أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسام محمود فهمي - الراسِبُ يَرفعُ يدَه














المزيد.....

الراسِبُ يَرفعُ يدَه


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 22:33
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


اِحتجَ الطلابُ وتَجَمهروا في كلياتٍ وعبرَ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، لماذا؟ لأن الرسوبَ جماعيٌ في كلياتِ الطبِ وطبِ الأسنانِ بجنوبِ الوادي، وفي كلية الحقوقِ بالإسكندرية. الرسوبُ بمعنى إعادةِ العامِ الجامعي هو وجوبُ دخولِ الاِمتحاناتِ مرة أخرى في غالبيةِ الموادِ. هل إتفقَ أعضاءُ هيئةِ التدريسِ على رسوبِ الطلابِ؟؟ قطعًا لا. ذكرني الرسوبُ في الاِمتحانات بما رواه لي صديقٌ، كان كلما سألَ إبنَه "عملت إيه في الاِمتحان؟"، تكون إجابته "لبلب يا بابا لبلب"، إلا أن الرسوبَ عادةً نتيجَتُه!! وهو ما يُرى في شكاوى الطلابِ من رسوبِهم على الرغمِ من أنهم أحسَنوا الإجابةَ!! منطق "لبلب يا بابا لبلب" يعني أن الطلابَ لا يمَيِّزون الصوابَ من الخطأَ، وأنهم لا يَشعرون بفقرِ معلوماتِهم و ضَعفِ بِنيتِهم العلميةِ. لا لومَ عليهِم، فهم ضحيةُ نظامٍ تعليمي ضَحلٍ غرَسَ فيهم مفهومَ "هات م الآخر"، اِحفِظ كلمتين ورَدِدْهما في الإجاباتِ وكلُه ماشي؛ حتى المجتمعُ يتقبلُ الفهلوةَ والغشَ وتسريبَ الاِمتحاناتِ ويشجِعُ عليها!! كثيرٌ من الطلابِ يراهنون على ضَعفِ التصحيحِ أو التساهلُِ فيه، ومعهم في ذلك بعضٌ من صوابٍ؛ هذا في المدارسِ والجامعاتِ.

التعليمُ قبل الجامعي يتمُ في مُعظمِه من منازلِهم، لاِنشغالِ الطلابِ والأسرِ بالدروسِ والمراكزِ الخاصةِ عِوضًا عن المدارسِ التي أصبحَت عُنوانًا بلا موضوعٍ. يجتازُ الطلابُ الثانويةَ العامةَ بالطولِ وبالعرضِ ويلتحقون بالجامعاتِ وهم بنسبةٍ كبيرةٍ فاقدو كثيرًا من الأخلاقياتِ والتعليمِ، مع الأسف. أجيالٌ تُجيدُ الدخولَ بمنشوراتٍ وتعليقاتٍ على مواقعِ التواصلِ بلا اِستعدادٍ وتأهيلٍ حقيقي لتعليمٍ جامعي يقوم على بناءِ الشخصيةِ الاجتماعيةِ والعلميةِ. في ظل هذا القصورِ الذي كرَسَه التعليمُ قبل الجامعي ليس بغريبٍ أن تتدنى النتائجُ الأمينةُ في الجامعاتِ. لكن الغريبَ أن هناك من تجرأوا على التعليمِ الهندسي العالي واِبتسروا ساعاتِ وسنواتِ دراستِه وكأن ما سبَقَه من تعليمٍ مُكتملِ الأوصافِ ونسخةٍ من تعليمٍ بالغربِ!!

لكن أليسَ هناك طلبةُ دراساتٍ عُليا حاصلين على الماجستير والدكتوراة ومستواهُم للتواضعِ أقربُ، أقلُ القليلِ من اللغةِ والأسلوبِ والعِلمِ؟! أليسوا نتاجَ مفهومِ المشرفِ الإنجازي السريعِ ونظامِ الجوائزِ القائمِ على عددِ الرسائلِ التي يمنحُها المُشرفُ بغضِ النظرِ عن جودتِها؟ وماذا عن إداراتِ الكلياتِ التي تَتصورُ أن نجاحَها في رفعِ النتائجِ بحيث لا تقلُ نسبُ النجاحِ عن حدٍ معينٍ؟؟ وماذا عن رَبطِ اِستمرارَ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ في البرامجِ المدفوعةِ برضا الطلابِ؟؟ إذا كان هذا المنطقُ مَبلوعًا في الجامعاتِ الخاصةِ التِجاريةِ فكيف تَتبناه بَعضٌ من جامعاتِ الحكومة؟؟ وهل تَرضى الجودةُ الزائفةُ التي تستنزفُ أعضاءَ هيئةِ التدريسِ نفسيًا وجسمانيًا بالإعلانِ عن المُستوى الحقيقي للطلابِ وللعمليةِ التعليميةِ عمومًا من معاملٍ ومكتباتٍ وفصولٍ؟؟

التقديرُ واجِبُ لإداراتِ الكلياتِ التي لم تَرضْ الزَيفَ ولم ترضخْ لاِبتزازاتِ الراسبين ومواقعِ التواصلِ الاِجتماعي، ولم تتصورْ أن استدامةَ الكرسي والتصعيدَ في رَفعِ النتائجِ ، كما لم تَدَعْ جودةً يُكَذِبُها واقعٌ مريرٌ.

مبروك للناجحين في الثانويةِ العامةِ ولأهاليهم، سيَتضِحُ العامُ القادمُ من هم أصحابِ المَجموعِ الحقيقي.

كتَبتُ والكهرباءُ مقطوعةً، أهو طلعنا بحاجة.

أولُ مقالٍ أكتبُه بعد رحيلِ أمي الحبيبة، الله يرحمك يا أمي…



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربنا يرحمك يا أمي
- التابلت .. ماذا بعد؟
- حكاوي الجوائزِ
- تَنافُرُ الأجيالِ
- المُتَصَيِّدون
- يَطفَشون
- نحن والذَكاءُ الاصطناعي
- التَوابِع …
- لا يَختَفون
- الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
- التَنَمُر كمان وكمان
- روبوت الدردشةِ الذي حازَ الترِند .. بالتفصيل
- روبوت الدردشةِ الذي حازَ الترِند
- بطاقاتُ حُضورٍ
- السَلعَنة
- ما خابَ ولا ندَّمَ
- الغُربة
- التجربةُ القطرية
- حكوميةٌ وخاصةٌ وأهليةٌ ثم معاهد
- الفَنكَشة


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسام محمود فهمي - الراسِبُ يَرفعُ يدَه