أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - الصحافةُ رحابةُ صَدرٍ














المزيد.....

الصحافةُ رحابةُ صَدرٍ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 7728 - 2023 / 9 / 8 - 00:51
المحور: الصحافة والاعلام
    


رَحابةُ الصَدرِ هي سَعَةُ النَّفْسِ وَطُولُ الأَنَاةِ أو البالِ وتَقَبُلِ الاِختلافِ والتنوعِ. هكذا تكونُ الصحافةُ التي تستمرُ في عالمٍ رقميٍ تسيطرُ عليه وسائلُ التواصلِ الاِجتماعي بما فيها من حُريةٍ وخفةِ حركةٍ وتحررٍ من أيةِ قيودٍ. الاِنغلاقُ يخنقُ الصحفَ سواءَ في صورتِها الورقيةِ أو الرقميةِ، كم من صحفٍ أصبَحَت ماضيًا. الصحُفُ التي اِستمرَت خاصةً في الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا هي التي حقَقَت معادلةَ الاِحتفاظِ بالقُراءِ؛ آراءٌ طَليقةٌ، مقالاتٌ شيقةٌ، تقاريرٌ دقيقةٌ، ترفيهٌ متنوعٌ. الصحيفةُ تصلُ إلى الخمسين صفحةٍ ويقفُ وراءها فريقٌ مُتمرِسٌ. في مواسمِ الاِنتخاباتِ تتبارى الصُحفُ في التوعيةِ ببرامجِ المُرَشحين، في القضايا الجَدليةِ والحياتيةِ تكونُ حاضرةً بالتبصيرِ، تتسللُ إلى القارئ بذكاءٍ فتُصبِحُ جُزءًا من يومِه.

في فترةٍ كانت الصحافةُ المصريةُ مدرسةٌ عُليا في الاِفتتاحياتِ والأعمدةِ والكاريكاتير، كانت النصُ كلمةٍ بمقالةٍ. مع خُفوتٍ قَلَت قاعدةُ المتابعين، ومع اِنخفاضِ مستوى التعليمِ قَلَت القراءةُ، فأصبَحَ هَمُ الصحافةِ مُضاعفًا. تَغَيَّرَ مفهومُ صحافةِ الحكومةِ من قُربٍ من مراكزِ صنعِ القرارِ بالنصحِ والنَقدِ للصالحِ العامِ إلى مُدافعًا عن قراراتِها ومُبَرِرًا لها ولو لم يتقبلْها الشارعِ. الاِختيارُ بين قدحٍ وذَمٍ في وسائلِ التواصلِ الاِجتماعي ومدحٍ في صحيفةٍ يميلُ تلقائيًا لجانبِ القَدحِ، ولو فقدَت مواقعُ التواصلِ مصداقيتَها. ظاهرةٌ لا ينبغي أن تَمرَ كأنها لم تكنْ. الصحفُ على أهميتِها قليلةُ القُراءِ، على ما فيها من المواهبِ والقدراتِ التي تنتظرُ فرصةَ إثباتِ قدراتِها.

ولما كان الشئُ بالشئِ يُذَكِرُ، يحضُرُني ما تعرَضَت له نقابةُ المهندسين من اِنتقاداتٍ شخصيةٍ لاِعتراضِها على تخفيضِ سنواتِ الدراسةِ في كلياتِ الهندسةِ، لم تكنْ النقابةُ وحدُها في الاِعتراضِ لكن أيضًا كثيرين من أساتذةِ الهندسةِ. مع الأسفِ، اِنحازَت أقلامٌ وتقاريرٌ عدةٌ لقرارِ تخفيضِ سنواتِ الدراسةِ. لماذا؟ أهو مبدأُ دافعْ عن الحكومةِ أو المسؤولِ؟ وأين الرأي الآخرُ؟ أين رحابةُ الصدرِ؟ أين الصالحُ العامُ في دراساتٍ هندسيةٍ تحتاجُ تأنيًا واِستيعابًا؟

صحافةُ الحكومةِ مصدرُ ثقةٍ لقُربِها من صانعِ القرارِ، بشرطِ أن تُبَصِرَه وأن تنقُلَ له ما يفوتُه. مراعاةُ رأي القارئ والإحساسُ به هما مفتاحُ المِصداقيهِ التي تُبقي الصحافةَ، هما المُقابلُ للجوئه لمواقعِ التواصلِ الاِجتماعي بحثًا عن معلومةٍ أو حقيقةٍ قد تكونُ كاذِبةٍ، أو تنفيسًا عما يخنُقه.

لما أكتبُ أشعرُ أنني أوصَلتُ رسالةً للمسؤولين.

الصحافةُ تقومُ بالقارئ أولًا وأخيرًا.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَرتيبُ شنغهاي لأفضلِ الجامعاتِ
- أربع سنوات؟!
- الراسِبُ يَرفعُ يدَه
- ربنا يرحمك يا أمي
- التابلت .. ماذا بعد؟
- حكاوي الجوائزِ
- تَنافُرُ الأجيالِ
- المُتَصَيِّدون
- يَطفَشون
- نحن والذَكاءُ الاصطناعي
- التَوابِع …
- لا يَختَفون
- الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
- التَنَمُر كمان وكمان
- روبوت الدردشةِ الذي حازَ الترِند .. بالتفصيل
- روبوت الدردشةِ الذي حازَ الترِند
- بطاقاتُ حُضورٍ
- السَلعَنة
- ما خابَ ولا ندَّمَ
- الغُربة


المزيد.....




- استئناف الهجمات بين إسرائيل وإيران ليلاّ.. ماذا حدث في الساع ...
- مركز رصد الزلازل الإيراني: هزة أرضية بالقرب من منشأة -فوردو- ...
- حرب إيران وإسرائيل.. بنك الأهداف يتوسع
- الشرطة الإيرانية تعتقل عناصر خلية إرهابية عميلة للموساد وتضب ...
- سفارة موسكو في الجزائر تحتفل بيوم روسيا
- سفارة موسكو في نواكشوط تحيي اليوم الوطني
- إعلام: الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا بخفض المساعدات الع ...
- باكستان تعرب عن تضامن واضح مع إيران
- كيف نجح الموساد الإسرائيلي في اختراق إيران؟
- القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - الصحافةُ رحابةُ صَدرٍ