أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - ما الغاية من انتشار القوات الامريكية في المنطقة















المزيد.....

ما الغاية من انتشار القوات الامريكية في المنطقة


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتابع الجميع في دول المنطقة بحذر على ما يجري من انتشار عسكري امريكي خصوصاً في العراق وسوريا بالاضافة الى تواجد البوارج الحربية وحاملات الطائرات في المياه القريبة من ايران ومنطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، وفي حينها ادعت امريكا سبب هذا التواجد لحماية السفن من الاعتداءات الايرانية .. بينما انقسمت الاراء ما بين الحقيقة والخيال حول ما سيحدث في المنطقة وهناك من زمر وطبل بان القيامة سوف تقوم على رؤوس الفصائل والميليشيات في العراق وسوريا وهناك من شكك واعتبرها زوبعة في فنجان كما كان يحدث في السابق ومن ثم يعود كل شيئ الى ما كان عليه في الوقت ان الجميع يعلم ان اغلب استراتيجيات الدول الكبرى وتصرفاتها لم تكن قائمة على وضوح تام حيث تفعل غير ما تقول والعكس صحيح، ويبقى السؤال ما الغاية من تحركات هذة القوات والاساطيل الحربية في المنطقة، لا نبالغ اذا قلنا ان هناك اتفاق مبطن بين الولايات المتحدة وايران او لنقول ان ايران اعطت مبرر لانتشار الاساطيل البحرية الامريكي في مياه الخليج من خلال الاعتداءات المتكررة على ناقلات النفط لان غاية الولايات المتحدة في هذة المرحلة احكام السيطرة على الممرات المائية في المنطقة لان هم امريكا بعد الحرب الروسية الاوكرانية التحكم في اسعار النفط كونها سلعة استراتيجية يتحقق من ورائها معطيات سياسية خصوصا بعدما رأت امريكا انحسار هيمنتها في التحكم بالاسعار بعد رفض السعودية الانصياع الى طلب تخفيض اسعار النفط وفق ما يتماشى مع الاجندة الامريكية مما سبب لها مواقف محرجة في موازين الحرب الاوكرانية الروسية لذلك ارادت التحكم في مسار خطوط امدادات الطاقة من خلال التحكم في المواصلات والمسارات البحرية لسير ناقلات النفط بعد احكام وجودها العسكري ونشر اساطيلها في بحر العرب والخليج العربي ومضيق هرمز، لارباك عمليات التصدير وبالتالي ارباك في استقرار الاسعار بحجة حماية السفن من الاعتداءات الايرانية .. مما يعني ان حقيقة هذا التواجد لغرض سيطرة امريكا على الممرات الدولية للتحكم في حركة السفن المحملة بالنفط الذاهبة الى اوربا او الصين او دول اسيا او لشتى بقاء العالم من اجل التحكم في الاسعار دون حاجة الى محاولات الضغط على الدول المنتجة التي لم تنصاع الى الطلبات الامريكية، مما يعني ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة من خلال انتشارها العسكري في المنطقة هي بالاساس السيطرة على خطوط امداد الطاقة وليس كما يروج الحالمون بإنهاء الحكم في العراق لان المستهدف بالدرجة الاولى من وراء كل هذة الهلمه هم دول الخليج وبالاخص السعودية لان الغاية منعهم من التحكم في اسعار النفط .. ولكن السؤال ما دخل هذا الموضوع في الانتشار العسكري على الحدود السورية العراقية، في الحقيقة يعتبر العراق حالة استثنائية بالنسبة لامريكا حيث اتفقت مع ايران قبل الاحتلال وفق معادلة لكم فوق الارض ولنا تحت الارض عندما كانت ايران ليست بحاجة الى اموال العراق الذي خرج مفلساً بعد حرب الكويت وانما بحاجة الى هيمنة سياسية من خلال السيطرة المذهبية والدينية على العراق لاغراض متعددة منها الانتقام من العراق وشعبة للخسارة التي منيت بها خلال حرب الثمان سنوات ومنها ايضاً الموقع الاستراتيجي لتكوين محور او هلال شيعي في المنطقة وهذا لم يضر امريكا في شيء ما دام لها ما تريد تحت الارض من ثروات .. ولكن التطورات التي حصلت في المنطقة منها الحرب الروسية الاوكرانية والخطأ الفادح الذي وقعت فيه ايران باعلان انضمامها الى المحور الروسي وتزويد بوتن بالطائرات المسيرة والتحدي في تخصيب اليورانيوم والمماطلة سنين طويلة بعدم التوصل الى اتفاق بشأن النووي الايراني والذي من تبعياته العقوبات الاقتصادية التي انهكت القدرات المالية للدولة الايرانية مما جعلها تستنزف اموال وثروات العراق التي اعتبرتها امريكا أخلال بالاتفاقيات المبطنة بين الطرفين فبدء ينقلب السحر على الساحر لهذا جيشت امريكا جيوشها في المنطقة لترمي عدة عصافير بحجر اولها السيطرة على ممرات النفط والتحكم في انسيابية التصدير لكي تستطيع التحكم في الاسعار كما مبين انفاً. وايضاً معاقبة ايران على تلك المواقف من خلال اغلاق الحدود بين العراق وسوريا ليتسنى عزل الامدادات وتدفق الاسلحة الى ميليشياتها المتواجدة هناك أي قطع اذرعها وتصفية ذيولها لتضيق الخناق على ايران من اجل القبول بالشروط الامريكية بعدما ذاقت ذرعاً بالحيل والاكاذيب والمراوغات الايرانية واتباعها في العراق الذي تأكد ولائهم الكامل لايران لهذا لوحت امريكا بالحديدة الحارة وفق خطوات صارمة ومحسوبة ادت الى ظهور عمليات انسحاب للميليشيات العراقية من المناطق الحدودية، بمعنى ان امريكا لا يهمها افعال الاشخاص سواء نهب ثروات بلدهم او قتل ابناء شعبهم وانما يهمها سلوك منظومة الحكم التي تعتبرها متوافقة مع الاجندة الامريكية ام لا لهذا يمكن من خلال تحركاتها هذة القيام بتغيير بعض الوجوه المزدوجة الولاء لتأتي من هم احاديي الولاء لتكون منظومة الحكم خالية من الولائيين لايران اي التغيير الناعم في هيكلية العملية السياسية وليس في جوهرها لهذا يستبعد الحرب الشاملة في المنطقة لان امريكا على ابواب الانتخابات ويأمل الحزب الديمقراطي الفوز من خلال تحقيق نصر سياسي غايته تحجيم ايران وقبول شروطها وتركيع ذيولها في العراق على اقل تقدير وهذا يبدو ما سوف يحصل من خلال الضغوط الامريكية الجادة وليس كما يروج البعض في الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي من تهويل واقتراب ازاحة النظام في العراق وسوريا لان قراءة الاحداث تنبع من معطيات الواقع وليس وفق التمنيات والاحلام لان كل الدول الاقليمية والعالمية لها مصلحة في بقاء انظمة الدولتين على حالهم وربما تقتضي المصلحة تغيير بعض الوجوه للتأكيد على ان اي تغيير يخضع للارادة الامريكية وليس للارادة الشعبية الوطنية لان ما حصل طيلة السنين السابقة كانت عملية ترويض للمواطن العراقي تدريجياً من خلال بث الامل بالخلاص ثم قتل هذا الامل ليتسنى خذلان نفسية المجتمع بكل طبقاته عند ابقاء الاوضاع على ما عليها سواء بتكرار تسويق نفس الوجوه او تغيير بعضها حسب متطلبات المرحلة لتبقى امريكا ماسكة لخيوط اللعبة لان الخطورة تكمن في الخوف من وعي جماهيري عابر للطائفية والعشائرية والحزبية المذهبية والمناطقية التي رسخها الاحتلال قد يؤدي الى رد فعل شعبي ينسف ما أسسته امريكا متى ما استوفت الارادة الوطنية مقوماتها.



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب الأشخاص ليس معيار للوطنية
- ما الغاية من تلميع صورة ناجي صبري الحديثي
- ماهي ضوابط لبس العمامة ونزعها من رجل الدين
- الكويت جرح نازف من التعويضات الى ام قصر
- هل جاءت ثورة 14 تموز على ظهر القطار البريطاني الامريكي
- مراحل محاربة الاسلام لايقاف نشوء جيل مسلم في اوربا وامريكا
- رحلات سياحية أم خروقات امنية
- مؤشرات حول المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الايراني والسعودي
- ايران تخطت الثوابت العقائدية في اعادتها العلاقات الدبلوماسية ...
- منظومة الكهرباء احد القطاعات التي جعلت العراق رهينة القبضة ا ...
- ما المطلوب من الرئيس اردوغان بعد الفوز
- ما موقف العرب من الانتخابات التركية
- الحروب العبثية في المنطقة
- الجامعة العربية تكافئ قاتل الشعب السوري
- مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي
- من المستهدف في النزاع العسكري الحاصل في السودان
- المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني
- معايير الربح والخسارة لكل من السعودية وايران جراء الاتفاق ال ...
- الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب ا ...
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا


المزيد.....




- بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. وهذا ما قاله مص ...
- -ديلي تلغراف- البريطانية للبيع مجددا بعد معركة حول ملكيتها م ...
- مصرية -تبتسم وتتمايل- بعد الحكم بإعدامها (فيديو)
- بيضتان لـ12 أسيرا.. 115 فلسطينيا يواجهون الموت جوعا يوميا في ...
- متظاهرو جامعة كولومبيا في تحدٍّ للموعد النهائي لمغادرة الحرم ...
- كيف تتصرف إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء؟
- البرلمان الفرنسي يعترف بـ-إبادة- العثمانيين للآشوريين-الكلدا ...
- منافس يصغره بثلاثين عاما .. تايسون يعود للحلبة في نزال رسمي ...
- دراسة تكشف نظام غذاء البشر قبل ظهور الزراعة!
- فصيل فلسطيني يعرض مشاهد من قصف تحصينات الجيش الإسرائيلي في غ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - ما الغاية من انتشار القوات الامريكية في المنطقة