بركات أصغر ضحيه لعادة الثأر الملعونه بالصعيد

نصر القوصى

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحكى المحضر رقم 509 لسنة 2006 جنايات كلى شمال قنا أبشع وأقعة ثار لطفل صغير با لصعيد حيث لم يكن بخيت ولد بركات 34 سنه
( مزارع ) يدرى يوما ان تاريخ وفاته قد أقترب وانه سوف يدون على خلفية صوره فوتوغرافيه تذ كاريه هوو نجله بركات 4سنوات وليس فقط فى أوراق تصاريح الدفن وشهادة الوفاه ففى يوم 25 يناير 2006
كان مشمسا فى قرية" أبوحزام " ـ القريه الاكثر دمويه هى وجارتها " حمره دوم" فى صعيد مصر 35كم شمال مدينة قنا ــ استيقظ " بخيت" مبكرا وعلى غير عادته طلب من زوجته كما تقول : " ان تسبح العيال علشان هيروح بيهم النجع ( مدينة نحع حمادى) يشترى لهم هدوم ويصورهم فقامت( أحكام سراج ابو الحسن ) بتجهيز بركات ومصطفى ابناءها للتنزه فى نجع حمادى برفقة والدهما وعمهم عبد الناصر الذى يؤكد فى أقواله فى محضر الشرطه أننا وصلنا نجع حمادى الساعه العاشره صباحا ورحنا البوسته وسالنا عن حواله بريديه مرسله من أخونا المقيم بالسعوديه وراح بخيت يصور أولاده ويقوم بالتقاط صور له معهم فى الاستوديو وكأنه يشعر أن أجله قد أنتهى وبعد ذلك قعدنا على القهوه واشتريت شوية طلبات للبيت حتى الساعه الواحده بعد الظهر وأثناء ذهابنا الى الموقف شاهدت شيئا غريبا وهو أنا اشرف ابراهيم اسماعيل 35 سنة وشهرته ( أشرف الصبرى ) ماشى ورانا بيراقبنا قلت لبخيت على ما شاهدته فقلى مايقدرش يعمل حاجه احنا فى طريق عام والقدر لسه فيه الكثير فركبنا سياره كبود وقعدت انا ومصطفى فى الكبينه الأماميه بجوار السائق أما بخيت وبركات فى الخلف وعند مدخل البلد " قرية ابو حزام " نزل بخيت وبركات الاول وانا كنت بدفع الاجره وفوجئت بسيارة دبابه ربع نقل موديل 1996 وعليها شخصين فى الخلف والسائق وقاموا باطلاق النار عشوائيا على بخيت وبركات الذى كان يمسك بيد ابيه حتى اردوهما قتيلان ويستكمل عبد الناصر انا رميت نفسى فى المشروع " المصرف الزراعى " ومصطفى طار على البيوت المجاوره أثناء أطلاق النار تلك كانت تفاصيل ووقائع اليوم المشئوم فى حياة تلك الاسره التى أكتوت بنار الثار تلك العادة الدمويه الموروثه التى راح ضحيتها الألف فى الصعيد و لكن الأبشع فى هذه الحادثه ان الاشقاء الثلاثه الجناه ايمن ومحمد ووليد عمر اسماعيل كما جاءت اسماءهم فى القضيه لم يرحموا صرخات بركات ذو الاربع سنوات وهو يصرخ على ابيه و هوغارق فى دمائه بعدما أنفلت يده من ابنه ليصبح كافريسه سهله وبلا حمايه فاردوه قتيلا بخمس طلقات فى وجها وظهره عن قرب وهذا ما ذكره تقرير الطبيب ا الشرعى و لم يرحموا طفولته وفروا هاربين , " بركات " الضحيه الاصغر لتلك العادة الباليه فى الصعيد تنذر قصة قتله بتغير فى موروث الثار فى الصعيد الذى يرحم تصفية وقتل الاطفال والنساء ويستهدف الرجال البالغين عبد الناصر عم بركات يعلق قائلا : اللى يضرب طفل فى تار يبقى جبان ومعندهوش ضمير طب ايه ذنب بركات علشان يقتلوه ماله بالخلافات اللى بين الكبار دول ضرب عليه النار على بعد نصف متر من بنادق اليه المسكين شفته بيفرفط زى الفرخه المدبوحه احنا بنطالب العداله تاخد مجراها وتجيب حقنا من القتله حرام اللى حصل" السبب الرئيسى فى مقتل بخيت وابنه بركات كما يؤكد الأ هالى هو خلاف قديم بين العائلتين على قطعة ارض وقع فيه والد المتهمين قتيلا عام 1992 واتهم فى قتله القتيل ( بخيت) وقضى عقوبه اربع سنوات وثبت براءته فى محكمة النقض بعد ذلك .
الموثر للغايه فى تلك القصه الماساويه هو دموع جدة بركات 60 سنه تقريبا التى لم تجف حتى الان تقول عن حفيدها" ناره اكتر من نار ابوه ده طفيل " طفل" صغير فرخى مالوش ذنب مدوا عليه البندقيه وقتلوه وطاروا بالعربيه حرام عليهم ده الضرب فى الميت حرام انا عاوزه ابرد نارى ياولدى عاوزه حكم العدل فيهم الظلمه دا لما تكون عندينا فرخه صغيرة مش بندبحها ونستنها لما تكبر " المطلب الملح لاسرة اصغر ضحيه للثار فى الصعيد كما يقول عبدالناصر عم بركات هو حماية الاسره من المتهمين الهاربين وهم وليد عمر واشرف ابراهيم وشهرته اشرف الصبرى الذى قام بالاتفاق والمساعده التى ادت الى الجريمه فهم يتربصون بالاسره فى تحركاتهم ويقومون بتهديد الشهود للتاثير فى القضيه والهاربين لهم سجل اجرامى واكد اشقاء القتيل عدم نيتهم فى القصاص لاخيهم وابنه باخد ثارهما وقالوا انهم مسئولين عن اعالة اسر واطفال والاخذ بالثار يعنى ضياع اسرهم واكدوا ثقتهم فى القضاء بان يقتص لهم من الجناه .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل