أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الكونفوشيسية














المزيد.....

الكونفوشيسية


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7725 - 2023 / 9 / 5 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


جاءت التسمية نسبة الى مؤسسها ومنظرها وصانع مجدها وديمومتها الحكيم (كونفوشيوس) الذي نذر نفسه لإقامة مدرسة روحية تسهم في السلام الداخلي للإنسان.
الكونفوشيوسية ليست دينا بمعنى الدين من حيث الثوابت الدينية المتعارف عليها, وإنما هي شبه دين أو عقيدة, والأصح هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ الصينية طورت عن طريق تعاليم كونفوشيوس وأتباعه وأنصاره ومريديه.

تتمحور الكونفوشيوسية في مجمل طروحاتها وأدبياتها حول الأخلاق والآداب وطريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية والتي أثرت تأثيرا مباشرا في حياة الصينيين، وحددت لهم أنماط الحياة وسلم القيم الاجتماعية، كما وفرت المبادئ الأساسية التي قامت الصين عليها النظريات والمؤسسات السياسية والاجتماعية في الصين.
وانطلاقا من الصين انتشرت الكونفوشيوسية في كوريا ثم انتقلت إلى اليابان وفيتنام وتايوان حتى أصبحت ركيزة راسخة ثابتة في ثقافة شعوب شرق آسيا على العموم.

كونفوشيوس ٥٥١ - ٤٧٩ ق م .. أي عاش ۷۲ سنة، اسمه الأول هو (كونغ فوتسو) أي الملك وهو فيلسوف وحكيم ومعلم ألمعي كبير تخرج من تحت يديه عشرات الآلاف من التلاميذ, حتى لَقب بنبي الصين.
والنبي هذا كان صادقا مخلصا عقلانيا معتدلا وعمليا في سلوكه, حيث ركز على أربعة مبادئ أساسية على الانسان أن يتبعها (العلم الغزير والسلوك الحسن والطبيعة السمحة والعزيمة القوية)
كونفوشيوس هو أول فيلسوف أو حكيم صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والسياسي والأخلاقي.
فلسفته قائمة على القيم الأخلاقية الشخصية، وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقا لمثل أخلاقي أعلى, ولقد كانت تعاليمه وفلسفته ذات تأثير عميق في الفكر والحياة الصينية والكورية واليابانية والتايوانية والفيتنامية.

ومن المآخذ على كونفوشيوس والكونفوشيوسية هو تشبثهم بالماضي وتقديسه وتعظيمه, دون الاعتبار للحاضر والمستقبل مما جعلها تتعرض لانتقادات شديدة في هذا الصدد من لدن الكثير من المعارضين, دينيين وعلمانيين وليبراليين وشيوعيين على حد سواء, والذين استخفوا بهذه الأطروحة الساذجة التي تشد الناس الى الوراء حيث الماضي التليد الذي ما عاد ينسجم مع طموحات الشعوب التي تسعى الى حياة كريمة ضمن واقعها الآني والعياني.

دامت الكونفوشيوسية تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً، أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد, لكنها غدت في خبر كان في القرن العشرين الذي ضاق بالروحانيات والمثاليات واللاهوتيات التي مـا عادت تجد نفعا.
ورغم هذا وذاك تحولت الكونفوشيوسية الى إرث إنساني في ذاكرة الصينيين ووجدانهم كونها اسهمت في صناعة ثقافة شعبوية شمولية انسانية الخطاب والتخاطب, ثقافة ذات خصوصية وتفرد وتميز, تستحق الاشارة والاشادة والتكريم والتقدير والتبجيل بجدارة.

وأخيرا وليس آخرا إن كونفوشيوس هذا حسب المؤرخين فـــي زمانه كان أشد الأولاد دمامة في الصين، أذناه مسطحتان ضخمتان، وأنفه أفطس كأنف الملاكمين وأسنانه ناتئة وحادة، لكنه كان منذ صغره ذكياً، بل مفرط الذكاء, طموحا مثابرا جادا, سعى كي يترك بصمتة في تاريخ بلده الصين, وقد فعل ذلك بحق وحقيقة.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البوذية
- الهندوسية
- الزرادشتية
- الدولة العثمانية
- الدَّوْلَةُ الصَّفْويَّةُ
- حلفان عسكريان متصارعان
- حربان أمريكيتان طاحنتان
- مدارس ومذاهب وفرق وحركات دينية
- مصطلحات ومفاهيم ومسميات ثقافية متداولة
- الأئمة الاثنا عشر عند الشيعة
- شذرات عن الديانة اليهودية
- واقعة الطف وفاجعة كربلاء
- زوجات الحسين وأبنائه وبناته / 6
- زوجات الحسن وأبنائه وبناته / 5
- زوجات الخليفة علي بن أبي طالب / 4
- زوجات الخليفة علي بن أبي طالب وأبنائه وبناته / 4
- زوجات الخليفة عثمان بن عفان وأبنائه وبناته / 3
- زوجات الخليفة عمر بن خطاب وأبنائه وبناته / 2
- زوجات الخليفة أبو بكر الصديق / 1
- أورخان ميسر .. شاعر حياة


المزيد.....




- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - الكونفوشيسية