الطاوية

صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 23:17
المحور: الادب والفن
    

الطاوية أو التاوية نسبة الى (تاو- تي تيشنج) أي طريق القوة, وهو كتاب (لاو تسي) المعلم والشيخ والفيلسوف المؤسس للطاوية, والكتاب عبارة عن مقطوعات أدبية تحتوي على حكم ومواعظ وقواعد عامة، وهو كتاب غامض في ديباجته.
والطاوية واحدة من أكبر الديانات الصينية القديمة والتي مازالت تحتفظ بحيويتها, يرجح ظهورها الى القرن السادس قبل الميلاد, حيث ولد لاو تسي عام 507 ق. م وهو أستاذ كونفوشيس الذي أخذ منه الكثير من الأفكار والمعتقدات, علما أنه خالفه في الكثير من الجوانب الدينية.
والطاو هو المبدأ والمصدر والمضمون لكل شيء في الوجود, والذي يؤكد على كل ما هو طبيعي وعفوي وبسيط في الحياة, والتمسك بالرحمة والتواضع والتقشف.

وكان لـ (شوانج تسو) الذي يرجع إلى القرن الرابع قبل الميلاد دورا كبيرا في أحياء هذا الدين الذيً أكد بأن لاو تسي هو أحد المعلمين السماويين، حيث قام بشرح كتاب معلمه الأول مضيفاً إليه بعضا من رؤاه وفلسفته.
ومن الشخصيات المهمة الأخرى التي أسهمت في دعم الفكر الطاوي وتحديثه كل من (شين بوهاي) و (جوانغ زي) اللذين شرحا وحللا وأضافا نصوصا باهرة أكدت على الطبيعة التي هي جوهر الطاوية.
وقد تم تجميع أدبيات الطاوية وأطلق عليها قانون (داو زانج) والذي تم نشره بناء على طلب من الإمبراطور الصيني.

مفهوم (الإله) لدى الطاوية ليس بصوت ولا صورة، بل هو أبدي لا يفنى، وجوده سابق لكل جود, وهو أصل الموجودات، وروحه تجري فيها, ونظرتهم إلى الإله قريبة جدّاً من مذهب (الحلولية) الذي يذهب إلى أن الخالق حالٌّ في كل الموجودات.
والطاويون متصوفة في طبعهم كونهم يتجردون من المشاغل المادية وينشغلون بما هو روحي خالص, وغالبيتهم نساك منعزلون لا يشاركون في الحياة السياسية, والطاوية طاويتان, طاوية كوانزي وطاوية تشينجي.

وللطاوية أتباع ومريدون في العديد من المجتمعات مثل هونغ كونغ وتايوان وماكاو وجنوب شرق آسيا, فضلا عن موطنها الأصلي الصين.
الطاوية هي أحد الأديان الخمسة المعترف بها رسميا في الصين, لكنها لم تفلح أن تكون الدين الرسمي للدولة رغم أنها تشكل الأغلبية كون الصين لا تلزم أي دين كمنهج للدولة منذ القدم.
وأخيرا فالطاوية واحدة من الديانات المتفردة التي تنادي بالسلام العالمي وتشارك في مؤتمرات دولية تهتم بقضايا السلام والاقتصاد والطاقة والتنمية والغذاء والمناخ, عبر منظماتها غير الحكومية, وتعد إحدى القوى الناعمة للصين.

#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل