أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - مؤشرات حول المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الايراني والسعودي















المزيد.....

مؤشرات حول المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الايراني والسعودي


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 7646 - 2023 / 6 / 18 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزير الخارجية السعودي في طهران والكلمات المقتضبة التي القاها الوزيرين بعد انتهاء الاجتماع الثنائي بين وفدي البلدين خلال المؤمر الصحفي الذي لم يسمح للصحفين بتوجيه اسئلتهم للوزيرين كما هو معتاد بسبب التشنج الذي حصل في القاعة نتيجة رفض الوفد السعودي بعقد المؤتمر في قاعة تحمل صور قاسم سليماني بالرغم من حضور اكثر من 150 صحفي، في الوقت الذي ركز الوزير الوزير الايراني في كلمته على تفعيل الشأن الاقتصادي والتجاري، وايضاً اقتصرت كلمة الوزير السعودي على اعادة العلاقات الدبلوماسية والاستعداد على فتح السفارة والقنصلية في مشهد مع الاشارة الى فتح السفارة الايرانية في الرياض والقنصلية في جدة مما يمكن القول ان كلمتي الوزيرين كانت من العموميات التي لا تتعدى حدود المجاملة بالرغم من اشارة الوزير السعودي الى محددات العلاقة فيما يتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وضمان امن الملاحة في الخليج العربي وخلو المنطقة من اسلحة الدمار الشامل، بينما كان التركز الاعلامي قبل المؤتمر الصحفي على مشكلة تبادل الاسرى في اليمن التي لم يأتي الوزيرين بشيئ يذكر عنها فضلاً عن عدم ذكر اي تفاصيل تتعلق ببنود الاتفاق المبهم فيما يخص معضلة اليمن التي تحدثنا عنها سابقاً في مقال مفصل وكذلك الميليشيات الولائية لايران والتي تحيط بالمملكة العربية السعودية لان هناك ضبابية منذ بداية الاعلان عن الاتفاق حول تلك المشكلتين وخصوصاً موضوع الميليشيات التي تعتبرها ايران السلاح النووي الحقيقي قبل انتاج القنبلة النووية والتي تشكل خطورة على دول المنطقة وخطورة اكبر على مستقبل الاتفاق في حال تصرف تلك الميليشيات بشكل منفلت خارج سيطرة الدول المتواجدة فيها لانها بمثابة اللغم الذي ينسف الاتفاق مالم يتوقف الدعم اللوجستي الايراني وحصر اسلحتها بيد الدول التي تنتشر فيها، بالرغم من تنصل ايران مراراً عن دعمها لتلك الميليشيات من باب التقية، حيث اعتبرت وجودها في دول المنطقة نتيجة البيئة الحاضنة لها وان حلها او ايقاف نشاطها مرتبط بقيادات وشعوب تلك الدول، وقد برر وزير الخارجية الايراني في تصريح سابق بشأن تواجد تلك الميليشيات في دول المنطقة بأنها شأن داخلي ولا دخل لايران بذلك، ومن خلال هذا التصريح يفهم ان ايران لن تتخلى عن دعمها لتلك الميليشيات .. مما يعني استحالة بقاء الاتفاق حي ما دامت ايران تسعى لتقوية نفوذها في المنطقة من خلال خلق بيئة مذهبية تؤدي الى الزيادة في تشكيل ميليشيات ولائية، وهذا ما يؤكد مراوغة ايران واستحالة توقفها عن دعم تلك الميليشيات التي تستخدمها اذرع للعبث في المنطقة لان هدف ايران اضعاف جيوش دول المنطقة وهذا يتناغم مع اجندة الغرب التي ترمي الى اضعاف اي قوة نظامية تحت سيطرة الدولة لتحل بدلاً منها ميليشيات عقائدية مسيرة من قبل احزاب متعددة وولائها لاطراف اجنبية، في الوقت ان السعودية تفتقر الى نفوذ مماثل نتيجة رفضها اقامة ميليشيات مذهبية مماثلة للميليشيات الايرانية في مناطق نفوذ ذات بيئة موالية لها في نفس الدول التي تتواجد فيها تلك الميليشيات العقائدية الموالية لايران، علاوة على الضغط الامريكي في منع توجهات محمد بن سلمان بنقل الصراع الى الداخل الايراني لان امريكا تعمل على تقوية ايران على حساب دول المنطقة وفق الدور المرسوم لها الذي يرمي الى زرع الانقسام في الوطن العربي والعالم الإسلامي، وهذا جزء من اللعبة الدولية في جعل إيران تتحكم بملفات المنطقة وادخالها في صراعات مفتوحة غير قابلة للإغلاق مهما قدم العرب من تنازلات. وعلى سبيل المثال سوريا الذي يمثل المكون السني اكثر من ثلاثة اضعاف المكونات الاخرى مجتمعة ولكن ترك هذا المكون فريسة للميلشيات المدعومة من ايران، وكذلك تركت الميليشيات المحيطة بالسعودية والمتواجدة في العراق وسوريا ولبنان واليمن كأذرع ايرانية لتهديد دول المنطقة والتي لم ترد تفاصيل عن تحجيم نشاطها في هذا الاتفاق، الا ان ايران من باب التكتيك اوعزت لتلك الميليشيات بإضفاء نوع من التهدئة خصوصاً الحوثيين بتوقف اطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية اعتباراً من بدء المفاوضات التي حصلت في بغداد ومسقط، وكذلك التوقيع على وثيقة التعاون الامني بين ايران والعراق لضبط ايقاع سلوك الميليشيات بما يتناغم ومصلحة ايران في مرحلة سريان نفاذ الاتفاق وذلك لغرض الاستمرار في التقارب مع السعودية من اجل تعبيد الطريق بين طهران والرياض ليتسنى توسيع نطاق الاتفاق ليشمل دول الخليج العربي ودول عربية اخرى مثل مصر والاردن ودول شمال افريقيا لما للسعودية من تأثير في المنطقة ليكون هذه المرة طريق القدس يمر عبر الرياض .. مما يعني بقاء ايران صاحبة الكلمة العليا في تحركات تلك الميليشيات والايعاز لها بالتهدئة حسب ما تقتضي الظروف وفق استراتيجية التهدئة ونظرية الانتظار او التحرك متى ما تستجد الحاجة لغرض الابتزاز او خلط الاوراق، واكيد هذا الامر لا يخفى على قادة السعودية فهل بموجب الاتفاق تكون السعودية قادرة على تحجيم دور الميليشيات مثلما قام وفدها باجبار الخارجية الايرانية على رفع صور رمز ومؤسس تلك الميليشيات من قاعة الموتمر الصحفي .. ومع ذلك اغلب المراقبين لا يعولون على مصداقية ايران ويشككون في نواياها ويعتقدون ان قبولها الاتفاق ليس الا تكتيك مرحلي من اجل كسب الوقت لتسويف الضغوط عليها للخروج من ازمتها الخانقة، حيث قال أحد وزراء الخارجية العرب : الإيرانيون يكذبون ونحن نعلم أنهم يكذبون، وهم يعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون ولكنهم مستمرين في استخدام طرق ملتوية للخداع ويعتبرون ذلك تكتيك وفق منهجهم السياسي .. لذلك وسط زخم هذة المخاوف يصعب التكهن باستمرار الاتفاق والبناء علية بما يخدم استقرار المنطقة لان كثير من المراقبين اشاروا الى ان الاتفاق مجرد مرحلة تهدئة من جانب ايران من اجل كسب الوقت ليتسنى فك عزلتها الدولية من جهة، ومن جهة اخرى البناء للمرحلة القادمة وهي الاخطر وفق اساليبها الملتوية في إدارة ملفات علاقاتها الإقليمية لتحقيق مزيداً من الاختراق في دول المنطقة لما لايران خبرة متراكمة في المراوغة والخداع خصوصاً مع العرب نتيجة الكراهية العميقة التي يضمرها الفرس لهم عبر التاريخ.



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران تخطت الثوابت العقائدية في اعادتها العلاقات الدبلوماسية ...
- منظومة الكهرباء احد القطاعات التي جعلت العراق رهينة القبضة ا ...
- ما المطلوب من الرئيس اردوغان بعد الفوز
- ما موقف العرب من الانتخابات التركية
- الحروب العبثية في المنطقة
- الجامعة العربية تكافئ قاتل الشعب السوري
- مشكلة اليمن أهم المخاطر التي تهدد الاتفاق الايراني السعودي
- من المستهدف في النزاع العسكري الحاصل في السودان
- المؤشرات الموضوعية لتقييم الاتفاق السعودي الايراني
- معايير الربح والخسارة لكل من السعودية وايران جراء الاتفاق ال ...
- الاتفاق السعودي الايراني جعل قنبلة ايران النووية في الملعب ا ...
- ما حقيقة تقاطر الوفود البرلمانية الى سوريا
- ماذا تعني زيارة الرئيس بايدن الى كييف
- الاسراء والمعراج في دائرة العلم
- الضربات على ايران .. هل هي استراتيجية ردع أم رسالة تحذير
- انتهت الفرحة وعدنا الى المعانات
- سيرة المرحوم الدكتور رياض القيسي السياسية والقانونية
- عرس خليجي عربي في البصرة اثار حفيضة الفرس
- هل اقتراب العرب من الصين يعني الابتعاد عن امريكا
- مباحثات الاتفاق النووي وفق مستجدات الانتفاضة في ايران


المزيد.....




- -تحرّض الأطفال على الدعارة أو البغاء-.. قرار بحبس مطربي -راب ...
- محكمة في نيويورك تغرم ترامب 9 آلاف دولار وتهدد بسجنه بسبب -ا ...
- تحقيق صحفي يكشف: العصابات في السويد تجند عناصر من الشرطة للو ...
- ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة ...
- البيت الأبيض يمتنع عن التعليق على تدمير الدفاع الجوي الروسي ...
- محكمة نيويورك تغرم ترامب بـ9 آلاف دولار بتهمة إهانته المحكمة ...
- -الصواريخ أصابتها وانفجرت فيها-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استه ...
- بالفيديو.. انتشار رقعة الحرائق في أولان-أوديه الروسية
- لفوفا-بيلوفا: لقاء الدوحة أسقط الأسطورة الأوكرانية بوجود أطف ...
- -حزب الله- ينصب كمينا ‏ضد آلية عسكرية إسرائيلية ويؤكد تدمير ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - مؤشرات حول المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الايراني والسعودي