح أزل) والذي عينه الباب لخلافة البابية من بعده وأصبح زعيما للطائفة (الأزلية) والتي حدث بينها وبين البهائية الكثير من الخلافات والنزاعات فيما بعد.

وخلال فترة اعتناق بهاء الله للبابية وبعد تأسيسه العقيدة البهائية؛ تم سجنه ونفيه عدة مرات من بلاد فارس إلى الإمبراطورية العثمانية حتى وصل في أواخر حياته إلى (عكا) وسجنه في بيته المسمى (قصر البهجة) الذي مات ودفن فيه, وأصبح اليوم قبلة البهائيين في صلاتهم، ومزارا يتبركون به.
تولى ابنه (عبد البهاء عباس) بعد وفاة أبيه، ولاية أمر الدين البهائي، حيث يعود له فضل انتشار البهائية أكثر من غيره, وقد صاحب تولي عبد البهاء صراع طويل بينه وبين أخيه غير الشقيق (ميرزا محمد علي) على السلطة الدينية, أدى إلى انقسام أفراد أسرة بهاء الله, وانقسام عموم البهائيين إلى طائفتين (البهائيون العباسيون) أتباع عباس عبد البهاء، و(البهائيون الموحدون) أتباع ميرزا محمد علي.

بعد وفاة عبد البهاء عباس، انتقلت مسؤولية إدارة وهداية البهائية إلى (شوقي أفندي) حفيد عبد البهاء، حسب وصية عبد البهاء في كتابه (ألواح الوصايا) وبعد وفاة شوقي أفندي، دخلت البهائية مرحلةً جديدةً، وتطورت من ادارة فردٍ واحدٍ إلى منظومةٍ إداريةٍ, تحتوي على هيئاتٍ منتخبةٍ وأفرادٍ يتم تعيينهم.
تؤمن البهائية بالكتب السماوية السابقة وجميع الرسل والأنبياء وخاصة الإبراهيمية، موسى، وعيسى، ومحمد، فضلًا عن الرسل من الديانات الهندية مثل بوذا.
ويعتقد البهائيون أن أحدث الرسل هما الباب وبهاء الله وأن كل الرسل المتتابعون تنبأوا بالرسول الذي يليه، وظهور بهاء الله حسب المعتقد البهائي هو الظهور الكامل للإله حيث أن المفهوم البهائي عن الله مزج بين المفهوم الإسلامي والمسيحي فهناك نصوص لبهاء الله تصفه بكونه بمثابة "الرسل والأنبياء" ونصوص أخرى تصفه بحلول الروح الإلهية فيه، وبحسب تفسيرات البهائيين يتم وصف بهاء الله بكونه التجسد الكامل لأسماء الله وصفاته.

وترتكز البهائية على ثلاثة أعمدة تشكّل أساس تعاليم هذه الديانة ...
1- وحدانية الله / بحسب المفهومين (الإسلامي والمسيحي) حيث يعتقد البهائيون أيضًا بأن بهاء الله هو المظهر الكامل للإله على الأرض.
2- وحدة الدين / أن جميع الديانات الكبرى لديها نفس المصدر الروحي، وتأتي من نفس الخالق.
3- وحدة الإنسانية / أن جميع البشر قد خلقوا متساوين، إلى جانب الوحدة في التنوع، حيث يتم النظر إلى التنوع العرقي والثقافي باحترام وتقدير.

تؤكد تعاليم البهائية، على تعلم كيفية معرفة الله ومحبته من خلال الصلاة وممارسة التأمل الباطني وخدمة الإنسانية, فضلا عن دعوتهم الى السلام والعدالة والوحدة على نطاقٍ العالم.
وبالرغم من انطلاق البهائية من جذور فارسية، إلا أنه اكتسب موطئ قدمٍ في أوروبا وأمريكا فضلا عن ايران والعراق.
ويوجد اليوم أكثر من سبعة ملايين معتنقٍ للديانة البهائية في العالم، يتوزعون في أكثر من 200 بلدٍ وإقليمٍ بنسبٍ متفاوتةٍ.

#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل